الشرق اليوم- انتزع جيرونا انتصاراً تاريخياً على حساب جاره الكبير برشلونة بنتيجة 4-2، وذلك في إطار مُنافسات الدوري الإسباني. حقق جيرونا انتصاره الأول في التاريخ على حساب برشلونة، وستبقى المُباراة بتقلبات أحداثها عالقة في أذهان عُشاق النادي للأبد. تعرض برشلونة للهزيمة الأقسى هذا الموسم، وبالتأكيد فإن صدمة اليوم أكبر من صدمة خسارة الكلاسيكو أمام ريال مدريد بالنظر لفارق النتيجة وفارق المكانة بين المُنافسين. كشفت مُباراة اليوم بوضوح نقاط ضعف برشلونة بشكلٍ تام، وسيكون على تشافي الكثير من العمل خلال الفترة المُقبلة إذا أراد الخروج بالموسم لبر الأمان.
خرج مُتابعو اللقاء بعدة مُلاحظات فنية، نسرد بعضاً منها خلال السطور التالية: وصلت نسبة استحواذ لاعبي برشلونة على الكرة لحاجز 54 % على مدار دقائق اللقاء التسعين، وسددوا 31 تسديدة من بينهم 11 تسديدة على المرمى، ولكن ذلك لم يكن كافياً ! .
بدا واضحاً افتقار المنظومة الهجومية بقيادة روبرت ليفاندوفسكي للفعالية المطلوبة في اللمسة الأخيرة وهو أمر غير مُتوقع من خط أمامي عامر بالنجوم. وأظهرت إحصائيات المُباراة إضاعة ليفاندوفسكي فرصتين مُحققتين، ولم يُسدد على المرمى سوى تسديدتين (سجل منهما هدفاً)، فيما أضاع جواو فيليكس فرصة هدف مُحقق ولم يُسدد أي تسديدة سواء على المرمى أو خارجه !. وكان رافينيا هو أفضل عناصر الثلاثي الهجومي الأساسي فسدد على المرمى 4 تسديدات، وصنع هدفاً، وقدم تمريرة مفتاحية، ولكنه أضاع أيضاً فرصة هدف مُحقق.
واضطر تشافي في الدقيقة 65 لإشراك 3 لاعبين مرة واحدة وهم بالدي ولامين يامال وفيران توريس، وحركت التبديلات بعض المياه الراكضة في الثلث الأمامي. وقدم يامال خلال 25 دقيقة أداءً رفيعاً، وأكدت الإحصائيات قيامه بتقديم 4 تمريرات مفتاحية، وصنع أكثر من فرصة كادت أن تتحول لأهدافٍ لولا الرعونة في اللمسة الأخيرة. والمُتأمل في أرقام المُباراة يجد أن برشلونة سدد 11 تسديدة على المرمى سجل منهم هدفين بنسبة نجاح تبلغ 18 % تقريباً، فيما سدد لاعبو جيرونا 7 تسديدات على المرمى سجلوا منهم 4 أهداف بنسبة نجاح بلغت 57 % تقريباً.
دفاع هش وتناغم مُنعدم
قدم ثلاثي الدفاع أندرياس كريستنسن وجول كوندي ورونالد أراوخو مُباراة للنسيان، وأظهر لاعبو جيرونا قدرة كبيرة على ضرب الخط الخلفي للكتلان بسرعة تمريراتهم الذكية وحُسن تمركزهم ودقة اللمسة الأخيرة. جاء الهدف الأول بمثابة الصفعة على وجه دفاع برشلونة، فاللقطة بدأت بتمريرة بينية لتتواصل بلمسة دقيقة أوصلت مُسجل الهدف للشباك بسهولة مُلفتة. ولكن إذا أردنا تجسيد كل ما يُمكن أن يُقال عن سوء أداء الدفاع اليوم فيكفينا أن نُشير للهدف الثالث الذي فشل فيه أراوخو في التعامل مع كرة هوائية وهي نقطة قوته كما نعرف، لتتواصل المآساة الدفاعية بخطأ كارثي لجول كوندي فكان طبيعياً أن تسكن الكرة الشباك.
وجاء الهدف الرابع ليُتوج أداءً للنسيان من خط الدفاع لرجال المُدرب تشافي الذي سيكون عليه أيضاً تصحيح الأخطاء في هذا الملف قبل فوات الأوان. خسر برشلونة هذا الموسم على أرضه ضد مُنافسيه المُباشرين على لقب الليجا، وبالتأكيد سيخصم ذلك من طموح الفريق في الحفاظ على لقبه، وسيكون على تشافي ورجاله استعادة الاتزان سريعاً لقلب المُعطيات حتى لا تعود ذكريات المواسم الصفرية. تحية للمُجتهدين ولا يجوز بأي حال من الأحوال إغفال جمال الأداء الذي قدمه جيرونا خلال اللقاء، فقد أثبت الفريق المُجتهد هذا الموسم أن كرة القدم لا تتعلق دائماً وأبداً بالنجوم اللامعين، وأن على ساحة المجد لاتزال هُناك مساحة للمُثابرين ذوي الشخصية الطموحة.
قدم رجال المُدرب ميجيل سانشيز مُباراة للتاريخ، وانتزعوا لناديهم أول انتصار على كبير الكتلان، وتميز أدائهم الدفاعي والهجومي بالمثالية التامة. أظهرت الإحصائيات على سبيل المثال قيام الحارس باولو جازانيجا بـ 9 تصديات من بينهم 5 تصديات لكرات من داخل منطقة الجزاء، واستبسل خط الدفاع ومنظومة خط الوسط أمامه وجعلوا مهمة برشلونة صعبة. ومن جانب آخر قدم لاعبو الهجوم أداءً رفيعاً وفعالية كبيرة في اللمسة الأخيرة ليتمكنوا من ترجمة 7 تسديدات على المرمى لأربعة أهدافٍ في مرمى أبطال الليجا في ليلة لن تُنسى أبداً. المصدر: sport 360