بقلم: سعيد طانيوس- اندبندنت
الشرق اليوم– أبلغ رئيس جهاز الأمن الفيدرالي (الاستخبارات) ألكسندر بورتنيكوف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اعتقال 11 شخصاً، من بينهم أربعة إرهابيين متورطين بصورة مباشرة في الهجوم الإرهابي على المركز التجاري الترفيهي “كروكوس” قرب موسكو.
وفتح أمس الجمعة مسلحون يرتدون ملابس مموهة ووجوهم سافرة النار قبيل بدء حفل موسيقي حاشد لفرقة ” بيكنيك” في قاعة الحفلات الموسيقية “كوركوس سيتي هول” بضاحية كراسنوغورسك قرب موسكو.
وبحسب لجنة التحقيق، فقد قتل في حصيلة أولية وغير نهائية أكثر من 115 شخصاً نتيجة هذا الهجوم الإرهابي، الذي لم يعرف ما إذا كان المهاجمون نفذوه بقصد احتجاز رهائن في القاعة التي كانت تضم أكثر من 6 آلاف شخص، أم بهدف قتل أكبر عدد منهم.
وقال أحد شهود العيان “كنا في حفل موسيقي في قاعة مركز كروكوس، وبدأ إطلاق النار هناك، وركضت مجموعة من الناس، وبينما الجميع يصرخون أشعل بعض الأشخاص النار في القاعة وأطلقوا النار من أسلحة رشاشة، وكان من الصعب جداً الهرب من هناك”.
وتابع الشاهد “كانوا يطلقون النار من جميع الجهات، وكان هناك عديد من الجرحى، ويبدو أن بعضهم قتل، وكان الأشخاص الذين أصيبوا بالرصاص مستلقين على الأرض وسابحين في الدماء، لقد أطلقوا النار في القاعة وفي الممرات وفي كل الاتجاهات”.
شهود عيان
وذكر شاهد عيان آخر “حدث كل ذلك قبل دقيقة واحدة من بدء الحفل، كنت أنا وصديقي جالسين في الصف الأول وسمعنا نوعاً من الأزيز، بعد ذلك مباشرة رأينا الناس يهربون من المدرج، يركضون إلى الطابق السفلي. وقال صديقي إن شخصاً ما أطلق مفرقعات نارية، لكنني اعتقدت أن الأسلاك اشتعلت فيها النيران. ولكن بعد ذلك سمعنا أصوات فرقعات ولم ندرك حتى إنها كانت نيران مدفع رشاش”.
وأضاف “قال لنا أحدهم انزلوا، فذهبنا إلى الكواليس، ثم ركض الجميع عبر المسرح، وعندما نفد الحشد الرئيس، زحفنا أولاً عبر المسرح ثم ركضنا خارجاً من الباب الخلفي، بالطبع من دون ملابس خارجية، والتقينا رجال الأمن في الشارع وسألناهم إلى أين نهرب، فوجهونا إلى مركز التسوق في فيغاس”.
وقال ثالث يدعي إيليا “جئنا إلى الحفل مع الأصدقاء، وبعد ذلك بدأ إطلاق النار إلى حد ما من بعد، ويبدو أن الإرهابيين كانوا في القاعة، وكنا نحن على الشرفة في الأعلى، لقد هربنا من قاعة الحفلات الموسيقية، وفي البداية ركض الحشد في اتجاه واحد، ثم في الاتجاه الآخر”.
وأضاف الشاهد “كان هناك سحق، امتلأت القاعة بالكامل تقريباً، واتضح أننا نزلنا، وكان هناك جبل من الجثث بالأسفل، ركضنا إلى ستروغينو التي تقع على الجانب الآخر من الطريق، واصطحبنا أشخاص طيبون من هناك”.
وذكرت وزارة الصحة أن أكثر من 140 شخصاً أصيبوا بجراح مختلفة في الهجوم بينهم أكثر من 69 بحالة حرجة وحرجة جداً.
وبحسب ما قال مصدر رفيع في الأجهزة الأمنية الروسية، فإن الهجوم على قاعة “كوركوس سيتي هول” نفذه خمسة رجال قبل حفل فرقة “بيكنيك” الذي كان من المفترض أن يبدأ في الساعة 20:00 بتوقيت موسكو (17:00 بتوقيت غرينتش)، ولم يصب موسيقيو الفرقة بأذى.
وذكرت وزارة حالات الطوارئ في منطقة موسكو أنه تم إخراج مئات الأشخاص من الطابق السفلي للمبنى، كما تم إخراج العشرات منهم من السطح باستخدام معدات الرفع، واستناداً إلى مقاطع فيديو شهود عيان المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، فقد حطم الناس النوافذ والأبواب للفرار من داخل المبنى لحظة بدء الهجوم.
