الشرق اليوم– دعت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، إلى التركيز على الدبلوماسية لإيجاد حل للتصعيد العسكري في لبنان، بعد تحذير إسرائيل من أنها ستواصل ملاحقة حزب الله، حتى لو تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار في غزة.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين “لا نريد أن نرى أيا من الجانبين يصعّد النزاع في الشمال”.
وأضاف “قالت حكومة إسرائيل علنا وأكدت لنا بشكل خاص أنهم يريدون تحقيق مسار دبلوماسي”.
وتابع “هذا ما سنواصل السعي إليه، وفي النهاية، هذا من شأنه أن يجعل العمل العسكري بلا داع”.
ولفت ميلر إلى أن إسرائيل تواجه “تهديدا أمنيا حقيقيا” مع فرار آلاف الأشخاص من منازلهم بالقرب من الحدود مع لبنان، واصفا ذلك بأنه “قضية مشروعة تحتاج إلى معالجة”.
وكان مصدران مقربان من “حزب الله” قد قالا لوكالة “رويترز”، الثلاثاء، إن الجماعة ستوقف إطلاق النار على إسرائيل إذا وافقت حليفتها حركة “حماس” على اقتراح لهدنة مع إسرائيل في غزة وما لم تواصل القوات الإسرائيلية قصف لبنان.
وتدرس “حماس” حالياً اقتراحاً جديداً وافقت عليه إسرائيل خلال محادثات مع وسطاء في باريس، الأسبوع الماضي، من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بتعليق القتال لمدة 40 يوماً، وهو ما سيكون أول وقف ممتد للحرب المستمرة منذ خمسة أشهر.
وقال أحد المصدرين المقربين من “حزب الله” “في اللحظة التي تعلن فيها “حماس” موافقتها على الهدنة، وفي اللحظة التي يتم فيها إعلان الهدنة، فإن “حزب الله” سيلتزم الهدنة وسيوقف عملياته في الجنوب فوراً كما حدث في المرة السابقة”.
وأضافا أنه إذا واصلت إسرائيل قصف لبنان فإن الحزب لن يتردد في مواصلة القتال. ولم يرد المكتب الإعلامي لـ”حزب الله” حتى الآن على طلب للتعليق.
وغداة شنّ حركة حماس هجوما مباغتا على إسرائيل في السابع من أكتوبر، فاجأ حلفاءها وخصومها، بدأ حزب الله استهداف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان دعماً لغزة و”إسناداً لمقاومتها”.
ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب في لبنان وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
ويتبادل طرفا النزاع التهديدات بتوسيع نطاق الحرب.
إلا أن إسرائيل نبّهت الأحد على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت من أن العمليات ضد حزب الله لن تتوقف، حتى وإن تم التوصل لاتفاق في غزة.
واتخذت حرب الاستنزاف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي منحى خطيراً هذا الأسبوع مع شنّ الأخير غارات في العمق اللبناني، ما يثير تساؤلات حيال إمكانية تحول تبادل إطلاق النار المستمر منذ أشهر إلى مواجهة أوسع.
ورغم التهديدات الثنائية بتوسيع الجبهة وهشاشة الوضع الميداني، فإنه لا مصلحة للطرفين بعد نحو خمسة أشهر من الأعمال العدائية، في إشعال نزاع إقليمي، وفق محللين.
وتسود خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود الى مواجهة واسعة بين حزب الله وإسرائيل اللذين خاضا حرباً مدمرة في صيف 2006.
وحملت فرنسا الشهر الماضي الى البلدين مبادرة تنص على التطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 الذي أنهى حربا مدمرة بين الطرفين صيف 2006، ويحظر أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج إطار قوات الجيش اللبناني وقوة يونيفيل.
وتتضمن المبادرة انسحاب مقاتلي حزب الله وحلفائه لمسافة تصل إلى 12 كيلومتراً عن الحدود، مقابل وقف الخروقات الجوية الإسرائيلية، إضافة إلى تشكيل لجنة رباعية (فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان) من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية.
ويدرس المسؤولون في بيروت، وفق مصدر حكومي، هذه المبادرة، وإن كانوا يعلقون آمالاً أكبر على اقتراحات يعمل عليها موفودون أميركيون تتضمن خطة شاملة للمنطقة في حال وقف الحرب في غزة.
ويصر “حزب الله” على أنه لن يناقش أي ترتيبات في جنوب لبنان لحين الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وقال المصدران إن هذا الموقف لم يتغير.
وأودى القصف الإسرائيلي منذ أكتوبر بحياة نحو 50 مدنياً في لبنان بالإضافة إلى قرابة 200 عنصر من “حزب الله”.
المصدر: العرب اللندنية