الشرق اليوم– قالت لوموند إن القتال بين المجلس العسكري والمعارضين في ميانمار، وانخفاض التمويل لمخيمات اللاجئين في بنغلاديش، يدفعان الروهينغا إلى محاولة الفرار عن طريق البحر، مما تسبب في العديد من المآسي.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير مراسلها من بانكوك بريس بيدروليتي- أن غرق قارب قبالة الساحل الإندونيسي الأربعاء الماضي، لقي فيه أكثر من 50 من الروهينغا حتفهم، علامة جديدة على محنة هذه الأقلية العديمة الجنسية القادمة من ميانمار، والتي ركب عدة آلاف من أفرادها البحر عام 2023 على متن قوارب متهالكة.
ونبهت إلى أن كل الأسباب تشير إلى تفاقم هذه الأزمة الإنسانية غير البارزة، بعد أن انتشرت “الثورة في ميانمار” إلى الشمال الشرقي من إقليم راخين (أراكان سابقا) حيث يعيش ما يقرب من 650 ألف شخص من الروهينغا بقوا في هذا البلد بعد النزوح الكبير عام 2017.
مجازر فظيعة
وفي بنغلاديش المجاورة، حيث يعيش ما يقرب من مليون من الروهينغا بمخيمات اللاجئين، بينهم 750 ألفا وصلوا عام 2017 بعد مجازر فظيعة ارتكبها جيش ميانمار في راخين، يستمر الوضع الإنساني في التدهور بين الروهينغا، هذه الأقلية المسلمة من السكان الأصليين في الإقليم، التي قامت بتهجيرها الدكتاتوريات المتعاقبة في هذا البلد، واعتبرتهم “مهاجرين غير نظاميين” وحرمتهم من الجنسية عام 1982.
ويفر معظم الروهينغا من المخيمات في بنغلاديش، ومن ميانمار، في محاولة للوصول إلى ماليزيا، حيث تم تسجيل أكثر من 100 ألف منهم هناك كطالبي لجوء وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقد ازداد تدفق قوارب اللاجئين الروهينغا إلى إندونيسيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث وصل 1500 منهم من بين 4500 شخص أبحروا عام 2023، حسب تقديرات المفوضية الأممية، مما سبب موجة من الرفض بين سكان آتشه.
انزعاج أممي
ونهاية ديسمبر/كانون الأول، تظاهر حوالي مئة طالب واقتحموا مبنى كانت تقيم فيه عائلات الروهينغا في باندا آتشه، مما دفع المفوضية الأممية إلى الإعلان عن “انزعاجها العميق من هجوم حشد من الناس على موقع يأوي عائلات اللاجئين الضعيفة” كما شاهد الناجون الذين تم إنقاذهم قرويين يتدفقون ويحملون لافتات تقول “لا للروهينغا هنا”.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، قامت حملة كراهية شرسة بها أخبار مزيفة تصور الروهينغا على شبكات التواصل الإندونيسية، على أنهم “لصوص” و”حشرات” مكررة الصور النمطية العنصرية والمعادية للإسلام التي روجها جيش ميانمار خلال السنوات التي سبقت مجازر عامي 2016 و2017.
ومع ذلك، فإن الأسباب التي تدفع الروهينغا لركوب البحر قوية، إذ تتدهور الأوضاع بالمخيمات الثلاثين التي تستضيفهم حول كوكس بازار في بنغلاديش، وعلى الجانب الآخر من الحدود تنتشر الجريمة والحرائق التي تدمر أحياء بأكملها. ولم تتمكن الأمم المتحدة، التي تمول المخيمات، من جمع أكثر من نصف المبلغ اللازم لتشغيلها، وهو 876 مليون دولار عام 2023.
المصدر : لوموند