الرئيسية / الرئيسية / الهجوم الإيراني يضاعف متاعب “السوداني” في زيارته إلى واشنطن

الهجوم الإيراني يضاعف متاعب “السوداني” في زيارته إلى واشنطن

بقلم: صباح ناهي- اندبندنت
الشرق اليوم– غادر رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى واشنطن أمس السبت بينما تشتعل المواجهة بين طهران وتل أبيب على وقع عبور الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية من فوق الأراضي العراقية نحو إسرائيل، مما خلق عبئاً وحرجاً للولايات المتحدة وهي تستقبل رئيس الوزراء المتهمة حكومته بدعم الفصائل الولائية المسلحة بدعوة مسبقة، في وقت تعلن فيه الفصائل والميليشيات الشيعية أنها في حالة توافق ومساندة، بل انخراط في حرب إيران واستهداف تل أبيب.

وتتزامن الزيارة التي انتظرها السوداني طويلاً لواشنطن مع تعقيدات وجو سياسي أميركي محتدم، لعلها تقصي كثيراً من الآمال التي علق عليها رئيس الحكومة العراقية في برنامجه الذي أعده، وتوقع أن يحصد استمالات وقرارات أميركية من شأنها أن تقدمه كقائد سياسي قادر أن يجدد له ولاية ثانية مستقبلاً بثقة العراقيين وإعجابهم، وكما يقول الباحث هيثم هادي الهيتي، “سيؤثر الهجوم على أجواء وظروف المناقشات التي سيعقدها مع مسؤولين أميركيين، وأن الضغوط عليه ستتضاعف بعد الهجوم الإيراني، وقد يكون هناك أيضاً توجه أميركي لاستمالته وإبلاغه أنها فرصته لتقييد النفوذ الإيراني إن استطاع أن يتخذ موقفاً رافضاً لإيران”.

ضغوط اللوبيات

وعن الضغوط التي قد يتعرض لها رئيس الوزراء العراقي في واشنطن، يقول الهيتي، “هناك ضغوط من اللوبي الكردي مع وجود محاولات ليست تجاه شخص السوداني، وإنما تجاه المجموعة السياسية المسيطرة على السلطة في بغداد التي ابتعدت كثيراً عن السياسات العامة للدولة العراقية، من ضمنها توطين الرواتب وتأخيرها والمشكلات التي حصلت في كركوك والعلاقة بين بغداد والإقليم، كلها محاولات أدت إلى إضعاف المشروع الكردي الخاص بمسعود بارزاني، مع العلم أن الأخير يمتلك أصدقاء وحلفاء في الكونغرس الأميركي”.

وقال الهيتي، “هذا سيضاعف أيضاً الضغوط التي قد يتعرض لها السوداني في واشنطن، فإضافة إلى اللوبي الموالي للكرد سيظهر لوبي آخر موال لإسرائيل سيختلف مع السوداني في أي سياسة متناغمة مع الشريك الإيراني، مما سيؤثر في زيارته وأهدافها. لا أخفي تخوفي من أن ينعكس الصراع الإسرائيلي – الإيراني سلباً على العراق سياسياً، وقد يلاحظ برنامج زيارة السوداني إرباكاً، والتي أصبح توقيتها سيئاً جداً مع تصاعد التوتر الذي أحدثه الهجوم الإيراني في واشنطن والبيت الأبيض والكونغرس”.

تفعيل اتفاقية “الإطار الاستراتيجي”

