بقلم: رندة تقي الدين – صحيفة النهار العربي
الشرق اليوم- أرجئ الاجتماع الذي كانت تسعى باريس إلى عقده لدعم الجيش اللبناني، بعدما وجدت فرنسا نفسها وحيدة في الدعوة إلى تنظيم مؤتمر على مستوى عال لدعم الجيش اللبناني في أسرع وقت، فيما الدول الأخرى وفي طليعتها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول عربية أخرى تساعد هذا الجيش ثنائياً، ترى أن الوضع الراهن ليس لعقد اجتماع مانحين لأن كل دولة تساعده على حدة حالياً.
وما زالت باريس على قناعة بأنه ينبغي عقد اجتماع، ربما في فترة لاحقة، لدعم هذا الجيش الذي ليس لديه الإمكانات للانتشار في جنوب لبنان بحسب مندرجات القرار الدولي 1701.
إلى ذلك، تتواصل باريس وواشنطن تواصلاً شبه يومي للعمل على تجنب توسع الحرب إلى لبنان. وتفيد معلومات العاصمة الفرنسية بأن “حزب الله” لا يعارض الخطة الفرنسية، وما يقوله الحزب أنه ينبغي أن يتوقف القصف الإسرائيلي على غزة، وباريس ترد على ذلك بأن هذا موقف غير مسوؤل لأنه يعرّض لبنان لحرب هائلة، وأن الحزب هو ميليشيا مسلحة وهي ليست وحدها، فهناك حكومة في لبنان تتحمل مسوؤلية القول لـ”حزب الله” إن عليه أن يتوقف عن القصف لأن لبنان معرض لأبعد من مناطق “حزب الله” والجنوب.
وتذكّر باريس بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ينتهج سياسة للتخلص من “حماس” فكيف سيقبل لاحقاً بأن تبقى ميليشيا “حزب الله مسلحة” أكثر بكثير من “حماس”؟ وتفيد مصادر فرنسية بأن الحزب لم يقل لفرنسا إنه يرفض الخطة ومبدأ التراجع 10 كم وراء الخط الأزرق، والخطة الفرنسية تنص على أن على الجانبين الإسرائيلي و”حزب الله” والسلطات اللبنانية تطبيق الـ1701 بحذافيره، وهو غير مطبق من الأطراف الثلاثة حالياً. واقترحت فرنسا إعادة إطلاق الآلية الثلاثية التي اتفق عليها في 1996 بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي تحت إدارة اليونيفيل في الناقورة لتقليص التوتر تدريجياً. وترى باريس أن من مصلحة الطرفين اللبناني والإسرائيلي تقليص التصعيد.
وتستعد باريس لاستقبال أمير قطر يومي الثلثاء والأربعاء في زيارة دولة يناقش خلالها مع الرئيس إيمانويل ماكرون الوضع في غزة وفي لبنان، ودعم الجيش اللبناني الذي تمده قطر بمساعدات مالية.
في خصوص موضوع الرئاسة اللبنانية، تقول مصادر في الخماسية إن هناك توافقاً بين أعضائها على النهج الذي ينبغي اتخاذه لإقناع الأطراف اللبنانيين بضرورة انتخاب رئيس. وتلفت إلى أن لا موعد بعد لزيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت، ولكن المصادر تؤكد أن لودريان هو ممثل فرنسا وليس ممثل الخماسية ولو أن هناك توافقاً في الخماسية.
وتضيف هذه المصادر بشيء من الانتقاد أن فرنسا أضاعت الوقت في جهودها محاولة تمرير ترشيح سليمان فرنجية التي لقيت معارضة من أكثر من جانب محلي وخارجي، قبل أن تدرك أنه غير قابل لتوافق الجميع عليه في لبنان. والآن ترى مصادر الخماسية أنه ينبغي إيجاد توافق على اسم آخر غير الاسمين اللذين لم يحصلا على توافق، أي فرنجية وجهاد أزعور.
أما الموقف السعودي فما زال نفسه، أي أن اهتمام المملكة بلبنان ما زال خفيفاً وهي غير راغبة في ضخ أي تمويل له ولا تريد فرنجية. كما أنها ما زالت تعارض “حزب الله”، وتقاربها مع إيران ليس في شأن لبنان، بل متعلق بأمنها وأمن جيرانها.
وترى باريس أن إيران تحرك جبهات تابعة لها في المنطقة: الحوثي في البحر الأحمر وحلفاءها في العراق وفي سوريا و”حزب الله” في لبنان من دون أن تعرض إيران نفسها مباشرة، فيما حلفاء فرنسا في الخليج يتخذون مواقف حذرة تجنباً لأي تصعيد يعرض دولهم للخطر.