الشرق اليوم- غداً هو “الثلاثاء الكبير” الذي يتقرر فيه مصير كلٍّ من المرشح الجمهوري والديمقراطي، اللذين سيحصلان على بطاقة المنافسة في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
و”الثلاثاء الكبير” غداً هو يوم الانتخابات المبكرة التي تشمل 16 ولاية تحدّد فيها حظوظ كل من الرئيس السابق دونالد ترامب وسفيرة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي عن الحزب الجمهوري، في حين أن الرئيس الحالي جو بايدن هو المرشح الوحيد على الأغلب عن الحزب الديمقراطي.
في هذه الانتخابات سوف تصوت ولايات: ألاباما، وألاسكا، وأركنساس، وكاليفورنيا، وكولارادو، وماين، وماساتشستس، ومينيسوتا، ونورث كترولينا، وأوكلاهوما، وتينيسي، وتكساس، ويوتا، وفيرمونت، وفرجينيا، إضافة إلى إقليم ساموا.
ورغم هزائمها المتتالية في ولايات كارولينا الجنوبية، مسقط رأسها، ونيفادا وإيوا ونيوهمبشاير وميتشغان، وميزوري، فإن هايلي مصّرة على المضي قدماً في تحدي ترامب الذي قالت عنه بأنه “يزداد اختلالاً”، مؤكدة أنها “لن تستسلم”، في حين تعهد ترامب ب”سحقها”.
هايلي التي لا تملك أية حظوظ حتى الآن للفوز ببطاقة الحزب الجمهوري تبرّر البقاء في المنافسة وعدم “ترك ساحة المعركة”؛ لأنها لا “تبحث عن أي منصب في إدارة ترامب المقبلة”، لكن الحقيقة أن لديها الإمكانيات المالية التي تمكّنها من البقاء في السباق الرئاسي، فقد جمعت حوالي 11 مليون دولار في مطلع العام الحالي، إضافة إلى 12 مليون دولار أخرى تمّ جمعها من قبل اللجنة المشرفة على تنظيم حملتها الانتخابية، أي ما مجموعه 23 مليون دولار، وهو مبلغ أكبر من المبلغ الذي جمعه ترامب وهو 16 مليون دولار.
لكن هناك من يعتقد بأن هايلي ربما تراهن على إدانة ترامب بالتهم الموجهة إليه قبيل موعد الانتخابات الرئاسية، إلا أنها على ما يبدو نسيت أن الدستور الأمريكي لا يمنع ترامب من تولي منصب الرئيس حتى في حال صدور حكم قضائي في حقه. وربما تعتقد أيضاً أنها تستطيع لعب دور في قيادة الحزب عام 2028 والترشح ثم الفوز، وهي تهيّئ الأرضية لذلك الآن.
ترامب يبدو واثقاً من الفوز غداً، وهو يرى أنه قطع مشواراً طويلاً على طريق الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ولا يرى أن هايلي تمثل عقبة حقيقية أمامه، كما أن نتائج انتخابات “الثلاثاء الكبير” قد توفر له دعماً جديداً في مواجهة الرئيس بايدن، حيث تراجعت شعبية الأخير أمامه وفقاً لاستطلاع رأي شمل 980 ناخباً مسجلاً نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” و”جامعة سيينا” يوم السبت الماضي، أظهر بأن 48 في المئة منهم سيختارون ترامب، مقابل 43 في المئة لبايدن. وأظهر الاستطلاع تراجع تأييد بايدن لدى فئات من الناخبين عادة كانت أصواتها شبه مضمونة للديمقراطيين مثل العمال والناخبين غير البيض.
لقد تمكن ترامب وفقاً للاستطلاع من توحيد قاعدته الشعبية؛ إذ قال، إن 97 في المئة ممن صوّتوا له عام 2020 سيصوّتون له العام الحالي، أما 83 في المئة ممن صوتوا لبايدن في ذلك العام فأعلنوا أنهم سوف يصوّتون له العام الحالي.
قطار الانتخابات الرئاسية الأمريكي ينطلق جدياً يوم غدٍ وعلى متنه راكبان اثنان هما بايدن وترامب، باتجاه محطة البيت الأبيض التي يصلها بعد تسعة شهور.
المصدر: صحيفة الخليج