الشرق اليوم– كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن نقاشات بين إسرائيل ومصر تتعلق بانسحاب محتمل للقوات الإسرائيلية من حدود غزة مع مصر، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.
جاء ذلك نقلا عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي غربي كبير، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وأضافت نيويورك تايمز أن استعداد إسرائيل للقيام بذلك يمكن أن يزيل إحدى العقبات الرئيسية أمام الهدنة مع حماس، التي قالت إن انسحاب إسرائيل من المناطق بما في ذلك الحدود شرط أساسي لوقف إطلاق النار.
ويبدو أن المفاوضات بشأن الهدنة اكتسبت زخما في الأيام الأخيرة، ولكن لا تزال هناك عدة نقاط خلافية، الأول يتعلق بطول الهدنة، فحركة حماس تريد وقفاً دائماً لإطلاق النار، في حين تريد إسرائيل أن يكون مؤقتاً.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي سيطر على الحدود الجنوبية لغزة، أي معبر رفح ومحور فيلادلفيا، خلال شهري مايو ويونيو.
وأدى ذلك إلى توتر العلاقات مع مصر، التي حذرت من أن العملية ستسبب ضررا كبيرا ويمكن أن تهدد الأمن القومي المصري، بحسب ما ذكرت نيويورك تايمز.
وتتردد إسرائيل في الانسحاب لأنها تقول إن ذلك سيسهل على حماس إعادة تجديد ترسانتها وإعادة بسط سلطتها على غزة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان يوم الجمعة، إنه “يصر على بقاء إسرائيل على محور فيلادلفيا”.
لكن في مناقشات خاصة أجريت الأسبوع الماضي مع الحكومة المصرية، أشار مبعوثون إسرائيليون كبار إلى أن إسرائيل قد تكون مستعدة للانسحاب إذا وافقت مصر على إجراءات من شأنها منع تهريب الأسلحة على طول الحدود، وفقًا للمسؤولين الثلاثة.
وقال المسؤولون إن الإجراءات المقترحة تشمل تركيب أجهزة استشعار إلكترونية على طول الحدود يمكنها اكتشاف الجهود المستقبلية لحفر الأنفاق، بالإضافة إلى بناء حواجز تحت الأرض لمنع بناء الأنفاق.
وطلب الثلاثة عدم الكشف عن هويتهم من أجل التحدث بحرية أكبر عن فكرة لم تؤيدها إسرائيل علناً.
القناة 12: الحل تكنولوجي
من ناحيتها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن إسرائيل تبحث مع مصر تركيب أجهزة استشعار فوق الأرض على محور فيلادلفيا وبناء جدار تحته.
وأشارت القناة 12 إلى أن الحل التكنولوجي للسيطرة على محور فيلادلفيا سيكون في الجانب المصري بشكل كامل.
وأضافت القناة 12 الإسرائيلية أن إسرائيل تبحث مع مصر أيضا مقترح إدارة معبر رفح من قبل مصر والإدارة الأميركية وفلسطينيين غير محسوبين على حركة حماس.
وأوضحت القناة الإسرائيلية 12 أن هذا الحل المحتمل سيسمح للجيش الإسرائيلي بالانسحاب من المنطقة، وسيضمن عدم تهريب الأسلحة مرة أخرى إلى حماس.
نفي علني
في العلن، نفت كل من إسرائيل ومصر تأكيد وجود المحادثات.
فالائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو يحتاج إلى دعم المشرعين المعارضين لأي هدنة من شأنها أن تبقي حماس في السلطة، وقد تنهار حكومته إذا اعترف بما يناقشه مبعوثوه على انفراد.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ورويترز قد أوردت لأول مرة عن المحادثات الأسبوع الماضي؛ وسارع نتنياهو إلى رفض التقارير ووصفها بأنها “أخبار كاذبة تمامًا”.
لكن وزير دفاع نتنياهو، يوآف غالانت، كان قد اقترح في بيان منفصل في وقت سابق من الأسبوع أن إسرائيل يمكن أن تنسحب في ظل ظروف معينة.
وأضاف: “المطلوب حل يوقف محاولات التهريب ويقطع الإمدادات المحتملة عن حماس، ويمكّن من انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي”.
وعندما طلب منه التعليق يوم الاثنين، أحال مكتب نتنياهو صحيفة نيويورك تايمز إلى البيان السابق لرئيس الوزراء. ورفضت الحكومة المصرية التعليق.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد قالت قناة تلفزيونية مصرية حكومية، نقلاً عن مسؤول مصري لم يذكر اسمه، يوم الجمعة إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود – لكنها لم تصل إلى حد نفي أن المسؤولين الإسرائيليين والمصريين ناقشوا الأمر.
المصدر: سكاي نيوز