وأفادت المصادر الأمنية أن المسلحين أضرموا النار بواسطة عبوات حارقة ألقوها في قاعة الاحتفال، حيث وقع انفجاران في الأقل في مبنى مركز كروكوس التجاري الترفيهي.
بيانات عن القتلى
ووصفت لجنة التحقيق الروسية المركزية ما حدث في “كوركوس سيتي هول” بأنه هجوم إرهابي، وذكرت أن أكثر من 115 شخصاً لقوا حتفهم نتيجة إطلاق النار. وأكدت أن عدد الضحايا قد يرتفع نتيجة وجود كميات كبيرة من الردم نتيجة انهيار سقف المبنى بسبب الحريق وقد يكون تحت هذا الردم عدد كبير ممن قضوا نحبهم، وكذلك بسبب وجود عدد كبير من الجرحى بحالة حرجة وحرجة جداً.
ونشرت وزارة حالات الطوارئ الروسية على موقعها الإلكتروني قائمة بأسماء الذين دخلوا المستشفى بعد الهجوم الإرهابي في قاعة مدينة كروكوس حتى الساعة 9:00 بتوقيت موسكو (06:00 بتوقيت غرينتش)، بينهم 107 أشخاص وأسماء خمسة أشخاص غير معروفة، والباقي لديهم معلومات شخصية.
معلومات عن المهاجمين
وذكرت قناة “ماش تيليغرام” نقلاً عن شاهد عيان أن الهجوم نفذه ما لا يقل عن خمسة رجال ملتحين كانوا بمثابة “مسلحين مجهزين ومدربين”، وزعمت أن أربعة منهم تمكنوا من الفرار بعد أن شارفت ذخيرتهم على النفاد، وكانوا يحملون بنادق كلاشينكوف الهجومية وبحوزتهم كمية كبيرة من الخراطيش والذخائر.
وقالت ممثلة لجنة التحقيق سفيتلانا بيترينكو، عندما سئلت عن مصير المهاجمين “في الوقت الحالي، هذه معلومات سابقة لأوانها”.
وذكرت “ريا نوفوستي” وصحيفة “إزفستيا” أن القوى الأمنية الروسية تبحث مع شرطة موسكو عن سيارة “رينو” بيضاء تحمل لوحات ترخيص من مدينة تفير الواقعة بين موسكو وسانت بطرسبورغ.
وذكرت قناة “112” على “تيليغرام” صباح اليوم أنه تم إيقاف إحدى السيارات في منطقة بريانسك، وادعت أن السيارة توقفت قرب قرية تيبلي، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع بيلاروس وأوكرانيا.
وبحسب البيانات الأولية، كان هناك ستة أشخاص في السيارة، وتم اعتقال اثنين منهم، وتمكن أربعة آخرون من الفرار ويجري البحث عنهم، وتؤكد القناة أنه “من السابق لأوانه القول بأنهم متورطون في الهجوم الإرهابي في كروكوس”.
وقدمت قناة “بازا” على “تيليغرام” أيضاً قائمة بأسماء “الإرهابيين المشتبه فيهم”، وجميعهم، بحسب القناة، مواطنون من طاجيكستان، إضافة إلى ذلك، نشرت معلومات عن إرهابيين مزعومين “تم إرسالها إلى جميع أقسام الشرطة في المنطقة الفيدرالية الوسطى”.
وذكرت صحيفة “كوميرسانت” أن قوات الأمن بدأت ليلاً في تلقي إشعارات بالمطلوبين، تفيد بأن الإرهابيين “شباب من العرق السلافي طولهم فوق المتوسط، ويصل إلى 180 سنتيمتراً وربما استخدموا لحى وشوارب مستعارة من أجل التمويه”.
وأضافت أن “المهاجمين كانوا يرتدون ملابس عسكرية، بما في ذلك أحذية حربية، علاوة على ذلك، فإن تدريبهم، وفقاً للنسخة المحدثة لقوات الأمن، لم يكن من الممكن أن يقتصر على القتال فحسب، بل أيضاً على القنص، ومن ثم ربما إطلاق النار حرفياً على كل من يعتبرونه تهديداً لهم حتى من خارج المبنى الذي هاجموه.
الحريق هدد المبنى
وقال حاكم منطقة موسكو، أندريه فوروبيوف إن “الحريق تم إخماده في الغالب”، ولكن لا تزال هناك حرائق معزولة ولا تزال الهياكل تتسرب، وبحسب ما أفادت به وزارة حالات الطوارئ، فقد اشتعلت النيران وأتت على نحو 13 ألف متر مربع، وشاركت في إطفاء الحريق 183 قطعة معدات و477 شخصاً.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع وزير حالات الطوارئ ألكسندر كورينكوف، ووزير الصحة ميخائيل موراشكو، ونائب رئيس الوزراء تاتيانا غوليكوفا، وحاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف، كما قام رؤساء جهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الداخلية ولجنة التحقيق والحرس الروسي بإبلاغ رئيس الدولة عن تقدم التحقيق في الهجوم الإرهابي في كروكوس، وقالت غوليكوفا إن بوتين تمنى الشفاء لجميع المصابين في الهجوم الإرهابي وأعرب عن امتنانه للأطباء.
وقال السكرتير الصحافي الرئاسي دميتري بيسكوف إن الرئيس بوتين يتلقى باستمرار معلومات من خلال جميع الخدمات ذات الصلة حول ما يحدث وعن التدابير المتخذة، وإن الرئيس أصدر جميع التعليمات اللازمة.
وكتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف في قناته على “تيليغرام” أن “الإرهابيين لا يفهمون إلا الإرهاب الانتقامي”، و”لن تساعد أي محاكم أو تحقيقات إذا لم يتم التصدي للقوة بالقوة، والقتل بالإعدامات الشاملة للإرهابيين والقمع ضدهم”.
وأضاف “إذا ثبت أن هؤلاء إرهابيون تابعون لنظام كييف، فمن المستحيل التعامل معهم ومع ملهميهم الأيديولوجيين بصورة مختلفة، يجب العثور عليهم جميعاً وتدميرهم بلا رحمة كإرهابيين، بما في ذلك مسؤولو الدولة الذين ارتكبوا مثل هذه الفظائع”، وكتب “الموت بالموت”.
تنفيذ العملية
ذكرت وكالة “رويترز” أن تنظيم “داعش” أعلن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي. وأكدت وسائل الإعلام الأميركية، بما في ذلك “نيويورك تايمز” و”سي بي أس نيوز”، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، هذا البيان، ووفقاً لهم، جمعت الولايات المتحدة في مارس (آذار) الجاري معلومات استخباراتية تفيد بأن فرعاً من جماعة ولاية خراسان، المتمركز في أفغانستان، كان يخطط لتنفيذ هجوم في موسكو.
وعشية الثامن من مارس الجاري، حذرت الولايات المتحدة من احتمال وقوع هجوم إرهابي في موسكو، أوصت المواطنين بتجنب التجمعات خلال الـ48 ساعة المقبلة، وكتبت السفارة الأميركية أنها “ترصد تقارير” تفيد بأن “متطرفين لديهم خطط وشيكة لمهاجمة تجمعات كبيرة” في المدينة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية.
وأوضح المحقق خريستو غروزيف أن السفارة الأميركية حذرت أجهزة الاستخبارات الروسية من تلقي “أدلة معينة” على التحضير لهجوم إرهابي من قبل جماعة “داعش الأفغانية- خراسان” المرتبطة بتنظيم “داعش”.
ووفقاً له، رد الجانب الروسي بأن المعلومات التي قدمها الأميركيون “ليست محددة بما فيه الكفاية”، وبعد ذلك، كما يشير غروزيف، لا تزال هناك اعتقالات في روسيا لـ”بعض أعضاء خلايا (داعش)”. وقال “جهاز الأمن الفيدرالي ما زال يقرر أنهم يعرفون من يجب اعتقاله، وبدأوا في إجراء هذه الاعتقالات”.
في الـ19 من مارس الجاري، وصف الرئيس فلاديمير بوتين، متحدثاً أمام مجلس إدارة جهاز الأمن الفيدرالي، تصريحات الهياكل الغربية حول الهجمات الإرهابية المحتملة في الاتحاد الروسي بأنها استفزازية. وقال حينها “كل هذا يشبه الابتزاز الصريح ونية تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره”.
وبعد وقوع الهجوم قال البيت الأبيض إنه ليس من الممكن بعد تحديد مدى ارتباط المأساة التي وقعت في قاعة مدينة كروكوس بالتحذير الصادر مسبقاً. وقال مستشار الرئيس الأميركي جون كيربي لشبكة “فوكس نيوز”، “نجمع مزيداً من المعلومات لفهم ما إذا كانت هناك علاقة”.
وفي الوقت نفسه في السابع من مارس الجاري، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عن منع هجوم إرهابي على كنيس يهودي في موسكو، كان يستعد له مسلحون من “الفرع” الأفغاني لتنظيم “داعش” المحظور في الاتحاد الروسي.
معلومات استخباراتية
وقالت مصادر لصحيفة “نيويورك تايمز” إن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن وحدة تابعة لتنظيم “داعش- خراسان” كانت تخطط لشن هجوم على موسكو. وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن أعضاء “داعش” يعملون بنشاط في روسيا، وبعد إطلاق النار، قال البيت الأبيض إنه ليس لديه معلومات حول التحضير لهجوم إرهابي.
من جانبها، نفت أوكرانيا تورطها في الهجوم الإرهابي. وقال مستشار رئيس مكتب رئيس أوكرانيا، ميخائيل بودولياك، إن أوكرانيا “بالتأكيد ليس لها علاقة” بما حدث في قاعة الحفلات الموسيقية “كوركوس سيتي هول”.
ووصفت مديرية الاستخبارات الرئيسة في أوكرانيا الهجوم الإرهابي بأنه “استفزاز مخطط ومتعمد للخدمات الخاصة الروسية بتوجيه من بوتين”، وقالت في بيان “هدف العملية الإرهابية هو تبرير هجمات أكثر قسوة على أوكرانيا والتعبئة الكاملة في روسيا”.
ونفى فيلق المتطوعين الروسي، الذي يقاتل إلى جانب أوكرانيا، تورطه في الهجوم الإرهابي، وذكر فيلق حرية روسيا أنهم يلومون “نظام بوتين الإرهابي” على ما حدث. وقال في بيان “لقد واجهنا بالفعل مظاهر مماثلة لديكتاتورية الكرملين منذ الأيام الأولى لبوتين في السلطة، ولم نتفاجأ باستفزاز دموي آخر، وكان يجري الإعداد لهجوم إرهابي”.
لكن وفي الوقت نفسه ذكرت صحيفة “كوميرسانت” أن بعض المصادر تعترف بتورط فيلق المتطوعين الروسي للقتال إلى جانب أوكرانيا في الهجوم على “كوركوس سيتي هول”، وقبل ساعات قليلة من الهجوم الإرهابي، أفاد جهاز الأمن الفيدرالي أنه تم اعتقال مجموعة من أنصارهم في موسكو.
تدابير أمنية وإدانة
وأفادت وزارة النقل في موسكو أنه تم تشديد القيود المرورية في منطقة “كوركوس سيتي هول” وأشارت إلى استمرار تطبيق الحد الأقصى من الأمن في مرافق النقل، ويطلب من الركاب الوصول إلى محطات القطار والمطارات مسبقاً، حيث قد يتم تمديد أوقات الفحص الأمني.
وأدان الاتحاد الأوروبي الهجوم، وقال المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بيتر ستانو “إن أفكارنا مع جميع المواطنين الروس المتضررين من هذا الهجوم الإرهابي”.
ودانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا وعدد من الدول الأخرى الهجوم، وأعربت وزارات خارجيتها عن تعازيها للضحايا، ووصف البيت الأبيض لقطات من مكان الحادثة بأنها “مرعبة” وأعرب عن تعازيه لأسر الضحايا والمصابين.
رؤية وتعقيب
هذا العمل الإرهابي هو الأكبر في روسيا منذ عملية الانفصاليين الشيشان في 2003، في مسرح “نورد وست” أي قبل 21 عاماً، حين تم احتجاز مئات الأشخاص في قاعة المسرح الموسيقي، لمدة ثلاثة أيام، وانتهت العملية برش الخاطفين والمختطفين بغازات سامة، مما أسفر عن مقتل جميع المسلحين الذين كان عددهم يربو على 60، وأكثر من 200 شخص من المواطنين الروس الذين كانوا محتجزين هناك.
قد يصل عدد المواطنين الأبرياء الذين قتلوا في العملية الإرهابية الأخيرة إلى ذلك العدد الذي قتل قبل 21 عاماً، لكن هذه العملية الإرهابية وبغض النظر عن هويات مرتكبيها صعبة، إذ تم فتح النار وقتل الأبرياء فوراً ومن دون سابق إنذار أو إعلان مطالب محددة، كما لو أن القتل كان لمجرد إيقاع أكبر عدد من الضحايا من دون النظر إلى جنسهم وأعمارهم وما إذا كانوا من المؤيدين للسلطات الحاكمة أم لا.
والمفارقة، أن هذه العملية جاءت بعد أيام قليلة من اكتساح بوتين الانتخابات الرئاسية وفوزه بنسبة أكثر من 87 في المئة من أصوات الناخبين، أي إن هذه العملية شكلت أول تحد لبوتين شخصياً في ولايته الخامسة، وأصعب اختبار لسياساته الأمنية والعسكرية في الداخل والخارج على السواء، وهي بلا أدنى شك ستشكل ذريعة لتشديد القبضة الأمنية في الداخل، والمضي في الحرب الدائرة في أوكرانيا بصورة أكثر دموية وشراسة، وربما يستدعي هذا حملة تعبئة عسكرية جديدة تطاول مئات الآلاف من الشبان الروس.