الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
الشرق اليوم- كان العام 2023 عاماً مزدحماً بالتطورات وحافلاً بالأحداث المؤثرة على المستويات كافة، لكنّه في الوقت نفسه لم يشهد بعضاً من الأحدث التي كان يُتوقع أن تحدث خلاله.
“فكر في كل ما كان من الممكن أن يحدث ولكنه لم يحدث.. فكر في جميع النتائج التي كانت تعتبر محتملة، أو حتى غير محتملة ولكنها ممكنة، لكنها لم تسفر عن شيء”.
يحدد خبراء المجلس الأطلسي (مؤسسة بحثية غير حزبية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية) خمسة أحداث رئيسية “لم تحدث” في العام 2023، يمكن إيجازها على النحو التالي:
أولاً- لم يدخل الاقتصاد الأمريكي في حالة من الركود
لا يتمتع الاقتصاديون بسجل حافل في التنبؤ بالركود، ولم يكن العام 2023 استثناءً. في بداية العام، اعتقد عديد من المتنبئين في القطاعين العام والخاص بأن الركود العالمي “أمر لا مفر منه”.
ثانياً- لم تستخدم روسيا السلاح النووي في أوكرانيا
قبل عام واحد، عبر عديد من المحللين عن قلقهم من احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية في أوكرانيا في وقت ما من العام 2023. ومن حسن الحظ أن العام قد مر ومضى دون نفحة من الذرات المنقسمة.
التقرير أرجع ذلك إلى سببين رئيسيين، أولهما الهجوم المضاد الذي شنته كييف خلال العام، والثاني ما وصفه بـ “الخوف من رد فعل الولايات المتحدة”.
ثالثاً- لم تحدث حرب في تايوان
لم يخف الحزب الشيوعي الصيني رغبته في استخدام القوة لتحقيق “الوحدة” مع تايوان.. وبدا في بعض الأحيان كما لو أن عام 2023 قد يكون العام الذي أدت فيه التوترات المتصاعدة إلى إطلاق محاولة دخول بكين تايوان.
رابعاً: لم تمنع روسيا أوكرانيا من تصدير الحبوب
أثار قرار روسيا بالانسحاب من مبادرة حبوب البحر الأسود التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2023، مخاوف بشأن مستقبل الصادرات البحرية لأوكرانيا وتأثيراتها على أسواق المواد الغذائية العالمية. وسارعت عديد من الأصوات إلى اقتراح أسوأ السيناريوهات، مما أدى إلى تضخيم الروايات الروسية القائلة بأن لا شيء في البحر الأسود يمكن أن يحدث دون مشاركة روسيا أو على الأقل موافقتها.
ومع ذلك، وعلى عكس التوقعات، لم تحافظ أوكرانيا على صادراتها البحرية فحسب، بل قامت أيضًا بتوسيعها من خلال الممرات الإنسانية التي تم إنشاؤها عبر المياه الإقليمية لرومانيا وبلغاريا، بحسب التقرير.
خامساً- لم تدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حرب تجارية
بحلول نهاية أكتوبر 2023، كان من المقرر أن يتوصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى ترتيب دائم لتحرير التجارة الثنائية في الصلب والألومنيوم، وإزالة مليارات الدولارات من تعريفات “الأمن القومي” الأميركية على تلك المنتجات بموجب المادة 232.. لم يحدث ذلك.
وكان التفاوض على هذا الترتيب بموجب نظام مؤقت مدته عامين، والذي بموجبه دخلت مستويات تاريخية من الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة معفاة من الرسوم الجمركية، وعلق الاتحاد الأوروبي رسومه الجمركية الانتقامية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات على منتجات أميركية أخرى.
وقد أدى هذا النظام المؤقت إلى تهدئة حرب تجارية محتملة وإجراءات تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية. إن عدم التوصل إلى ترتيب في أكتوبر يهدد بإعادة فرض رسوم جمركية أميركية بمليارات الدولارات بموجب المادة 232 ورسوم جمركية انتقامية من الاتحاد الأوروبي واحتمال تصعيد الحرب التجارية.
المصدر: CNBC
