الرئيسية / مقالات رأي / مؤتمر رفع العتب || مؤتمر القمة العربية الإسلامية في الرياض

مؤتمر رفع العتب || مؤتمر القمة العربية الإسلامية في الرياض

بقلم: أحمد العربي- ملتقى العروبيين
الشرق اليوم– هل نتجنى على قادة الدول العربية والاسلامية وهم يقفون عاجزين أمام المجزرة الجماعية المستمرة منذ أكثر من شهر بحق أهلنا في غزة…؟!.

اولا: لم يكن غريبا أبدا ولا غير متوقع ان يحصل هجوم المقاومة الفلسطينية في غزة على الكيان الصهيوني الذي مارس جميع انواع القتل والتدمير والاعتقال لاهلنا في فلسطين، الضفة الغربية وغزة، ويضاف اليها حصار خانق مع تواطؤ دولي وعربي على ذلك يجعل حياة أهلنا في غزة في جحيم. ويقدم مبررا مضافا للمقاومين ليهاجموا العدو مستخدمين كل الإمكانيات المتاحة. فهم يرون ان فلسطين مغتصبة وان شعبها مشرد ومظلوم وله حقوق يتعامى عنها العالم منذ حوالي ثمانية عقود…

ثانيا: كان مفاجئا للكيان الصهيوني وللعالم كله. حجم الفعل البطولي من المقاومين، كانوا كابوسا على الكيان الصهيوني وجيشه واستخباراته. لقد ضرب صورة الكيان عن الجيش الذي لا يقهر. وظهر انه نمر من ورق. جنود جبناء و قادة مرتبكين.

لقد سقطت صورة الجيش الصهيوني وأصبح يحتاج لحروب كثيرة ينتصر بها ليرمم ما فعل به مقاومي طوفان الأقصى الابطال . ..

ثالثا: اعتمد الكيان الصهيوني على الرد العنيف باقصى ما يملك من سلاح وحقد بدعم امريكي غربي مطلق. كان الرد بالتدمير الشامل لغزة وقتل كل من تصله أسلحتهم من أطفال ونساء ومدنيين. تدمير كل المرافق مستشفيات ومدارس ومخابز. ..الخ.

كل شيء… بكل معنى الكلمة…

كما قرر الكيان الصهيوني الاستفادة مما حصل بدفع أهلنا في غزة للهجرة خارج غزة بلجوء جديد الى مصر او الاردن …

رابعا: لقد كان هناك قبول دولي لردة فعل الكيان الصهيوني في الأيام الاولى. خاصة انه الكيان المدلل عالميا. هذا غير الماكينة الإعلامية الدولية التي تناصر الكيان كل الوقت. لكن ما ان مضت ايام وظهر درجة التدمير والقتل والتشريد والتنكيل بأهلنا في غزة حتى بدأ يتشكل رأي عام عالمي مناهض للكيان الصهيوني و أفعال الابادة الجماعية التي قام بها. خرجت المظاهرات بمئات الالاف في كل العواصم الاوربية وفي امريكا. وتكررت بشكل دوري. بعض دول أمريكا الجنوبية استدعت سفراءها المعتمدين عند الكيان الصهيوني. وبعضها قطع العلاقات. .

خامسا: استمرت أمريكا والغرب في الفترة الاولى تدعم أعمال الكيان الصهيوني. وتؤمن له المدد المالي والسلاح والغطاء الدولي. وظهرت الادارة الامريكية أكثر تصلبا من الكيان الصهيوني. احضرت حاملات طائراتها الى المنطقة مهددة بأنها ستدخل لردع أي طرف يريد ان يواجه الكيان الصهيوني. أما ردود فعل الدول العربية فلم يتجاوز التنديد بالعنف “الغير مبرر” للكيان الصهيوني. مع رفض مطلق من مصر والأردن لقبول التهجير وعدم استعدادهم لاستقبال موجة لجوء جديدة…

الجماهير العربية خرجت حيث سمحت لها الانظمة لتندد بفعل الصهاينة بحق اهلنا في غزة.

