الشرق اليوم- وجه السياسي العراقي المستقل عزت الشابندر، رسالة مفتوحة إلى قادة المكون الأكبر ونوابه وأصحاب اليد العليا في حكم العراق بعد العام 2003 جاء فيها:
بعد أكثر من مئة عام أعياكم فيها التهميش والذل والاضطهاد والظلم والسجون والقتل، قيّض الله لكم فرصةً كنتم تحلمون بأقلِّها فأصبحتم بنعمته حُكامًا غير محكومين وجلستُم في الأمام ومسكتم بالزمام وسكنتم قصور ومنازل الذين ظلموا، ولم يمر على ذلك الكثير حتى ضاق بكم المتضررون وجيّش وتآمر عليكم الأقربون والأبعدون لكي يستعيدونها منكم فما استطاعوا (ليس بفضلكم) إنما بفضل صبر وقتال واستبسال أولاد (الخايبة) نيابةً عنكم وذودًا عن مصالحكم، حتى إذا استقرت بكم الدنيا بمالها وزهوها وسلطانها، نسيتُم معاناة الأمس الطويل ونسيتُم معها الآخرة وأصبحت صلاتكم عادة ودينكم سلعة وغرقتم في وحل الحرام حتى اُذنيكم.
السادة أطراف الإطار تحية من جديد، بعد ما حصل في مجلس النخاسة (النواب) مساء السبت الفائت، وما سمعناه ورأيناه من قصص وصور يندى لها الجبين، أصبح جليًا بأن عدوكم ومن أجل انتزاع الحكم من بين أيديكم لا يحتاج الى قواعد عسكرية ولا بوارج ولا مليشيات ولا خوارج أو دواعش؛ إنما يكفيه أن يسيل لُعاب (أشرفكُم) على صناديق الشيطان الاخضر فتزحفوا اليها كالكلاب التي لا تشبع.
إنّ تصويتكم (شلّ الله أيديكم) لم يك للنائب شعلان الكريِّم، إنما كان لعودة النظام السابق ولمشروعٍ تجاهلتم خطورته وعميت بصيرتكم عن حقيقته طمعًا بما بين يدي صاحبه.
لا أعرف، وبعد هذه الفضيحة كيف تستطيعون البقاء في مواقعكم! وبأي وقاحة وصلَف تخجل منه حتى ذوات الأعلام ستخرجون إلى الشارع وتخطبون وتعِضون الناس بالفضيلة والوطنية والشرف، وكيف تعودون إلى طاولة الحوار لكي تقررون؟
سبحان ربي الأعلى؛ الفريق الذي مهّد وروج للكاظمي هو ذات الفريق الذي باع ضميره ودينه مساء السبت الاسود.
عزت الشابندر
الثلاثاء – 16/1/2024