الرئيسية / مقالات رأي / إيران والولايات المتحدة.. انتخابات مفصلية

إيران والولايات المتحدة.. انتخابات مفصلية

بقلم: أدهم إبراهيم – العرب اللندنية

الشرق اليوم- إضافة إلى الإجراءات المباشرة ضد إيران، قد تزيد الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب دعمها لجماعات المعارضة داخل البلدان التي تتمتع فيها إيران بنفوذ كبير مثل العراق وسوريا ولبنان.

بعض طائرات رؤساء الدول تسقط نتيجة عمل مدبر والبعض الآخر يسقط قضاء وقدرا، وسقوط طائرة رئيس إيران السابق إبراهيم رئيسي لا تخرج عن هذه الفرضيات.. المهم أن أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية الإسلامية مسعود بزشكيان قد تمت الموافقة عليه من قبل مجلس صيانة الدستور، بعد منعه في الانتخابات السابقة.

وهذا يدل على أن هناك توجسا لمشاكل داخلية وخارجية تتطلب تغييرا في سياسة إيران وابتعادها عن التشدد.

فاز بزشكيان الذي يوصف بالإصلاحي على منافسه المحافظ سعيد جليلي، في وقت يعاني فيه اقتصاد البلد من العقوبات وسوء الإدارة مع انقسام اجتماعي عميق في أعقاب حملات القمع الوحشية بعد الاحتجاجات الشعبية عام 2022، وبعد التعثرات الجيوسياسية في المنطقة التي أوشكت أن توصل إيران إلى حافة الحرب.

وبالرغم من أن أغلب الصلاحيات الهامة محصورة بالمرشد الأعلى في إيران إلا أن الرئيس الجديد سيحاول التقرب من الغرب، وعلى الأخص الولايات المتحدة، لتخفيف الضغط على إيران في وقت تجمع فيه المصادر السياسية على فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية القادمة.

إن معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط أمر ضروري للحد من التصعيد المستمر. ويتوجب استعادة التوازن بين القوى الفاعلة في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية

وخلال حملته الانتخابية، دعا بزشكيان إلى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بغية التوصل إلى رفع عقوبات تلحق ضررا بالغا بالاقتصاد.

ويقول مراقبون إنه في حال فوز ترامب بالانتخابات، سيكون لهذا الفوز تأثير كبير على سياسة واشنطن الخارجية تجاه طهران، فالقادم الجديد إلى البيت الأبيض سيتبنى إستراتيجية للحد من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط المحفوفة بالمخاطر نتيجة التعقيدات الجيوسياسية وتزايد الصراع على النفوذ.

ولذلك تخشى القيادة السياسية في إيران وصول ترامب إلى سدة الرئاسة.

وقد ذكرت شبكة سي إن إن أن الولايات المتحدة تلقت مؤخرا معلومات مخابراتية حول مؤامرة إيرانية لاغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، سرعان ما نفتها طهران.

وخلال فترة وجوده في البيت الأبيض بين عامي 2017 و2021، تبنى ترامب سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، بعد انسحابه من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات على طهران. وارتبطت هذه السياسة بانخفاض صادرات إيران النفطية، مما أثر كثيرا على الدخل القومي.

ويبدو أن هدف الإدارة الجمهورية الجديدة لمواجهة النفوذ الإيراني هو إعادة تأكيد الوجود الأميركي القوي في هذه المنطقة الملتهبة. وتعزيز التحالفات مع اللاعبين الإقليميين.

ولا عودة لمفاوضات النووي لكون إيران قد تقدمت كثيرا في برامج التخصيب.

وإذا بقيت إسرائيل في غزة، فقد ينتهي الأمر إلى جر الولايات المتحدة للتدخل المباشر في المنطقة. ورغم أن الأطراف المعنية لا تريد الحرب، فإن مجريات الأمور قد تخرج عن السيطرة. فأيّ تعرض في لبنان أو سوريا أو العراق، أو اليمن سيؤدي إلى إثارة موجات من العنف والعنف المضاد.

وفي ما يتعلق بالأعمال الهجومية على القواعد الأميركية التي تتبناها الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، فمن المتوقع أن تضغط الولايات المتحدة على المسؤولين العراقيين لمحاسبة هذه الميليشيات. حيث ترى أن الأعمال المارقة هي أكبر عائق للاستقرار في العراق، فهذه الميليشيات تشكل خطرا غير مقبول على جميع الفرقاء على وصف الإدارة الأميركية.

في حال فوز ترامب بالانتخابات، سيكون لهذا الفوز تأثير كبير على سياسة واشنطن الخارجية تجاه طهران، فالقادم الجديد إلى البيت الأبيض سيتبنى إستراتيجية للحد من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط

ولطالما كانت العقوبات الاقتصادية أداة للسياسة الأميركية لممارسة الضغط على إيران. ومن المرجح أن تستمر الإدارة الجديدة في هذه الإجراءات وربما تكثفها، مستهدفة القطاعات الرئيسية للاقتصاد الإيراني، بما في ذلك صادراتها النفطية ومؤسساتها المالية.

وإلى جانب الجهود الدبلوماسية لعزل إيران عن الساحة الدولية، تهدف هذه الإجراءات إلى إضعاف قاعدة إيران الاقتصادية، والحد من قدرتها على تمويل الجماعات الوكيلة وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط.

وصرح مرشح دونالد ترامب لمنصب نائب رئيس الولايات المتحدة جيه دي فانس أن طريقة التعامل مع النظام الإيراني لا يجب أن تكون “ضربات صغيرة” أو قصفا حول إيران، بل يجب توجيه ضربة قوية للنظام الإيراني نفسه.

بالإضافة إلى الإجراءات المباشرة ضد إيران، قد تزيد الإدارة الجديدة أيضًا دعمها لجماعات المعارضة داخل البلدان التي تتمتع فيها إيران بنفوذ كبير، مثل العراق وسوريا ولبنان. ومن خلال دعم الجهات التي تعارض الهيمنة الإيرانية، يمكن للولايات المتحدة خلق ضغط داخلي على طهران وتقويض موطئ قدمها الإقليمي.

إن الضغوطات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية على إيران، تظل عنصراً رئيسياً في إستراتيجية الإدارة الجديدة. ومن الممكن أن يفتح ذلك مسارات لخفض التصعيد وإدارة الصراعات للحد من نفوذ إيران المتزايد في المنطقة.

إن معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط أمر ضروري للحد من التصعيد المستمر. ويتوجب استعادة التوازن بين القوى الفاعلة في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية. وبينما تتكشف هذه الإستراتيجيات، سوف يراقب المجتمع الدولي عن كثب لقياس مدى فاعليتها وتداعياتها الأوسع على الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.

شاهد أيضاً

لمَ انفرد ماكرون بمغازلة إيران؟

وجدي العريضي- النهار العربي الشرق اليوم– أصدرت الرئاسة الفرنسية، مساء السبت 5 تشرين الأول/أكتوبر، بياناً …