الشرق اليوم- كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده تخطط للاحتفاظ بالأراضي الروسية التي استولت عليها مؤخرا “إلى أجل غير مسمى”، في محاولة لإجبار روسيا على خوض مفاوضات جادة.
وقال لشبكة “إن بي سي” الأميركية، في أول مقابلة تلفزيونية منذ التوغل الأوكراني داخل الأراضي الروسية: “لسنا بحاجة إلى أراضيهم. لا نريد أن ننقل أسلوب حياتنا الأوكراني إلى هناك”، مضيفًا أن أوكرانيا ستحتفظ بالمناطق التي سيطرت عليها “لأنها جزء لا يتجزأ من خطة الانتصار لإنهاء الحرب”.
كما أوضح زيلينسكي أنه سيعرض “الخطة” على الشركاء الدوليين مثل الولايات المتحدة. وأضاف: “في الوقت الحالي نحن بحاجة إلى الأراضي الروسية التي نسيطر عليها”.
وشنت القوات الأوكرانية في 6 أغسطس، هجوما مباغتا واسع النطاق على منطقة كورسك الروسية، حيث سيطرت على أكثر من ألف كيلومتر مربع وما يزيد عن 90 بلدة، بينها بلدة سودجا الصغيرة.
فيما يتقدم الجيش الروسي في شرق أوكرانيا منذ فشل هجوم كييف المضاد الكبير في صيف 2023، وسقوط مدينة أفدييفكا التي كانت بمثابة موقع حصين للجيش الأوكراني في فبراير الماضي. وتسارع هذا التقدم بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، وفق فرانس برس.
وفي حواره مع الشبكة الأميركية، واصل زيلينسكي حديثه بالقول إن التوغل الأوكراني كان “ضربة استباقية” لمنع روسيا من إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود الأوكرانية.
كما أوضح أنه لا يستطيع الكشف عما إذا كانت كييف تخطط للاستيلاء على مزيد من الأراضي الروسية، وقال: “أعتذر، لن أخبركم. لا يمكن الحديث عن ذلك”.
دان الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة الثلاثاء “الهجوم المخزي” الذي شنّته روسيا بالصواريخ على مدينة بولتافا الأوكرانية وأسفر عن مقتل 51 شخصاً على الأقلّ، متعهداً إمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
ولقي 51 شخصا على الأقل مصرعهم وأُصيب أكثر من 200 بجروح، الثلاثاء، في هجوم بصاروخين باليستيين سقطا على “معهد تعليمي ومستشفى مجاور” في بولتافا بوسط أوكرانيا.
ومدينة بولتافا تقع على مسافة نحو 300 كيلومتر شرقي كييف، وكان عدد سكانها حوالى 300 ألف نسمة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية بأن الهجوم وقع بعد فترة قصيرة جدا من إطلاق الإنذار المضاد للطائرات، مضيفة أن الضربة “باغتت السكان بينما كانوا في طريقهم للاحتماء في ملجأ تحت الأرض”.
ودان الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشدة “الهجوم المخزي” الذي شنّته روسيا بالصواريخ على مدينة بولتافا، متعهداً إمداد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
يذكر أن القوات الروسية حققت في أغسطس أكبر تقدم شهري لها منذ أكتوبر 2022 في أوكرانيا، بسيطرتها على 477 كيلومترا مربعا، وفق بيانات نشرها معهد دراسة الحرب وحللتها وكالة فرانس برس.
أما الجيش الأوكراني فحقق تقدما سريعا مطلع أغسطس في منطقة كورسك، على مساحة تزيد عن 1100 كيلومتر مربع في أسبوعين، إلا أن هذه الجبهة بدأت تشهد جمودا تدريجيا مع تقدم يتراوح ما بين 1150 و1300 كيلومتر مربع خلال الـ15 يوما الماضية.
وتعلن القوات الروسية السيطرة على قرى جديدة بشكل شبه يومي، وهي حاليا على مسافة أقل من 10 كيلومترات من مدينة بوكروفسك، التي تعد محورا لوجيستيا مهما لكييف، وفق الوكالة الفرنسية.
المصدر: الحرة