الشرق اليوم– قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن وسائل إعلام أميركية تلقت على مدى الأسابيع القليلة الماضية رسائل بريد إلكتروني من شخصية غامضة أطلقت على نفسها اسم “روبرت”، تعرض وثائق حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب الداخلية، في حين قالت الحملة إن الوثائق جاءت من اختراق إيراني وهي موضوع تحقيق من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) الآن.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم ويل سومر وإيلاهي إيزادي- أن مكتب التحقيقات الفدرالي يحقق الآن في محاولات قرصنة إيرانية مزعومة، استهدفت أيضا حملة الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في وقت أكد فيه روجر ستون صديق ترامب منذ مدة طويلة للصحيفة أن حساب بريده الإلكتروني قد تم اختراقه.وكل ما في الأمر حتى الآن -كما تقول الصحيفة- أن متسللا مزعوما يختبئ وراء اسم مستعار يقدم وثائق داخلية ذات قيمة إخبارية مشكوك فيها، تتضمن وثيقة مكونة من 271 صفحة تسرد نقاط الضعف المحتملة لدى جي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس، ويبدو أنها أُعدت قبل وقت طويل من اختيار ترامب له.
وشبهت الصحيفة هذا التسريب بالاختراقات الروسية لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالحملة الديمقراطية في عام 2016، أما هذه المرة فالمؤسسات الإعلامية تحت اختبار حقيقي بشأن أفضل السبل لتغطية أخبار الاختراق المزعوم، دون أن تلعب بها أيدي الجهات الفاعلة الأجنبية التي تتطلع إلى التدخل في الانتخابات الأميركية.
توقف عن النشر
في الوقت الحالي، كان القرار بين وسائل الإعلام التي تلقت الوثائق هو عدم نشرها، مع التركيز بدلا من ذلك على الاختراق المحتمل نفسه، وقال رئيس تحرير صحيفة “الغارديان” البريطانية مات موراي إن هذه الحادثة أظهرت أن المؤسسات الإعلامية لن تلتقط أي اختراق وتصنفه على أنه “حصري وتنشره من أجل النشر”، وبدلا من ذلك “أخذت جميع المؤسسات الإخبارية في هذه الحالة نفسا عميقا وتوقفت مؤقتا، وفكرت في من يحتمل أن يسرّب الوثائق؟ وما دوافعه؟ وهل هذا يستحق النشر حقا أم لا؟”.
وذكرت صحيفة “بوليتيكو” أنها تلقت أول رسالة بريد إلكتروني من شخص يُدعى “روبرت” يوم 22 يوليو/تموز الماضي، وقالت إنه أرسل بعد ذلك بأيام ملف فانس الذي يبدو أنه تم إنشاؤه يوم 23 فبراير/شباط السابق، كما استلمت “واشنطن بوست” الملف في 8 أغسطس/آب الجاري.
تأكيد صحتها
وأكد الصحفيون صحة الوثيقة، ثم حاولوا معرفة هوية الشخص ولكن مرسل البريد الإلكتروني رفض الاتصال بالهاتف، وقال إن هناك معلومات إضافية، وعندما ركزت بوليتيكو على كيفية حصوله على الوثائق رد قائلا “أقترح ألا تهتم بشأن المكان الذي حصلت عليها منه. أي إجابة على هذا السؤال سوف تضرني وتمنعك قانونيا من نشرها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن مايكروسوفت كشفت يوم الجمعة الماضي أن قراصنة إيرانيين حاولوا الدخول إلى حساب البريد الإلكتروني “لمسؤول رفيع المستوى” في حملة رئاسية باستخدام عنوان البريد الإلكتروني لمستشار كبير سابق تم اختراقه، لتوضح واشنطن بوست أن المقصود حملة ترامب حسب شخص مطلع على عمل مايكروسوفت.
ترامب يستفيد مرتين
وفي هذا السياق، أصدرت حملة ترامب بيانا للرد على أسئلة الصحافيين، كشفت فيه للمرة الأولى علنا أنها تعتقد أنها ضحية اختراق أجنبي دون تقديم تفسير، مشيرة إلى تقرير مايكروسوفت، كما نشرت بوليتيكو قصة حول الاختراق المحتمل يوم السبت الماضي، وقالت إن “الأسئلة المحيطة بأصول الوثائق أكثر أهمية من المواد الموجودة فيها”، ومثلها فعلت واشنطن بوست ونيويورك تايمز.
وذكرت الصحيفة أن ترامب استمتع بالاختراق الروسي لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالحملة الديمقراطية عام 2016، وطلب ذات مرة العثور على المزيد من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بمنافسته وقتها هيلاري كلينتون.
ولكن عقب الاختراق المحتمل الآن، قالت حملة ترامب للصحفيين إن نشر المواد من شأنه أن يساعد جهة فاعلة تابعة لدولة أجنبية في تقويض الديمقراطية، وقال المتحدث باسم الحملة ستيفن تشيونغ “إن أي وسيلة إعلامية أو وسيلة إخبارية تعيد نشر الوثائق أو الاتصالات الداخلية تنفذ أوامر أعداء أميركا وتفعل بالضبط ما يريدون”.
وقالت كيلي ماكبرايد، المحررة العامة في الإذاعة الوطنية ورئيسة “مركز كريغ نيومارك للأخلاقيات والقيادة” في “معهد بوينتر”، إن الولاء الأساسي للصحفيين هو لجمهورهم وتزويده بالمعلومات التي يريدها ويحتاجها، دون أن تتسبب في تقويض استقرار البلاد بأكملها”.
وقال بن سميث رئيس تحرير سيمافور “سيكون من المفارقة أن يستفيد ترامب، من بين جميع الناس، من وسائل الإعلام لتعلم الدروس من الوضع الذي استغله” عندما نشر ملف ستيل، وهو عبارة عن مجموعة من المذكرات التي تزعم التواطؤ بين روسيا وحملة ترامب لعام 2016.
المصدر: الجزيرة