الشرق اليوم- في قاعة نيلسون مانديلا بالعاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، أعلنت القارة الإفريقية في قمتها ال37، يوم أمس الأول، وقوفها مع فلسطين، ورفضها، مجدداً، وجود أي وفد إسرائيلي في القمة، حيث كشف مصدر دبلوماسي أن وفداً إسرائيلياً يضم المدير العام لوزارة الخارجية، ياكوف بليتشتين، والمدير في قسم إدارة إفريقيا، آميت باياس، حاولا المشاركة في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات وزراء الخارجية الأفارقة بصفة «مراقب»، لكن تم رفض إدخالهما بعد أن كان الاتحاد الإفريقي علّق، العام الماضي، عضوية تل أبيب بصفة «مراقب»، وتم يومها طرد مبعوثها نائب المدير العام للشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية شارون بار- لي من القاعة.
ورغم الصراعات والأزمات والانقلابات والحروب الأهلية التي تعيشها القارة، إلا أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ألقت بظلالها على أعمال القمة، واحتلت صدارة المناقشات على مدى يومين، وكذلك على المقررات التي صدرت عنها، حيث أكدت القمة ضرورة إجراء تحقيق دولي في المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، واستخدام الأسلحة المحظورة دولياً، واستهداف المستشفيات، والمدارس، وأماكن النزوح، وطالبت الاحتلال بالاستجابة للدعوات الدولية إلى وقف دائم لإطلاق النار، ودانت الوحشية، واستخدام القوة المفرطة ضد 2.2 مليون مدني عزّل، وندّدت بالعقاب الجماعي ضد المدنيين، ومحاولات تهجيرهم بالقوة إلى شبه جزيرة سيناء، وكذلك الدعم العسكري الذي تقدمه بعض الدول، لتمكينها من مواصلة عملياتها العسكرية، كما دعت القمة إسرائيل إلى الامتثال لقرار محكمة العدل الدولية بمنع الإبادة الجماعية، ورفض الحصار الجائر المفروض على القطاع.
أعادت هذه القمة الزخم إلى القضية الفلسطينية، وعادت القارة السمراء إلى سابق عهدها مؤيدة بقوة للفلسطينيين وحقوقهم المشروعة، بعد أن كسبت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة بعض المواقع في القارة، نتيجة التراجع العربي والتراخي في مواجهة تسلل النفوذ الإسرائيلي.
ولعل أهم ما قررته القارة السمراء أنها وقفت بشكل حاسم مع الشعب الفلسطيني وحقوقه، وضد ما يتعرض له من إبادة،، فيما أعلن رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فقي، في بداية القمة أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض «لإبادة جماعية»، ووصف قرار محكمة العدل الدولية بشأن غزة ب«الانتصار لكل الدول المساندة للقضية الفلسطينية»، مؤكداً دعم جنوب إفريقيا في تقديم دعواها إلى محكمة العدل الدولية ضد الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة.
المصدر: صحيفة الخليج