الرئيسية / مقالات رأي / ترامب: الصين أيضاً

ترامب: الصين أيضاً

الشرق اليوم- يبدو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والمرشح الجمهوري الأفضل حظاً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام يستعد لإحداث انقلاب كامل في السياسة الأمريكية في حال فوزه، في عودة إلى سياساته خلال رئاسته السابقة بين العامين 2017 -2021.

وإذا كان القلق بدأ يتجلى في الولايات المتحدة ذاتها تجاه قوانين الهجرة وبناء الحواجز مع المكسيك، والمخاوف من تصاعد المد اليميني الشعبوي، وفي الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي، من احتمال عودته إلى طرح شعار «أمريكا أولاً» بما يعنيه ذلك من تفكيك عرى التعاون عبر الأطلسي، والتخلي عن الأمن الأوروبي، والتوقف عن دعم أوكرانيا، والعودة إلى الحمائية التجارية، ودعم الأحزاب اليمينية الأوروبية، فإن الرئيس السابق عمد إلى توسيع بيكار العداء وصولاً إلى الصين، حيث لوّح من جديد بسلاح الرسوم الجمركية ضدها في حال فوزه.

في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، يوم الأحد الماضي، أشار إلى أنه يفكر حال انتخابه في فرض رسوم جمركية على البضائع الصينية بما يزيد على 6 في المئة.

وكان ترامب فرض خلال وجوده في البيت الأبيض رسوماً جمركية على بضائع صينية قيمتها مئات مليارات الدولارات في عامي 2018 و2019، وذلك في حرب تجارية مريرة بين أكبر اقتصادين في العالم. وقد أبقت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن على الرسوم الجمركية، وأضافت قيوداً جديدة تحظر تصدير أشباه الموصلات المتطورة والمعدات اللازمة لتصنيعها بسبب مخاوف أمنية.

إن العودة إلى فرض رسوم جمركية جديدة في حال فوز ترامب يعني أن الحرب التجارية بين البلدين سوف تشتد، والعلاقات بينهما سوف تشهد انهياراً متزايداً قد ينعكس سلباً على مجمل العلاقات بينهما في ما يتعلق بأزمة تايوان وبحر الصين الجنوبي، ومنطقة المحيط الهادئ.

إن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة في حال تفاقمت لن يكون تأثيرها في البلدين فحسب، بل ستكون خسارة للعالم بأسره. ووفقاً لأليساندرو نيكيتا الخبير الاقتصادي في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، فإن معظم كلفة الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين تؤثر في المستهلكين والشركات الأمريكية «لأنهم من سيدفعون الرسوم الجمركية عبر ارتفاع الأسعار»، كما أن الرسوم التي وضعت حتى منتصف عام 2019 وفق «الأونكتاد» كلّفت الصين أيضاً قرابة 35 مليار دولار.

وتقول باميلا كوك هاميلتون، مديرة التجارة الدولية والسلع في «الأونكتاد»: «إن الحرب التجارية الخاسرة لا تضر فقط بالمتنافسين الرئيسيين، بل تهدد الاقتصاد العالمي والنمو في المستقبل».

ومع ذلك، ورغم فرض رسوم جمركية أمريكية على السلع الصينية، فقد أفادت التقارير الاقتصادية بتسجيل نمو كبير في التجارة مع الصين، إذ أظهرت البيانات الرسمية الأمريكية، أن التجارة بين البلدين سجلت رقماً قياسياً عام 2022 بلغ 69.6 مليار دولار.

لكن في حال عمد ترامب إلى فرض رسوم جديدة، فإن الصين سوف ترد بإجراءات مماثلة كما حصل قبلاً، وذلك لن يكون في مصلحة الجانبين، بل إن الحرب التجارية سوف تؤدي إلى مزيد من تأزم العلاقات.

المصدر: الخليج

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …