الشرق اليوم- قبل أن تتسلم أوكرانيا خلال العام الماضي دبابات «أبرامز» الأمريكية ودبابات «ليوبارد» الألمانية، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلحّ في الحصول عليها لدعم قواته على الجبهات باعتبارها ستغير وجه المعركة في مواجهة القوات الروسية، بفضل «قوتها النارية الهائلة ودروعها المعززة»، لكن هذه الدبابات سرعان ما وقعت فريسة الصواريخ والمدفعية الروسية وتم تدمير معظمها، ولم تقدم للجيش الأوكراني أي ميزة عسكرية تجعله يحول دون التقدم المستمر على مختلف الجبهات.
المشهد يتكرر الآن مع وصول دفعة من طائرات «إف 16» الأمريكية الصنع إلى أوكرانيا، حيث هلل الرئيس الأوكراني لهذه الطائرات التي انتظرها طويلاً بعد نحو 30 شهراً من الحرب، وقال وهو يقف إلى جانب إحدى الطائرات من موقع لم يعلن عنه «لقد فعلناها.. أنا فخور برجالنا الذين يتقنون قيادة هذه الطائرات، وبدؤوا بالفعل في استخدامها».
لم يتم تحديد عدد هذه الطائرات، لكن من الواضح أن عددها لا يزيد على عدد أصابع اليد، إذ أعلن زيلينسكي أن عددها «غير كافٍ»، ولكن ما هو إيجابي، «أننا ننتظر طائرات إف 16 إضافية، وأن الكثير من عسكريينا يتدربون».
وكان الرئيس الأوكراني أعلن في مايو/أيار الماضي، أن بلاده بحاجة إلى ما بين 120 و130 طائرة من هذا الطراز، لكن حلف الأطلسي وعد أوكرانيا بتزويدها ب45 طائرة فقط، وخصص قاعدة «فيستيتي» الجوية في جنوب شرقي رومانيا لتدريب الطيارين الأوكرانيين عليها، ويبدو أنه تم تدريب 12 طياراً باتوا جاهزين للعمل.
الآن صار لدى أوكرانيا طائرات «إف16»، لكن هل ستغير هذه الطائرات سير المعركة ؟
من الواضح أن أوكرانيا تراهن على دور هذه الطائرات كما راهنت على دبابات «أبرامز» و«ليوبارد» و«برادلي» وغيرها من النظم الصاروخية المختلفة التي تلقتها من دول حلف الأطلسي خلال الأشهر الأخيرة من دون أن توفر للقوات الأوكرانية القدرة على مواجهة القوات الروسية أو تحول دون تقدمها على مختلف الجبهات.
إن الرهان على الأسلحة الجديدة لصد التقدم الروسي يبدو رهاناً تنقصه القدرة على فهم أن القوات الروسية وضعت في حسابها كل الاحتمالات، ومن بينها مواجهة طائرات «إف 16»، إذ إن موسكو أعلنت أنه «سيتم إسقاطها»، مؤكدة أن هذه الطائرات لن تؤثر بشكل كبير في مجرى الحرب، وهو ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الذي قال «إن أعدادها ستتناقص تدريجياً، سيتم إسقاطها.. بالطبع لا يمكن لتلك الإمدادات أن تؤثر بشكل كبير في مسار الأحداث على الجبهة»، كما أن القوات الأوكرانية التي تقاتل منذ أشهر تعاني نقص العديد وباتت مرهقة، ولا تستطيع مواجهة القوات الروسية الأكثر عدداً والأكثر تسليحاً حتى ولو تلقت الدعم الجوي من طائرات «إف 16».
ومع ذلك، فإن الرئيس الأوكراني كلما تلقى سلاحاً جديداً يراهن على أنه سيغير في مجرى الحرب لمصلحة قواته، لعله يتمكن بعده من الجلوس على طاولة المفاوضات من موقع يمكّنه من فرض شروطه.
المصدر: صحيفة الخليج