الرئيسية / منوعات / قدرة “AI” على كشف تزييف الصور والفيديوهات

قدرة “AI” على كشف تزييف الصور والفيديوهات

الشرق اليوم- أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على تحقيق إنجازات مذهلة في مجالات متعددة؛ فهو يستطيع رسم لوحات فنية ذات قيمة، وحتى كتابة أغاني بأسلوب فرق موسيقية شهيرة، وغيرها من المهام.

وفي الآونة الأخيرة، أظهرت التقنيات الحديثة قدرة الذكاء الاصطناعي على إنشاء صور بشرية تبدو واقعية بشكل يصعب تصديقه. 

وهذه الصور ليست فقط واقعية من الناحية الشكلية، بل إنها تحمل تأثيرات عاطفية لافتة.

هذا التقدم السريع في قدرة الذكاء الاصطناعي يثير تساؤلات ومخاوف جديدة. فمثلاً، يمكن أن ينشر أحدهم صورة له مع شخص آخر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويكون من المستحيل تقريباً التحقق مما إذا كانت الصورة حقيقية أم تم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

هذا التطور يضعنا أمام تحديات جديدة في كيفية التمييز بين الحقيقة والخيال في عالمنا الرقمي متزايد التعقيد.

ولكن خبراء الذكاء الاصطناعي يشيرون إلى أن هناك بعض النقاط التي تشير إلى أن صور الوجوه التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تميل إلى ارتكاب الأخطاء فيها – على الأقل في الوقت الحالي.

وقد قام بعض خبراء الذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بإجراء تجربة عملية، في شكل لعبة حيث يمكن للأفراد إلقاء نظرة سريعة على صورة وجه وعليهم تخمين ما إذا كانت حقيقية أم مزيفة.

وفيما يلي بعض العناصر التي قد تساعد على كشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير لمجلة INC الأميركية.

شعر غريب: صحيح أن بعض الناس لديهم شعر غريب، لكن شعر الذكاء الاصطناعي يميل إلى الظهور وكأنه تمت إضافته في برنامج Photoshop وأيضاً غالباً ما تكون هناك خيوط غريبة الشكل على الجبهة يمكن أن تبدو مثل الشقوق وليس الشعر.. وفي بعض الأحيان تكون هناك كتل من الشعر لا يبدو أنها مرتبطة بشعر آخر أو برأس الشخص. يمكن أن يحتوي الشعر الطويل المستقيم على بعض البقع التي تبدو غريبة.

آذان أو أقراط غير متماثلة :يرتدي بعض الأشخاص قرطاً واحداً على أحد الجانبين ولا يرتدون أي قرط أو يرتدون قرطاً مختلفاً على الجانب الآخر. ولكن إذا رأيت ذلك في صورة، فقد يكون ذلك دليلاً على أنك تنظر إلى وجه تم إنشاؤه بشكل مصطنع.. انظر إلى الأذنين أنفسهما. إذا لم تتشابها (إحداهما أطول من الأخرى، أو إحداهما بها شحمة أذن متصلة والأخرى لا، على سبيل المثال)، فمن المرجح أنك تنظر إلى صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

عيون غير متكافئة: لدى بعض الأشخاص عينان بلون مختلف، لكن هذا نادر إلى حد ما. لذا إذا رأيت ذلك في صورة، فهذا دليل على أنه ربما تم إنشاؤه بشكل مصطنع. وينطبق الأمر نفسه إذا بدت القزحية بحجمين مختلفين.

أسنان غريبة: من الواضح أن الأسنان تشكل تحدياً بالنسبة للذكاء الاصطناعي، لذلك إذا كان لدى شخص ما أسنان غريبة المظهر أو تبدو أسنانها متعرجة، فمن المحتمل أن تكون صورة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

خلفية غريبة: تبذل الخوارزميات التي تولد صور الوجوه الكثير من الجهد لجعل الوجوه واقعية. على الأقل في الوقت الحالي، يصرف هذا انتباههم عن إنشاء خلفيات تبدو حقيقية. لذا إذا كانت الخلفية خلف الشخص الذي تنظر إليه لا تبدو وكأنها مكان حقيقي، فهذه إشارة كبيرة على أنك تنظر إلى صورة ذكاء اصطناعي.

التزييف العميق

المستشار الأكاديمي في جامعة سان خوسيه الحكومية في كاليفورنيا، أحمد بانافع، قال في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”  إن تمييز الوجوه البشرية الحقيقية عن تلك المزيفة التي يتم إنشاؤها بواسطة تقنية التزييف العميق “يزداد صعوبة مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي”.

وأوضح أن هناك بعض العلامات التي تدل على التزييف:

عدم التناسق: قد تبدو الوجوه المزيفة “غير متناسقة” عند التدقيق فيها عن كثب.. قد تبدو العيون أو الفم غير متناسقة، أو قد تبدو البشرة غير طبيعية.

العيوب: غالباً ما تكون الوجوه المزيفة خالية من العيوب، قد يكون للبشرة مظهر ناعم ومتجانس بشكل غير طبيعي، وقد لا توجد تجاعيد أو مسام.

