خريطة طريق المرحلة الانتقالية في سوريا
الرئيسية / دراسات وتقارير / بداية مخيبة لمسار بناء الدولة السورية الجديدة

بداية مخيبة لمسار بناء الدولة السورية الجديدة

الشرق اليوم– خيبتنا السلطات الجديدة في دمشق، بالتشكيلة التي أعلنتها، للجنة التحضيرية، لما سمي “مؤتمر الحوار الوطني”.
سبعة أعضاء، خمسة منهم يمثلون السلطة الحالية، وسيدتان – منهن سيدة مسيحية – محسوبتان على المجتمع المدني، هو عدد أعضاء اللجنة، التي تم تشكيلها للإعداد للمؤتمر، وهم..
1-يوسف الهجر – مدير المكتب السياسي، في “هيئة تحرير الشام”.
2- مصطفى موسى – شخصية بارزة، في هيئة تحرير الشام، شغل منصب رئيس مجلس الشورى العام، في إدلب وريفها.
3- المهندس محمد مستت – ممثل عن نشطاء الثورة، من مدينة حلب.
4- الدكتور حسن الدغيم – عضو توجيه سياسي، في الجيش الوطني.
5- هند قبوات – ناشطة في المجتمع المدني، وعضو هيئة التفاوض.
6- هدى الأتاسي – ناشطة في منظمات المجتمع المدني السوري.
7- الدكتور ماهر علوش – كاتب وباحث، يهتم بالقضايا الفكرية والسياسية، والشؤون الإسلامية.
ملاحظات وتساؤلات كثيرة، يمكن أن نضعها على هذه التشكيلة، لكننا سنكتفي بذكر اهمها..
بحسب ما ورد في خبر تشكيل اللجنة، بأنها “لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار السوري” بينما ما نعرفه، أن المطلوب داخلياً، وبحسب قرار مجلس الأمن الدولي 2254، مؤتمر وطني عام، تصدر عنه لجنة لصياغة الدستور، وتحديد هوية الدولة، وشكل نظام الحكم، يليها إجراء انتخابات، والفرق كبير بين المؤتمرين.
وإذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فهذا التشكيل، لا يمثل التنوع الموجود في الشعب السوري، ولا يمثل حتى الطائفة السنية الكريمة، وهذا ليس مجرد رأي، وإنما نعرفه، من خلال لقاءاتنا، ونقاشاتنا، وحواراتنا، وما نسمعه بشكل مباشر، من نخبة من هذا المجتمع، مما يجعل أعضاء اللجنة، يمثلون أقلية، حتى في المجتمع الإسلامي السني، وهذا سيجعل الغالبية العظمى، من مكونات الشعب السوري، ترى نفسها، انها غير معنية بما يجري، سواء كان مؤتمر للحوار، أم مؤتمر وطني عام.
وجود سيدتين من المجتمع المدني، ليس أكثر من محاولة، لوضع مساحيق، لتجميل وجه غير جميل، فيما كنا نتوقع ونأمل، ان يكون الوجه جميل، كوجه سورية، ولا يحتاج إلى أية مساحيق.
المبعوث الأممي غير بيدرسون، قال بأن “السلطات المؤقتة في سوريا، تعهدت مراراً، بأن سوريا الجديدة، ستكون للجميع… ومن المهم ضمان إشراك كل أجزاء سوريا، في عملية الانتقال السياسي” فهل هذه اللجنة تتوافق مع ما قاله بيدرسون؟ والتعهدات التي سمعها من القيادة السورية؟؟.
وهنا يبدو مشروعاً، طرح الكثير من الأسئلة، عن سبب سلوك هذا المسار غير الصحيح، وغير المطمئن، على صورة سورية، كما يراها ويريدها، ويجمع عليها معظم السوريين.
ماهي الغاية من استبعاد معظم المكونات السورية، من الخطوة الأولى، لبناء سورية الجديدة؟.
هل هذا التشكيل، يعطي الأمل والأمان للسوريين، بأنهم على الطريق الصحيح؟.
هل تعتقد السلطة، بأن إشراك سيدة مسيحية في اللجنة، سيعطي الاطمئنان، للمكون المسيحي الأصيل، بأنه غير هل هذا السلوك، يعطي ما يكفي من التطمينات للمجتمع الدولي، ولشروطه المعروفة، وأولها مؤتمر وطني عام، يشارك فيه كل السوريين، كمقدمة لرفع العقوبات والحصار، وهي الخطوة التي لابد منها، لإعادة الإعمار، وبناء سورية الجديدة.
أما السؤال الأهم، والذي نعرف أنه موجود عند الغالبية العظمى، من النخب الحية في المجتمع السوري، ماذا كان يضير السلطة، لو أنها أجادت الممارسة السياسية الصحيحة، وشكلت لجنة، تحظى برضا الداخل والخارج، خاصة وأن كل شيء يجري تحت إشرافها، كأن تتضمن اللجنة، عضوين أو ثلاثة عن القيادة الحاكمة، وممثل عن كل مكون من مكونات المجتمع السوري، حتى لو تم رفع عدد اعضائها، إلى تسعة أو عشرة، على سبيل المثال، وهذا الكلام ليس من باب استخدام اسلوب المحاصصة، على الطريقة اللبنانية، أو العراقية، المرفوض جملة وتفصيلاً، وإنما من باب تكريس التشاركية، وتحمل المسؤولية في بناء الوطن.
وبغض النظر، عن كل هذه الملاحظات التساؤلات.. أنا استغرب، كيف تضيع القيادة الحاكمة، هذه الفرصة الذهبية والتاريخية، والتي لا تتكرر أكثر من مرة كل قرن، لتكريس نفسها سلطة شرعية، ممثلة لكل السوريين، وتكتب اسمها، في الصفحات المضيئة في التاريخ السوري، وتكون مثالاً يحتذى، لكل دول المنطقة، بدل الدخول في متاهات، وحسابات ضيقة، تضع الجميع أمام مآزق جديدة، وتعيد إنتاج المشاكل، التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم، ولن توصلنا إلى أي حل.
أخيراً نصيحة لوجه الله “استقووا بشعبكم لأنه القوة الوحيدة التي تنفعكم وتنجيكم وتعطيكم المشروعية”.

أحمد رفعت يوسف

شاهد أيضاً

إرسال جنود أوروبيين إلى أوكرانيا قيد المناقشة

الشرق اليوم- قالت صحيفة لوموند إن دخول الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة من التصعيد، دعا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *