الشرق اليوم- مع توجه ملايين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع في يوم «الثلاثاء الكبير» الذي يشكل محطة حاسمة في التصويت التمهيدي للانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والتي تشمل 15 ولاية ومنطقة خاضعة للسيادة الأمريكية (جزر ساموا في المحيط الهادئ)، بات من شبه المؤكد أن الرئيس السابق دونالد ترامب سوف يحصل على بطاقة الحزب الجمهوري للترشح إلى الانتخابات الرئاسية، في حين أن حظوظ منافسته الوحيدة نيكي هايلي باتت شبه معدومة، بعدما تلقت سلسلة من الهزائم في الولايات الأمريكية باستثناء واشنطن، في حين أن الرئيس جو بايدن لم يخسر أي انتخابات تمهيدية حتى الآن، ولا يبدو أن منافسه الوحيد على بطاقة الحزب الديمقراطي جون فيليبس قادر على تحقيق أي تقدم يذكر.
نتيجة «الثلاثاء الكبير» سوف تقدّم صورة واضحة حول خريطة التنافس للوصول إلى البيت الأبيض، حيث سيتم اختيار أكثر من ثلث المندوبين (2429 مندوباً) من الحزب الجمهوري للمشاركة بالمؤتمر الوطني للحزب الذي سيعقد في يوليو/تموز المقبل في مدينة ميلووكي (ولاية ويسكنسن) لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الأمريكية. وللفوز بترشيح الحزب يحتاج المرشح إلى جمع 1215 صوتاً على الأقل من بين المندوبين، في حين يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره في شيكاغو في الفترة من 19 إلى 22 أغسطس/آب لاختيار مرشحه، وفي المؤتمرين بات من المؤكد أن المنافسة سوف تقتصر على جو بايدن ودونالد ترامب.
عشية «الثلاثاء الكبير» أبدى الرئيس بايدن مخاوفه من أن ترامب قد لا يقّر بهزيمته في حال فشله، وفي حديث لصحيفة «ذا نيويوركر» قال بايدن: «إن المهزومين الذين يخسرون دوماً ليسوا لبقين»، أضاف «أعتقد أنه (ترامب) سيقدم على أي شيء ليحاول الفوز..وإذا فزت أعتقد أنه سوف يحتجّ؟»
يذكر أن ترامب لم يعترف بهزيمته في انتخابات عام 2020 واعتبرها «مزورة»، وقال: «فاز بايدن في نظر الإعلام المضَلَل»، ثم عمد إلى تحريض أنصاره على مهاجمة مبني الكابيتول يوم 6 يناير/كانون الثاني عام2021 لمنع الكونغرس من التصديق على نتائج الانتخابات، كما لم يحضر حفل تنصيب بايدن في البيت الأبيض. ويواجه ترامب حالياً العديد من التهم من بينها تهم فيدرالية جنائية بالتآمر لقلب نتيجة الانتخابات جراء هجوم أنصاره.
هناك مخاوف حقيقية داخل الولايات المتحدة من أن تؤدي نتائج الانتخابات الرئاسية إلى سلسلة أزمات داخلية وخارجية لها علاقة بمصير الديمقراطية وتآكلها، وبنية المجتمع، وعودة العنصرية والتطرف وتصاعد الشعبوية، إضافة إلى قضية المهاجرين، والعلاقات بين ضفتي الأطلسي، ومسألة الالتزامات الأمنية للولايات المتحدة مع حلفائها، مع ما يؤدي إليه ذلك من تراجع في الدور الأمريكي العالمي.
يقول الكاتب الأمريكي جورج فريدمان في موقع «جيوبوليتيك فيوتشرز» «رغم أن كل رئيس أمريكي جديد يحاول ملء نفوس الناس بالأمل، إلا أن الشيء الوحيد الذي يمكن قوله في الوقت الحالي هو أن الولايات المتحدة تسير نحو الفشل»، وقال إن «المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة تتزايد بصورة واضحة»، وأشار إلى أن «المشاكل الأخلاقية والدينية والثقافية لا تزال تمزق المجتمع الأمريكي».
لذلك، فالانتخابات الرئاسية الأمريكية لن تأتي بجديد.
المصدر: صحيفة الخليج