الحركة غير الطبيعية: قد تتحرك الوجوه المزيفة بطريقة غير طبيعية، كما قد تبدو متخشبة أو متقطعة، أو قد لا تتطابق مع حركات الفم مع الكلام.

الإضاءة والظلال: قد تبدو الوجوه المزيفة غير طبيعية في الإضاءة والظلال، كما قد تكون الإضاءة مسطحة أو غير متسقة، أو قد تكون هناك ظلال قاسية غير طبيعية.

الشعر: قد يبدو الشعر المزيف غير طبيعي، لجهة أنه قد يكون متكتلاً أو غير متناسق، أو قد لا يتدلى بطريقة طبيعية.

الخلفية: قد تكون الخلفية في الصور أو مقاطع الفيديو المزيفة غير طبيعية، لجهة أنها قد تكون غير واضحة أو متكررة أو قد لا تتطابق مع الإضاءة على الوجه.

وأضاف بانافع: “من المهم أيضاً أن تكون متشككاً في أي محتوى يبدو جيداً ليكون حقيقياً.. إذا كان الأمر يبدو جيداً لدرجة يصعب تصديقها فقد يكون كذلك.. لذا من الأفضل دائماً التحقق من مصدر المعلومات قبل مشاركتها أو تصديقها”.

وأشار إلى هناك أيضاً عدد من الأدوات التي يتم تطويرها للكشف عن التزييف العميق، فيما لا تزال هذه الأدوات في مراحلها الأولى من التطوير، لكنها قد تصبح في النهاية مساعدة في تمييز الوجوه الحقيقية عن تلك المزيفة مثل “Deepware Scanner” و “Sensity” إذ توفر أدوات للكشف عن التزييف العميق، وبعض برامج تحرير الصور المتقدمة لديها ميزات للكشف عن التلاعب بالصور.

في النهاية، أفضل طريقة لحماية نفسك من التزييف العميق هي أن تكون على دراية بالمخاطر وأن تكون متشككاً في المحتوى الذي تراه عبر الإنترنت، إذا لم تكن متأكداً مما إذا كان شيء ما حقيقيًا، فمن الأفضل دائمًا توخي الحذر، وفق بانافع.

صعوبة التمييز

بدوره، أكد خبير التطوير التكنولوجي وأمن المعلومات، هشام الناطور، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، أنه يوماً بعد يوم تزداد صعوبة التمييز بين الوجه البشري والوجه المزيف بالذكاء الاصطناعي خاصة مع تقدم تقنيات الـ Deep fake حتى نستطيع التمييز إذا كان الفيديو الذي تتم مشاهدته هو حقيقي أو مزيف، وكذلك الصور.

وحدد بعض العوامل التي يُمكن أن تكون مساعدة في الكشف عن الوجوه المزيفة:

لابد من التركيز على “عدم التناسق” من خلال البحث عن علامات عدم التناسق بالوجه المزيف، مثل اختلاف لون البشرة بين الوجه والرقبة، أو وجود وميض، أو لمعة بالعيون، أو حركات غير طبيعية للفم.

قد تبدو الوجوه المزيفة غير حقيقية أو مشوهة، خاصة عند التعبير عن المشاعر، فنجدها تتسم بالجمود وليس لديها أي تعبير حقيقي، ويمكن ملاحظة هذا الشيء بكثرة.

جودة الفيديو الذي يحتوي على وجه مزيف منخفضة أو بها نوع من الضبابية، خاصة حول حواف الوجه، علاوة على بعض العيوب الرقمية مثل التشوهات بالخلفية أو لمعة بالصورة.

فيديو التزييف العميق يتم عن طريق توليف مجموعة كبيرة من الفيديوهات للشخص ويتم دمجها مع بعض؛ للوصول إلى الهدف المطلوب.. إذا كانت كمية الفيديوهات التي تم تجميعها كلها ذات جودة متباينة، سيتم ملاحظة ذلك في الفيديو.

سلوك غير طبيعي: الأشخاص في التزييف العميق قد يتصرفون بطريقة غير طبيعية، مثل عدم الارتباط بالعيون وحركة متشنجة وتعبيرات وجه غير متسقة مع الكلام الذي يقال.

ردة الفعل: تكون هناك ردة فعل على الأسئلة بطيئة أو غير متماسكة.

وعن أدوات معرفة المحتوى الحقيقي من المزيف، أوضح الناطور أن هناك أدوات تقنية يتم تطويرها كل يوم، ومنها أدوات متاحة مجاناً، وأخرى مدفوعة، وبالرغم من ذلك فإن هذه الأدوات، لازالت ناشئة وليست دقيقة نسبة 100 بالمئة.

وأضاف: “من المهم معرفة أن تقنيات التزييف العميق تتطور بسرعة.. كما توجد أدوات ضخمة جدًا يتم استخدامها لتركيب وتلفيق فيديوهات التزييف العميق، الأمر الذي يشكل مخاوف بشكل كبير في المستقبل القريب”.

المصدر: سكاي نيوز

شاهد أيضاً

لماذا تسبب الوجبات السريعة الإصابة بالسرطان؟

الشرق اليوم– اعتبر أطباء وخبراء في التغذية أن الأنماط الغذائية الحديثة ساهمت في انتشار أنواع …