الشرق اليوم– أظهر تقرير أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي قام بصرف ما يُقارب ربع إجمالي الأموال التي أُنفقت من قِبل صناديق الثروة السيادية حول العالم خلال العام الماضي، حيث بلغت هذه الأموال حوالي 124 مليار دولار.
وبلغ إنفاق صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي للمملكة) 31.5 مليار دولار في عام 2023 من إجمالي 123.8 مليار دولار لجميع صناديق الثروة السيادية في العالم، وفقا لتقرير سنوي أولي لمنصة غلوبال إس.دبليو.إف التي تتبع أنشطة صناديق الاستثمارات السيادية في العالم.
وساعد الأداء القوي في البورصات العالمية العام الماضي على تسجيل نمو قياسي للأصول التي تديرها صناديق الثروة السيادية في أنحاء العالم بلغ 11.2 تريليون دولار.
وقال التقرير إن إجمالي الإنفاق السيادي على تحول الطاقة – وهو ما يشمل جميع النواحي بداية من الهيدروجين الأخضر إلى تعدين الليثيوم- بلغ أيضا مستوى قياسيا عند 25.9 مليار دولار في عام 2023.
ومع ذلك فإن إجمالي إنفاق صناديق الثروة السيادية العام الماضي كان أقل من 21% عنه في عام 2022.
وقال دييغو لوبيز، المدير الإداري لغلوبال إس.دبليو.إف، في التقرير “ربما يشير هذا إلى نهج بالغ الحذر، إذ لا يوجد لدى هذه المؤسسات نقص في رأس المال الذي يمكن تشغيله”.
وتراجعت استثمارات صندوق جي.آي.سي السيادي السنغافوري، الذي سجل أكبر إنفاق بين صناديق الثروة على مدى السنوات الست الماضية، 48% في عام 2023، على الرغم من تدفق 144 مليار دولار من البنك المركزي في البلاد.
وأظهر التقرير أن الصناديق الخليجية تمكنت من زيادة هيمنتها في إبرام الصفقات، إلى حد كبير على حساب الصناديق الكندية والسنغافورية. وتسجل الصناديق الخليجية الآن ما يقرب من 40% من استثمارات صناديق الثروة السيادية.
وتحظى البيانات التي تقدمها منصات مثل غلوبال إس.دبليو.إف بمتابعة عن كثب، إذ لا تصدر جميع الصناديق السيادية تقارير سنوية، كما أن خمسة من أكبر عشرة صناديق لا تكشف عن إجمالي الأصول الخاضعة لإدارتها.
- الألعاب والرياضة –
لم يكشف تقرير غلوبال إس.دبليو.إف عن الاستثمارات الفردية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، لكن الإنفاق السخي للصندوق على رياضتي كرة القدم والغولف أحدث ضجة في عالم الرياضة.
وفي يونيو حزيران، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن صندوق الاستثمارات العامة سيسيطر على أربعة من أكبر أندية كرة القدم في المملكة، وهي الاتحاد والأهلي والهلال والنصر الذي يقود فريقه كريستيانو رونالدو.
كما فاجأت المملكة عالم رياضة الغولف في الشهر نفسه بالإعلان عن اتفاق اندماج ثلاثي بين رابطة لاعبي الجولف المحترفين ومقرها الولايات المتحدة وجولة موانئ دبي العالمية (دي بي وورلد تور) وليف غولف المنافسة المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي. ولم يتم الانتهاء بعد من هذا الاندماج.
وبعيدا عن الإنفاق السخي على الرياضة، كانت أكبر استثمارات المملكة في قطاعات أخرى، وجاء 42% من الإنفاق في الداخل.
وشملت عمليات الشراء الكبيرة إنفاق 4.9 مليار دولار للاستحواذ على شركة الألعاب الأميركية سكوبلي، و3.6 مليار دولار لشراء قسم تأجير الطائرات في ستاندرد تشارترد، و3.3 مليار دولار لشراء شركة (حديد) لصناعة الصلب.
وقال لوبيز “يُظهر تنوع الصفقات النطاق والتوسع غير المسبوق لصندوق الاستثمارات العامة والشركات التابعة له، والتي تشكل شبكة واسعة للحصول على أي قيمة إضافية لرؤية السعودية 2030″، في إشارة إلى خطة التحول الاقتصادي للمملكة.
ويسلط تقرير غلوبال إس.دبليو.إف الضوء أيضا على خطط الصندوق لإطلاق شركة طيران وعلامة تجارية للسيارات الكهربائية. كما أشار التقرير إلى أن الصندوق يمتلك حصة بقيمة 8.1 مليار دولار في شركات أكتيفيجن بليزارد وإلكترونيك آرتس وتيك تو، في إطار خطط لجعل المملكة مركزا للألعاب الإلكترونية.
وفيما يتعلق بالعام 2024، توقعت غلوبال إس.دبليو.إف أن تتجاوز أصول جميع المؤسسات الاستثمارية المملوكة للدولة -بما في ذلك صناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية وصناديق التقاعد- المستوى القياسي السابق المسجل في عام 2021 عندما بلغت أصول خاضعة مدارة 50.8 تريليون دولار.
المصدر: رويترز