الشرق اليوم- بعد مفاوضات استمرت حوالي 20 شهراً بين كل من تركيا من جهة وحلف الأطلسي والسويد من جهة أخرى، وافق البرلمان التركي بأكثرية 287 صوتاً مقابل 55 صوتاً على طلب انضمام السويد إلى حلف الأطلسي. لكن هذه الموافقة تنتظر توقيع الرئيس رجب طيب أردوغان خلال 15 يوماً لنشرها في الجريدة الرسمية، وبعدها يمكن القول إن الصفقة اكتملت.
كان الرئيس التركي اشترط موافقة بلاده على انضمام السويد، بوقف الأنشطة الإرهابية المعادية لبلاده على أراضيها، والمقصود «حزب العمال الكردي» و«منظمة عبدالله غولن»، إضافة إلى حصول تركيا على طائرات «إف 16» الأمريكية.
وإذا كانت السويد لبّت شروط تركيا بشأن جماعات المعارضة على أراضيها، فإن الشرط المتعلق بصفقة الطائرات لم يتم إنجازه بعد، حيث يعرقلها الكونغرس الأمريكي لأسباب سياسية تتعلق بسياسات أنقرة تجاه الأكراد وحقوق الإنسان، رغم أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية أبديا رغبة بتزويد أنقرة بهذه الطائرات التي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار.
لذلك، فإن هذه المقايضة بين الموافقة على انضمام السويد والحصول على طائرات «إف 16» تراوح بين ثلاثة سيناريوهات، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان أردوغان سوف ينتظر وزارة الخارجية الأمريكية لإخطار الكونغرس رسمياً بتسليم الطائرات إلى تركيا. وخلال ال 15 يوماً إما أن يوقع أردوغان على قرار البرلمان حيث يمكن القول إن الصفقة اكتملت، وإما أن يقرر انتطارالإخطار الرسمي بصفقة الطائرات من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، وبعدها يوقع أردوغان على قرار البرلمان، وإذا انتهت فترة ال 15 يوماً من دون أن يوقع، عندها يعيد الرئيس التركي مشروع القانون إلى البرلمان للتصويت مرة أخرى، أي العودة إلى المربع الأول.
رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون رحب بمصادقة البرلمان التركي على انضمام بلاده إلى حلف الأطلسي قائلاً: «نحن الآن على بعد خطوة واحدة كي نصبح عضواً كاملاً في الناتو»، فيما دعا أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ المجر إلى الاقتداء بتركيا «في أقرب وقت ممكن»، وقال البيت الأبيض، إن السويد ستجعل الحلف «أكثر أماناً وقوة»، بدورها اعتبرت ألمانيا أن انضمام السويد «سيعزز حلف الأطلسي». يذكر أن المجر تعارض أيضاً انضمام السويد إلى الحلف، لكن الرئيس المجري فكتور أوربان وجّه رسالة إلى ستولتنبغ قبل يومين أشار فيها إلى دعم انضمام السويد، لكنه دعا نظيره السويدي لزيارة بودابست لمحاولة حل الخلافات بينهما، إلا أن وزير الخارجية السويدي توبيلس بيلستروم قال: «ما من سبب للتفاوض مع المجر بشأن العضوية».
اللافت أن موافقة البرامان التركي على انضمام السويد إلى حلف الأطلسي لم تُثِرْ حفيظة الكرملين الذي اعتبر ذلك بأنه «قرار سيادي»؛ لأن تركيا لديها «التزاماتها الخاصة في ما يتعلق بهذا التحالف، ولديها مسارات تفاوضية خاصة».
وإذا كان البعض يرى في موقف أنقرة عملية ابتزاز للولايات المتحدة وحلف الأطلسي، فإن ذلك لا ينفي أن العلاقات الدولية هي مصالح متبادلة، وتركيا تريد الاستفادة من موقعها وأهميتها بالنسبة للحلف.. لذلك فالكرة الآن في الملعب الأمريكي.
المصدر: صحيفة الخليج