الشرق اليوم- لا يستغني معظم الناس عن استخدام سماعات الأذن يوميًا أثناء المكالمات الهاتفية، والاستماع إلى الموسيقى أو حتى في مشاهدة الأفلام.
لذلك ظهرت قاعدة “ستون ستون”، وتعني عدم استخدام السماعات أكثر من ستين دقيقة يوميًا وضرورة عدم رفع الصوت على 60%.
وأطلق هذه القاعدة أطباء مختصون في الأذن والسمع، تهتم بالتوعية الصحية، وحسب رأيهم فإن استعمالها يرهق الخلايا والشبكات الحسية في الأذن، وإذا استمر الحال فترة طويلة فيمكنها أن تتضرر ضررًا مزمنًا، ما يؤدي إلى فقدان السمع أو طنين الأذن أو كليهما.
وظهرت أخيرًا في الأسواق سماعات تتمتع بتقنية تعزل الإنسان عن أي صوت في محيطه بشكل يكاد يكون شبه تام، إضافة إلى سماعات الهاتف العادية السلكية واللاسلكية.
آلية عمل الأذن
وفي هذا الإطار، يشرح مستشار أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحتها محمد رشاد اللبان آلية عمل الأذن التي تنقسم إلى 3 أقسام، وهي الأذن الخارجية والوسطى والداخلية، بحيث تتألف الأذن الخارجية من صيوان الأذن ومجرى السمع، فيما الأذن الوسطى عبارة عن جوف يحوي ثلاث عظيمات صغيرة، هي المطرقة والسندان والركابي يفصلهما عن بعضهما غشاء الطبل وغشاء رقيق يلتصق بعظمة المطرقة.
ويضيف في حديث لـ”العربي”، أن عظيمة الركابي وهي أصغر عظيمة من العظيمات السمعية في الأذن الوسطى تتصل بالقوقعة التي هي عبارة عن الأذن الداخلية وتنقل الإشارة إلى العصب السمعي.
ويوضح أن الصوت يدخل في البداية عن طريق مجرى السمع، يهز ويحرك غشاء الطبل الذي يحرك العظيمات السمعية التي تنقل بدورها الصوت والاهتزاز إلى القوقعة التي تحتوي على سوائل وعلى كم كبير من الخلايا المشعرة، مبينًا أن أهداب هذه الخلايا تتحرك وتحول الإشارة الصوتية لإشارة كهربائية، تنتقل عبر العصب السمعي لمركز السمع الموجود بالدماغ، مشيرًا إلى أنه عبر هذه الآلية يدرك الإنسان الأصوات.
ما هي أضرار استخدام سماعات الأذن؟
ويردف اللبان أن التعرض للضجيج وللأصوات المرتفعة لفترات طويلة يؤذي الخلايا المشعرة، ويكون ضرارها تراجعيًا، لكنه يصبح مع الوقت ضررًا دائمًا، لافتًا إلى أن الضرر الذي يلحق الأذن الباطنية، يصبح دائمًا مع الوقت، مما يسبب نقص “سمع حس عصبي” دائما، وغير قابل للعلاج.
وفيما أصبحت سماعات الأذن إكسسوارًا ضروريًا لكل الفئات بمختلف أعمارها، يوضح اللبان أن ضرر السماعات يأتي عبر طريقين، الأول هو عن طريق الاستعمال المباشر للسماعات بآلية فيزيائية، موضحًا أن هذه السماعات بإمكانها دفع شمع الأذن إلى الداخل.
أما الطريقة الثانية، حسب اللبان، فهي من خلال استعمال السماعة لفترات طويلة، ما يسبب احتباسًا للعرق والإفرازات والموجودة ضمن مجرى السمع، وتصبح بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا، وتؤدي إلى التهاب الأذن الخارجية الذي يتمثل بشكل حاد عبر شعور المريض بألم حاد، وأحيانًا يكون مؤلمًا جدًا.
وفيما يفيد بأن الأصوات تحت درجة الـ80 ديسيبل (وحدة قياس الصوت)، لا تسبب أي ضرر، يوضح اللبان أن الضرر الناتج عن الضجيج يتناسب طردًا مع ارتفاع الصوت وفترة التعرض له.
ويبين أنه في حال تعرض الفرد لصوت شديد جدًا خلال فترة قصيرة فقد يتعرض لضرر دائم بالأذن الباطنة ونقص سمع دائم، أما في حال تعرضه لصوت أقل شدة، فقد يحتاج الضرر وقتًا ليصبح أكثر شدة.
المصدر: العربي