الشرق اليوم- انطلق اليوم الثلاثاء في قصر الشعب بدمشق مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة مئات الشخصيات التي تمثل أطياف المجتمع السوري، وينتظر أن يقر المؤتمر توصيات بشأن أسس المرحلة المقبلة.
وأعلن الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الثلاثاء في افتتاح المؤتمر، أن سوريا لا تقبل القسمة، وشدد على وحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة.
وقال الشرع في كلمة ألقاها أمام مئات الشخصيات المشاركة في مؤتمر الحوار في قصر الشعب بدمشق، إن الثورة أنقذت سوريا من الضياع، ولكن التحديات لا تزال كبيرة. وأضاف أن “سوريا اليوم عادت إلى أهلها بعد أن سُرقت على حين غفلة”.
كما قال الرئيس السوري إن وحدة السلاح واحتكاره في يد الدولة ليسا رفاهية، بل واجبا وفرضًا، وأكد على ضرورة بناء سوريا على أساس دولة القانون واحترام السلم الأهلي.
ودعا السوريين إلى الوحدة، وحذر من المتربصين بالثورة في الداخل والخارج، وأوضح أن هناك من يسعى لتقويض منجزات الشعب السوري، داعيا إلى مواجهة كل من يريد العبث بأمن ووحدة البلاد بحزم.
وأشار الشرع إلى هناك جهات في الداخل والخارج ساءها فرحة السوريين بانتصار الثورة، ودعا إلى توخي الحذر، مشيرا إلى ضرورة مراعاة أن سوريا في مرحلة إعادة بناء الدولة من جديد بعد كل ما لحق بها من خراب ودمار.
كما أكد الرئيس السوري على العمل لتشكيل هيئة للعدالة الانتقالية تقدم المجرمين للعدالة، قائلا إن السلطات عملت خلال الشهرين الماضيين على ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق السوريين.
وبشأن شكل الحكم في سوريا مستقبلا، قال الشرع “ينبغي ألا نستورد أنظمة لا تتلاءم وحال البلد، ولا أن نحول المجتمعات إلى حقول تجارب لتنفيذ أحلام سياسية”.
وفي الجلسة نفسها، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إن السياسة السورية نجحت من خلال الدبلوماسية الفاعلة في تعليق بعض العقوبات وتخفيف آثار بعضها الآخر.
وأضاف الشيباني أن نهج السياسة السورية كان واضحا من البداية، وهو أن سوريا جزء لا يتجزأ من محيطها. وأكد أن بلاده لن نقبل أي مساس بسيادتها وهويتها، ولن ترضخ لأي ضغوط.
كما قال الوزير السوري إن السلطات في دمشق ستحرص على بناء علاقات مع الأطراف التي وقفت إلى جانب سوريا وتحترم سيادتها وإرادة شعبها.
وأوضح الشيباني أن سوريا واجهت خلال السنوات الماضية ظروفا استثنائية، وأن السياسة السورية الجديدة تتمثل في التوازن والتمسك بالثوابت.
وسيركز المؤتمر على تشكيل مجموعات عمل في الاقتصاد والعدالة الانتقالية والبناء الدستوري، وسيكون في نهاية المؤتمر إعلان البيان الختامي الذي يتضمن توصيات ترفع إلى رئاسة الجمهورية.
المصدر: الجزيرة