الرئيسية / مقالات رأي / حروب 2023 أكبر تحدٍ لأميركا في 2024

حروب 2023 أكبر تحدٍ لأميركا في 2024

بقلم: سميح صعب- النهار العربي
الشرق اليوم– من غزة إلى أوكرانيا والسودان، ثلاث حروب ساخنة. وفي بقية أنحاء العالم عشرات النزاعات التي تمضي بوتيرة أقل عنفاً، بينما هناك عدد كبير من التوترات التي تلف بقاعاً مختلفة من العالم.

هذا ما كان في عام 2023، وعلى الأرجح سيستمر في العام 2024، ما يضع العالم على فوهة فوضى عالمية. وتبقى العين على الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بين الرئيس جو بايدن الذي يسعى إلى ولاية ثانية، والرئيس السابق دونالد ترامب الذي يبقى الأوفر حظاً في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري على رغم المشاكل القانونية التي يواجهها.

ويخشى مراقبون أن تنتهي هذه الانتخابات بتعميق حدّة الانقسامات السياسية والثقافية بين الأميركيين، في تكرار ربما يكون أكثر سوءاً مما جرى عام 2020، عندما رفض ترامب الاعتراف بفوز بايدن ولا يزال مصراً حتى الآن على أنّ الانتخابات “سُرقت” منه. والانقسام الداخلي الأميركي ينعكس على مكانة الولايات المتحدة في العالم ويُضعف من جهودها لتنفيذ سياساتها في الخارج.

ولكلٍ من بايدن وترامب رؤيته لقضايا العالم ومشاكله. ومعروف أنّ الرئيس السابق يتبنّى شعار “أميركا أولاً” وخاض “حروباً تجارية” حتى مع حلفاء الولايات المتحدة، ناهيك عن الصين. إنّ احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض تؤرق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ الآن.

وعلى رغم التأثير القوي للولايات المتحدة في مسار السياسات العالمية، إلاّ أنّ عام 2023، شهد أحداثاً ربما تجاوزت نطاق “الضبط الأميركي” للأحداث، على غرار اندلاع الحرب في السودان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” في 15 نيسان (أبريل) الماضي، وهي لا تزال مستمرة حتى الآن بوتيرة قوية، وتسببت بمقتل أكثر من 12 ألف شخص وتشريد نحو 7 ملايين آخرين وتنفيذ عمليات تطهير عرقي وجرائم ضدّ الإنسانية.

وأخفقت واشنطن في حمل البرهان وحميدتي على وقف النار والعودة إلى طاولة الحوار، لتجنيب السودان مزيداً من الكوارث الإنسانية.

وبعد ستة أشهر من الحرب السودانية، اندلعت الحرب في غزة، والتي تهدّد باشتعال إقليمي واسع في حال لم يضغط بايدن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب التي تُعتبر الأعنف في هذا القرن، وأسفرت عن سقوط نحو 22 ألف مدني معظمهم من الأطفال والنساء، ونزوح 85 في المئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في ظروف إنسانية لا يمكن أن توصف، مع انتشار الجوع والأمراض المعدية بين النازحين الذين اضطروا إلى النزوح أكثر من مرة.

إنّ وقف حرب غزة هو أكبر تحدٍ يواجهه بايدن منذ دخوله إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني (يناير) 2021، وعلى طريقة تعاطيه مع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، يتوقف الكثير من احتمالات تحسين شعبيته قبل الانتخابات.

ولا تزال الصين قضية أساسية بالنسبة لبايدن، الذي يعتبر أنّ التهديد الاستراتيجي للولايات المتحدة يأتي من هناك، وأنّه بمقدار ما تستطيع أميركا الاحتفاظ بنفوذ سياسي وعسكري واقتصادي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، يمكن لها أن تستمر في قيادة النظام العالمي الذي نشأ على أنقاض الاتحاد السوفياتي قبل أكثر من 33 سنة.

إنّ الصراعات والتوترات التي انتقلت من عام 2023 إلى عام 2024، لا يمكن الاستخفاف بمدى تأثيرها على صياغة تحالفات ومحاور دولية جديدة، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية.

ولا تنظر الولايات المتحدة إلى صعود تكتلات منافسة للغرب، على غرار مجموعة “بريكس” التي وجّهت الدعوة إلى ست دول جديدة للانضمام إليها، بما يعزز هذا التكتل الذي يشكّل نحو ربع الناتج الاقتصادي العالمي.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …