بقلم: أحمد عبد التواب- العربية
الشرق اليوم– لو لم يكن هذا المقال المنشور فى الولايات المتحدة الأمريكية مُتسِقاً مع اختيار روسيا لمن يفوز فى المنافسة على الرئاسة الأمريكية، لما أعاد نشره موقع (روسيا اليوم) التابع للحكومة الروسية. المقال لآندى بوزدر فى موقع قناة (فوكس نيوز) الإخبارية، الشهيرة بأنها على قمة وسائل الإعلام المنحازة للحزب الجمهورى وممثليه وسياساتهم، والتى تتعرض لانتقادات بأنها مناوئة للحزب الديمقراطي، فقد كانت مناصِرة لدونالد ترامب طوال حملته الانتخابية التى انتهت بفوزه ضد هيلارى كلينتون فى 2016، ثم ناصروه فى الانتخابات التالية التى خسرها لصالح جو بايدن فى 2020، ولا تزال تؤيده فى الحملة المستمرة الآن ضد كامالا هاريس لانتخابات نوفمبر القادم.
يُوَجِّه المقال لهاريس نقداً قوياً من أول سطر، لأنها، فى رأى الكاتب، تصطدم مباشرة مع شعار (أريد أن أستعيد حياتي)، وهو قول دائر على ألسنة أبناء الطبقتين العاملة والمتوسطة، عندما لم تكن تصيبهم صدمات، فى أثناء حكم ترامب، وهم يذهبون إلى متجر البقالة أو محطة الوقود، وكانت مدخراتهم كافية لتغطية نفقاتهم غير المتوقعة، ولم يكن شراء منزل حلماً مستحيلاً لهم، وكان الحصول على سيارة جديدة يتمناها أحدهم فى حدود ميزانيته. وأضاف أن سياسة بايدن وهاريس أدَّت إلى ضغوط تضخمية مما لم يشهده جيل كامل من الأمريكيين، وهو ما أصاب ميزانيات الأسر الأمريكية بضربات مدمرة أطاحت بتطلعاتهم، فى وقت تسبَّبت هذه السياسة فى جعل أغنى الأمريكيين أكثر غني، بينما تراجعت أحوال الطبقتين العاملة والمتوسطة، ووصلت ديون بطاقات الائتمان إلى أعلى مستوياتها وفقاً لبنك الاحتياطى الفيدرالي.
ويعلن الكاتب تأييده لسياسة ترامب، حيث يقول إن معظم الأمريكيين يتذكرون أيام حكمه عام 2019 حين ارتفع متوسط دخل الأسرة إلى مستويات تاريخية، وانخفض معدل الفقر إلى أدنى مستوى له منذ 60 عاماً، كما تراجع التفاوت فى الدخل، وتجاوزت فرص العمل عدد العاطلين عن العمل، وانخفض متوسط التضخم، وتسارع نمو الأجور مقارنة بزيادة الأسعار..إلخ. ويختتم مقاله بتكرار شعار (أريد استعادة حياتي) قائلاً إن المواطن يريد أن تعود الأيام التى كانت تتمتع بها البلاد فى عهد ترامب، بدلاً من الفوضى المستمرة وانعدام الأمان فى سنوات بايدن وهاريس.