الشرق اليوم– وصل رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الجمعة، إلى مدينة إكسبو في دبي، للمشاركة في أعمال مؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28)، وكان في استقبال الرئيس أمين عام الأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وشارك الرئيس بأعمال المؤتمر، وألقى خلال مشاركته كلمة، وتاليا أبرز ما جاء فيها:
- نتقدم بأطيب التحيات من العراق بلاد وادي الرافدين مهد الحضارات البشرية التي قدمت العلم والمعرفة والقانون فكانت أول أرض شرعت فيها القوانين مقترنة بإرثها الطبيعي المستمد من نهريها دجلة والفرات والذين أصبحا اليوم مهددين بالانحسار والجفاف بفعل تأثيرات عديدة من بينها التغير المناخي.
- العراق بلد قليل الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري إلا أنه من أكثر بلدان العالم هشاشة تجاه التغيرات المناخية، خصوصا في قطاع المياه والزراعة، إذ يواجه أزمة مائية شديدة الخطورة.
- ما نعانيه اليوم بفعل تراجع إيراداتنا المائية من دول المنبع وتأثير التغير المناخي وأساليب الري التقليدية أصبح يهدد ارث الحضارة وحاضرنا ومستقبل أجيالنا القادمة. وخير مثال على ذلك جفاف الأهوار في جنوب العراق المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي.
- تسببت أحداث الطقس المتطرفة في العراق من درجات حرارة قياسية وقلة التساقط المطري، في اتساع رقعة الجفاف والتصحر وتقلص الأراضي الزراعية وتدهور الأراضي وزيادة العواصف الترابية والرملية وخسارة الموارد الطبيعية وما نتج عنها من تحديات اقتصادية أدت إلى زيادة الفقر وزيادة معدل النزوح الداخلي والهجرة الخارجية.
- الصراع فيما يخص المياه ليس جديدا ووضع العراق كدولة مصب ليس نادرا.
- لضمان التوزيع العادل للمياه نرجو أن يشمل نقاشكم فيما يخص الخسائر والأضرار الحقوق العادلة لدول المصب لضمان أمنها المائي، فلا أمن غذائي دون أمن مائي.
- نشير إلى ما قام به أسلافنا في بلاد الرافدين حيث أوجدوا حلولا لهذه الإشكالية قبل 4500 سنة وذلك بعقد أول اتفاقية لتقاسم الموارد المائية عن طريق التفاوض.
- نحن اليوم نسعى لذلك على مستوى عالمي من خلال مجموعة من الاتفاقيات أخرها اتفاقية الحماية والاستخدام المستدام للمياه العابرة، والتي نعمل على اعتمادها وتفعيلها وبالسرعة الممكنة.
- يأتيكم العراق متأخرا إذ لم ينتمِ لاتفاقية المناخ إلا سنة 2009 وذلك بسبب إهمال النظام السابق للبيئة.
- إننا مصممون على المضي قدما وبخطوات متسارعة لكي نقوم بما يجب علينا.
- قدم العراق وثيقة مساهمته المحددة وطنيا NDC لتكون السياسة العليا الطموحة لزيادة المرونة تجاه تغير المناخ، والتي ترسم خططنا المستقبلية للتخفيف والتكيف وإنجاز أهداف التنمية المستدامة 2030.
- سيتم إعداد تقرير البلاغ الوطني الثاني للتغيرات المناخية والتقرير المحدث لكل سنتين والخاص بجرد الانبعاثات في العراق، وهو ما يعكس التزام العراق بمشاركته العالم بالتزاماته المناخية.
- اتخذت الحكومة العراقية إجراءات سريعة لتنفيذ مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، ولتقليل انبعاثات الغاز المصاحب في الإنتاج النفطي وإيقاف حرقه والاستفادة منه وصولا إلى تصفير انبعاثات الغاز المصاحب في عام 2030، وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة من منظومة الكهرباء من خلال تعزيز كفاءتها.
- نحن على ثقة بأن مخرجات مؤتمر دبي للمناخ ستكون شاملة ومتوازنة ومنصفة فيما يخص التقييم العالمي، والانتقال العادل، وصندوق الخسائر والإضرار، والهدف العالمي للتكيف مستندة الى مبدأ المسؤولية المشتركة لكن المتباينة وحسب القدرات والظروف الوطنية لكل دولة وبما يحقق الانتقال العادل والمنصف نحو الطاقة النظيفة المتجددة والمستدامة وزيادة مرونة التكيف مع التغير المناخي مع مراعاة حاجة البلدان النامية في الحصول على التمويل المناخي لبناء القدرات ونقل التكنولوجيا.
- – العراق والدول المجاورة له في الخليج على الخطوط الأمامية لمجابهة آثار التغيرات المناخية، حتى وإن استطاع العالم أن ينجز أهداف اتفاق باريس ويحد من زيادة معدل الحرارة إلى ما دون الدرجتين، إلا أن ارتفاع الحرارة خاصة على شواطئ الخليج سيتجاوز هذا الحد بعدة درجات.
- – نحن ومنذ الآن نعاني من ارتفاع درجات الحرارة، ومن العواصف الترابية، ومن شحة المياه، وكل هذه التغيرات لا تعترف بحدود الدول.
- – دولنا تعتمد في اقتصادها على الوقود الأحفوري، وهي فئة تأخذ اتفاقية المناخ ظروفها الخاصة بنظر الاعتبار.
- كل اإجراء يقوم به أي منا، سواء في مجال التخفيف أو مجال التكيف سيكون له أثر ايجابي يمتد الى الدول الأخرى. فلا خيار لدينا إلا أن نتضافر بجهودنا كي نواجه سوية وبكل إمكانياتنا أخطار التغير المناخي.
- ندعو دول الجوار في الخليج إلى بذلِ المزيدِ من الجهودِ للسعي معاً كمجموعة تفاوضية واحدة وبموقف موحد يبين صعوبة مستقبلنا المناخي للعالم ويسعى لضمان حقوق شعوبنا، وإقامةِ تجمّعٍ إقليمي يضم الدول المتشاطئة الثمان على الخليج وهي التي ستتعرض أكثرَ من غيرها لآثار تغيرات المناخ الخطيرة.
- في الختام، ندين الاعتداءات المستمرة على قطاع غزة ومواطنيها ونطالب المجتمع الدولي بالوقوف أمام هذا العدوان، ونكرر موقفنا من القضية الفلسطينية بالتأكيد على أن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير.