الشرق اليوم– في هذه الفترة من السنة، تزيد معدلات انتشار الفيروسات، ومعها ترتفع نسب الإصابة بالأمراض المرتبطة بها. التهابات الأذن من المشكلات الشائعة أيضاً في هذه الفترة من السنة.
توضح طبيبة أمراض الأنف والاذن والحنجرة في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية الدكتورة رنا بركة، أنّ التهابات الأذن الوسطى هي الأكثر شيوعاً حالياً وتأثيراً على الأطفال بشكل خاص. وتدعو إلى تنبّه الأهل إلى هذه الحالة وتداعياتها على الطفل.
ما أكثر أنواع التهابات الأذن شيوعاً في هذا الموسم؟
تُعتبر التهابات الأذن الوسطى الأكثر شيوعاً في هذه الفترة من السنة، وتؤثر بشكل خاص على الأطفال، لاعتبار أنّ استمرارها يمكن أن يؤدي إلى التأخّر في النطق والمشكلات المرتبطة به. علماً أنّ الفئة العمرية الأكثر تأثراً بالتهاب الأذن الوسطى تراوح بين عمر السنتين والثماني سنوات. أما بعد هذه السنة فيكون نمو قناة أوستاكي المسؤولة عن تهوئة الأذن، بحيث يخف خطر التعرّض لالتهاب الأذن الوسطى ويكون أخف وطأة في حال الإصابة به. لكن من الضروري التنبّه إلى الحالة بشكل خاص في المرحلة التي يتعلّم فيها الطفل النطق، حتى لا يكون لها تأثير عليه. وفي حال التأخير في النطق من الضروري إجراء فحص الأذن والسمع، لأنّ هذا ما قد يساهم في تأخير النطق في هذا العمر الدقيق.
هذا وتشير بركة، إلى أنّه في هذه الفترة من السنة نتيجة انتشار الفيروسات واحتمال التقاط العدوى، يمكن التعرّض لالتهاب في الأذن نتيجة الإصابة بحالة رشح، ما يسبّب ضغطاً زائداً عندما يمتلئ هذا الموضع بالماء، ويزيد احتمال التعرّض لبكتيريا مسببة للالتهاب.
ما الأعراض التي يمكن أن تنتج من التهاب الأذن الوسطى؟
-الوجع في الأذن
-الاحمرار في الاذن
-السماكة الزائدة في الأذن
-ارتفاع الحرارة.
يترافق التهاب الأذن الوسطى لدى الطفل مع هذه الأعراض. ومن الضروري أن يتنبّه لها الأهل، ويستشيروا الطبيب الذي يمكن أن يكشف الحالة في الفحص العيادي ويصف المضاد الحيوي. علماً أنّه من الممكن أن يكون الطفل مصاباً بالرشح قبلها، كما يمكن ألاّ يسبقها رشح، إذ أنّه من الممكن أن تمتلئ الأذن بالماء لفترة طويلة ولا يحصل ذلك بشكل مؤقت بسبب الالتهاب. أما المضاد الحيوي فيمكن أن يعالج الالتهاب والأعراض، لكن من الممكن أن يستمر تجمع الماء فيها للمدى البعيد، حتى إذا زالت الأعراض الناتجة من الالتهاب.
ما تداعيات تجمّع الماء خلف الأذن على إثر الالتهاب؟
في سن صغيرة، يؤثر التهاب الأذن وتجمّع الماء على قدرة الطفل على السمع، وبالتالي القدرة على النطق أيضاً. من هنا أهمية مراقبة الحالة طوال ثلاثة أشهر، وإذا تبين أنّها تؤثر على القدرة على السمع، تدعو التوصيات إلى تقييمها والتأكّد ما إذا كان تجمّع الماء وراء الأذن يؤثر في القدرة على السمع، فيُتخذ قرار إجراء عملية لوضع أنابيب لتصريف الماء والحدّ من أثره على السمع. مع الإشارة إلى أنه تغيّرت المعايير التي تُجرى على أساسها العملية، والتي كانت تُجرى على أساس تكرار الالتهابات في الأذن أربع مرات أو خمس. لكن لم يعد من المحبذ الاعتماد على هذا التقييم بل نتيجة تأثر القدرة على السمع.
وتشير بركة إلى أنّ العملية بسيطة وتُجرى بالاعتماد على التخدير بالقناع، حتى يتمّ فتح طبلة الأذن بشق صغير فيها.
ومن الممكن أن تقع الأنابيب بعد العملية خلال ستة أشهر إلى سنة. لكن إذا حصل ذلك وعاد وتجمّع الماء فيها، تُجرى العملية من جديد وفي الوقت نفسه عملية اللحمية، لأنّها قد تساهم في المشكلة أيضاً.
هل لتعرّض الأذن للماء علاقة بالتهاب الأذن؟
ليس للاستحمام او لتعرّض الأذن للماء من الخارج أي علاقة بالتهاب الأذن أو لتجمّع الماء فيها. حتى أنّه ليس مطلوباً تسكير الأذن بالسدادات المطاطية عند الاستحمام لحماية الأذن الوسطى كما يعتقد البعض. لكن لا تنكر بركة أنّ الأذن تكون حساسة ومؤلمة في هذه الفترة، ما يستدعي المزيد من الحرص والمراقبة.
المصدر: النهار العربي