تندرج ضمن جدول التفاوض بين الأميركيين والعراقيين إعادة تفعيل بعض بنود اتفاقية “الإطار الاستراتيجي” التي وقعت عام 2008، وصدق عليها البرلمان العراقي لتكون سارية المفعول عام 2009، ومراجعة موضوع إعادة انتشار القوات الأميركية في الأراضي العراقية، وتوصيف جديد لمهام تلك القوات، وإنهاء دور قوات التحالف الدولي التي أعلنت عام 2014 بعد اجتياح “داعش” ثلث الأراضي العراقية، والذي دفع الحكومة العراقية لطلب عودة القوات الأميركية من جديد بعد انسحابها عام 2011، للمساعدة في وقف ذلك الخطر المحدق بالعاصمة بغداد وتهديدها، مما استدعى استقدام آلاف الجنود الأميركيين وسواهم ومكوثهم في واعد عسكرية عراقية، خصوصاً قاعدة “عين الأسد” في الأنبار التي يطالب السوداني وحكومته الآن – تحت ضغط الميليشيات الموالية لإيران – بإخلائها، لأنها تحد من فاعلية تلك الميليشيات وتحركها في العراق. ويظن كثير من المراقبين بأن تلك المسألة هي هدف السوداني الرئيس الذي يسعى إلى تحقيقه في واشنطن من خلال إقناع الرئاسة الأميركية والكونغرس بذلك، لكن يحول دون تحقيق ذلك ممانعة كردية معلنة وصريحة بدافع “وقف تغول تلك الميليشيات وانتشارها”، بحسب تصاريح مسؤولين أكراد.

مهام جديدة للقوات الأميركية

ويرى الباحث مازن صاحب الشمري مدير أحد المراكز البحثية أن زيارة السوداني “تعد بروتوكولية في جدول أعمال مسبق ضمن جانبين أو محورين يتعلقان بالمحادثات التي جرت خلال عام وأكثر، عن إعادة انتشار وتحديد مهام القوات الأميركية في العراق، وانتهاء المهام القتالية في الحرب على (داعش)، والمحور الثاني إعادة تنظيم العلاقات بين البنك الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي العراقي، وإعادة صياغة الشروط والأحكام الأميركية على التحويلات المالية وأعمال البنوك التي فرضت واشنطن عقوبات عليها”.

ويضيف الشمري، “هذا يتطلب توضيحات عراقية وضمانات عن طبيعة العلاقة بين بغداد وأربيل، فضلاً عن توقيع اتفاقيات اقتصادية عدة بين رجال أعمال عراقيين وشركات أميركية، مع بروز تحديات صدور بيان مشترك يدين الضربة الإيرانية. وأعتقد أن السوداني سيحاول تجاوز كلتا المسألتين”.

معارضة للزيارة

اللافت أيضاً أن عدداً غير قليل من أعضاء الكونغرس الأميركي أبدوا معارضتهم للزيارة ولقدوم السوداني، وأصدروا بيانات منددة بها، اعتبروا فيها أن أعضاء الحكومة العراقية الحالية لم يتمتعوا بمهارات دولية في عملهم الخارجي، وأن الكرد سبقوهم في ذلك من خلال السيطرة الكردية على أبواب وزارات الخارجية المتعاقبة منذ 20 عاماً، وانتشار موظفيها الكرد في الغرب، وأميركا تحديداً، جراء نظام المحاصصة السياسية التي منحت الأكراد الحقائب الوزارية السيادية الأهم، وهي بحسب ناشطين سياسيين، الوزارة التي حكمها الدبلوماسي هوشيار زيباري لثمانية أعوام وبث سفراءه الكرد فيها ودعمهم كلياً، “فبات موقف السفير العراقي الحالي نزار الخيرالله كمن ينحت في الصخر كي ينشئ علاقات مع الأميركيين”.

هذا الواقع دعا الباحث عباس الخشالي للقول، “إن السوداني سيواجه خطاباً ناعماً من البيت الأبيض وخشناً من الكونغرس. فرئيس الحكومة الذي يزورهم جاء من مخرجات حكومة مدعومة من الفصائل المسلحة، ونتاج تشكيلة سياسية ولدت في ظروف قيصرية جراء خلافات شيعية – شيعية تحكمت بها إيران، التي أقصت الطرف غير المساند لها وهو التيار الصدري، وأجبرته طوعاً أو كرهاً للتخلي عن حقه بتشكيل الحكومة، ومنحت (الإطار) فرصة الحكم على رغم أنهم ما كانوا هم من يمتلك الغالبية البرلمانية”.

شاهد أيضاً

قادة مجموعة العشرين يدرسون ضريبة عالمية على المليارديرات

الشرق اليوم– حث قادة مجموعة العشرين على فرض ضريبة عالمية على المليارديرات لتمويل مشاريع حيوية …