الشرق اليوم- يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السير على حبال التوترات العسكرية والتكتيكات الدبلوماسية، فتارة يُشدد الدعوات لشن هجوم على لبنان، وتارة يُقبل على فتح قنوات الدبلوماسية مع واشنطن لترسيم الحدود البرية مع لبنان.
تحركات مُتناقضة تُسلط الضوء على انقسامات عميقة داخل حكومة نتنياهو، بين تيار يدفع نحو المواجهة العسكرية وآخر يسعى لإبقاء باب الحوار مفتوحا.
رغم الانقسام الواضح بين نتنياهو ويوآف غالانت، فإن الأخير نفِد صبره على ما يبدو إذ خرج عن صمتِه ليَعزِفَ على وتر نفاد الوقت، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن فرص التسوية في الشمال تتلاشى خاصة في ظل مواصلة تمسك حزب الله بربط جبهة لبنان وإسرائيل بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وللعلن بات واضحا أن الداخل الإسرائيلي غير مُوحَّد بشأن جبهة لبنان، فالتقاريرُ تقول إن هناك تعارُضا في المواقف الحكومية الداخلية للبتِّ في مصير هذه الجبهة.
صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قالت إن غالانت يرى أن الوقت غير مناسب لمثل هذا الهجوم، ويريد إعطاء فرصة لحل دبلوماسي في الشمال.
وفي خُطواتٍ ميدانية على الأرض، يبدو أن إسرائيل تتحركُ أو تُخطط للتحرك في جبهة الشمال على الأقل. فقائد لواء الشمال بالجيش أوري غوردين أعلن أن قواته جاهزة لاحتلال شريط أمني على الجانب اللبناني، حسبما نقلت الإذاعةُ الإسرائيلية.
وكشف غوردين أنّ العديدَ من قواتِ الرضوان التابعةِ لحزب الله قُتلوا أو فرّوا شمالاً، كما فرّ المدنيون أيضاً، وبقيَ نحوُ عشرين في المئة مما كانت عليه قبل الحرب.
تطور دفع عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب الليكود أريئيل كلينر، إلى الدعوة لاحتلال شريط أمني في لبنان يصل إلى نهر الليطاني.
وتتجه الأنظار إلى تل أبيب حيث من المُقرر أن يُصدِّقَ المجلس الأمني الإسرائيلي، خلال اجتماعه اليوم، على توسيع أهداف الحرب في جبهة الشمال.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدفع باتجاه توسيع عمليات العمليات في لبنان بدعم من قائد المنطقة الشمالية، بينما يبدو غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكثر تحفظًا.
وفي هذا السياق، قال محرر الشؤون الإسرائيلية في “سكاي نيوز عربية”، نضال كناعنة:
- نتنياهو يريد استمرار الحرب في قطاع غزة، هو لا يريد حربا مع حزب الله.
- غالانت يشكل “وجع رأس” لنتنياهو.
- من يضع جدعون ساعر كوزير لا يريد حربا بالتأكيد.
- التصعيد في لبنان جاء كحجة للتخلص من غالانت.
- يبدو أن قضية إدخال ساعر للحكومة باتت وشيكة جدا.
- الحرب على جبهة لبنان كما قال نتنياهو بحاجة لاستعداد الجيش وموقف دولي موات، الولايات المتحدة ترفض هذه الحرب.
- وعلى وقْعِ طُبول الحرب، تسيرُ الدبلوماسية على خطى موازية. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يبحث ترسيم الحدود مع لبنان خلال زيارتِه لإسرائيل.
ووفقاً للتقديرات، فإن الاقتراح يتضمن إعادةَ ترسيم الحدود لتمُرَّ عبر النقطة التي نَصَبَ فيها حزبُ الله خيمة عسكرية تقول إسرائيل إنها أقيمت على عُمق نحو ثلاثين متراً داخل الأراضي الإسرائيلية، وأن يسحب الحزبُ المظاهرَ العسكرية، لا سيما الثقيلة في جنوب الليطاني مقابل ضمان إسرائيل عدمَ القيام بأي خرق بري أو بحري أو جوي للقرار 1701.
ومع الرفض المُحتمل لمُقترح هوكستين، يرى مسؤولون أمنيون إسرائيلييون أنه من المتوقع أن تنقل تل أبيب ثِقَلَ القتالِ والمعارك إلى شمال البلاد بشكلٍ أكثرَ قوة.
وبحسب مصادرَ إسرائيلية، فإن تحويل هذه الجبهة نحوَ عملٍ عسكري بات يبدو حتميا خاصة أن الحدودَ البرية المُتنازَعَ عليها تُعتبر أرضا خِصبةً لتوسُّعِ رُقعةِ الصراع.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي الحنان ميلر “:
- يبدو أن الاتفاق مع ساعر بات وشيكا، ولكن استبدال غالانت به يبدو صعبا جدا.
- اليوم في ظل عدم القدرة على تحرير الرهائن والمماطلة في الوصول لصفقة ترسيم حدود في لبنان، نتنياهو يشعر بخيبة أمل من غالانت ولكنه يخشى أيضا من الاحتجاجات.
- إعفاء الحريديم من الخدمة ينضاف إلى أزمات نتنياهو.
- موقف نتنياهو بات صعبا، شعبيته تنخفض باستمرار، غالانت قد ينضم للمعارضة ويكشف كل الأسرار.
- لو فتحت كل الملفات على العلن سيجعل موقف نتنياهو صعبا أكثر.
- نتنياهو سعيد بالمفاوضات وهو يؤجل لحظة الحسم دائما.
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل:
- نتنياهو غير قادر على توسعة المواجهة نظرا لمعرفته بخبرات حزب الله.
- إذا وصل هوكستاين لطريق مسدود مع نتنياهو ربما لن يأت إلى بيروت.
- نتنياهو يتلاعب بعامل الوقت وبالانتخابات الرئاسية الأميركية.
- نقطة القوة عند نتنياهو هي تحكمه بعنق الولايات المتحدة المنشغلة بالانتخابات.
- يجب الاعتراف أن حزب الله وكل الفرقاء في لبنان ينظرون إلى إسرائيل نظرة واحدة.
- الخلافات الداخلية الإسرائيلية يصب في مصلحة لبنان.
- حزب الله لا يرى أن إسرائيل ستنفذ عدوانا كبيرا على لبنان.
المصدر: سكاي نيوز