العربية- عبداللطيف المناوي
الشرق اليوم– يقترب لبنان وإسرائيل من التوصل إلى هدنة، بجهود أمريكية وفرنسية، إذ أعلن أن المفاوضات تسير فى الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله”.
ويأتى هذا الإعلان بعد أن تمكنت أمريكا من إقناع نتنياهو بمشاركة فرنسا فى ترتيبات الاتفاق بعد إعلان رفض أى دور لفرنسا.
كان إصرار إسرائيل على استبعاد فرنسا من الاتفاق، وعدم انضمامها ضمن أعضاء اللجنة الدولية التى ستراقب تنفيذ الصفقة، بسبب ما تَعدُّه إسرائيل “عدائية” ومناهضة من فرنسا تجاهها فى الأشهر الأخيرة. وكان إيمانويل ماكرون قد دعا مؤخرًا بشكل متكرر، لفرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل، ووصفه بأنه “المسار نحو إنهاء الحرب”، مما أثار أزمة دبلوماسية.
كانت العلاقة بين إسرائيل وفرنسا فى البداية علاقة وثيقة، حيث كانت فرنسا فى السنوات الأولى بعد تأسيس إسرائيل عام ١٩٤٨ من أبرز حلفائها، بدأ التوتر فى العلاقة فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، خصوصًا بعد حرب ١٩٦٧، حين فرض الرئيس الفرنسى شارل ديجول حظرًا على بيع الأسلحة لإسرائيل، وبدأت فرنسا تميل، نسبيًا، إلى مواقف الدول العربية فى النزاع.
فى الثمانينيات، تعمق التباين فى المواقف بين البلدين، خاصة بعد غزو إسرائيل للبنان عام ١٩٨٢. فقد أدانت فرنسا الغزو والأعمال العسكرية الإسرائيلية، ودعت إلى نشر قوات حفظ سلام متعددة الجنسيات فى لبنان. وبالتالى، أصبحت إسرائيل ترى أن فرنسا لا يمكن أن تكون وسيطًا محايدًا أو طرفًا نزيهًا فى العملية السياسية فى لبنان. علاوة على ذلك، كانت دعوات فرنسا لسيادة لبنانية تتعارض مع مصالح إسرائيل، مما زاد من تعقيد العلاقات بين الجانبين.
أحد أسباب رفض إسرائيل منح فرنسا دورًا فى عملية التسوية اللبنانية هو علاقة الحكومة الفرنسية المعقدة مع حزب الله، ورغم أن فرنسا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية بشكل رسمى، إلا أنها تعرضت لانتقادات لقيامها بالتواصل مع الحزب فى بعض الحالات الدبلوماسية، مثل اختطاف الرهائن فى الثمانينيات وفى الآونة الأخيرة من خلال قنوات غير مباشرة. علاوة على ذلك، فقد سعت فرنسا إلى التفاعل مع الحكومة اللبنانية وفصائل مختلفة، بما فى ذلك حزب الله، بهدف التوسط من أجل السلام أو الاستقرار فى لبنان، وهو ما اعتبرته إسرائيل منح شرعية غير مبررة لمجموعة معادية لها.
غالبًا ما يُنظر إسرائيليًا إلى المواقف الفرنسية على أنها أكثر دعمًا للمواقف العربية حيث تمتلك فرنسا تاريخًا طويلًا من العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية. وقد أدى ذلك إلى رؤية بعض صانعى القرار الإسرائيليين لفرنسا على أنها منحازة ضد مصالح إسرائيل.
حيث دعت فرنسا مرارًا إلى إقامة دولة فلسطينية، ودعمت حل الدولتين، وهى مواقف غالبًا ما تتعارض مع السياسات الإسرائيلية.