سادسا: مضت الايام والاسابيع على المجزرة المستمرة بحق اهلنا في غزة. ولسان حال الانظمة العربية والاسلامية يطالب بإيقاف العدوان والتنديد بالمجازر. والمطالبة بالسماح لدخول الماء والغذاء والدواء إلى أهلنا المحاصرين والواقعين تحت الابادة الجماعية في قطاع غزة، ولا تجاوب من الكيان. وأكثر ما فعله الغرب هو مطالبة الكيان الصهيوني بهدنة انسانية لساعات والسماح لدخول بعض الشاحنات الغذائية التي لا تساوي قطرة من بحر حاجات اهلنا هناك.

سابعا: حددت أمريكا والغرب والكيان الصهيوني ما يريدونه من معركة الإبادة على أهلنا في قطاع غزة: طالبوا باسترداد الأسرى المحتجزين لدى المقاومة. وطالبوا بحماية الأجانب وخاصة الامريكيين والاوربيين الموجودين في غزة ليخرجوهم من هناك. و اعلنوا حربهم على المقاومة وأنهم يستمرون بحربهم حتى يستأصلوها سياسيا وعسكريا. وهم يقصدون حماس والجهاد الإسلامي بشكل أساسي. والممارسة العملية لقوات العدو هي قصف غزة وقتل أهلها و دفعهم للجوء الى جنوب القطاع ومن هناك لعلهم يجبرونهم بالخروج من القطاع في نكبة جديدة.

ثامنا: لقد كان لأداء المقاومة المتميز والناجح والموجع للكيان الصهيوني دورا في مزيد من ارباك الكيان الصهيوني واظهار عجزه عن اي نجاح ميداني حقيقي. سوى التدمير والقتل لاهلنا العزل في القطاع. دمّر المقاومين أكثر من مئة وخمسين آلية وقتلوا أكثر من ٣٦٠ ضابط وجندي صهيوني. هذا غير المأسورين الذين يصلون الى ٢٥٠ إنسان وجندي صهيوني.

يتمدد الكيان الصهيوني بآلياته في القطاع ببطء ليجد المقاومين ينتظرونه ليدمروه. ولا تقدم للكيان على الارض ابدا …

تاسعا :بعد مضي اكثر من شهر على طوفان الاقصى وأن المقاومين مستمرين بصمودهم أعمالهم البطولية. والكيان الصهيوني مستمر في حرب الإبادة الجماعية على أهلنا في القطاع. دعت السعودية الى مؤتمر عربي اسلامي للتداول في قضية الاعتداء على قطاع غزة:

التقوا و القوا كلماتهم وبرّأوا ذممهم ورحلوا إلى بلدانهم…

كلماتهم كلهم توقفت عند حق الفلسطينيين بدولة على جزء من فلسطين كما قرر مجلس الأمن منذ ثمانية عقود. وطالبوا بفتح المعابر لدخول الماء والغذاء والدواء. وطالبوا بوقف القتل والتدمير بحق أهلنا في قطاع غزة…

صراحة طالبوا بكل مانتمناه لأهلنا هناك…

عاشرا: نعم كانت مطالبة زعماء العرب والمسلمين متطابقة مع مطالبة ملايين العرب والمسلمين الذين خرجوا الى الساحات والشوارع تطالب بحقوق أهلنا في غزة و فلسطين ورفع الظلم والقتل عنهم. لكن ما هي التصرفات الرادعة التي من الممكن أن يقوم بها هؤلاء القادة والزعماء وهم قادرون عليها. بالطبع حتى تجبر الكيان الصهيوني ان يوقف اعتدائه وأن يعطي الحقوق للفلسطينيين في غزة والقطاع.

قادرون على :

قطع العلاقات الدبلوماسية: هناك دول منهم على علاقة دبلوماسية مع الكيان الصهيوني وفق معاهدات سلام منها مصر والأردن والبحرين والإمارات .. يستطيعون سحب السفراء والتهديد بقطع العلاقات مع ما يتبعه مع قطع أي علاقة اقتصادية تجعل الكيان الصهيوني ينصاع عندما يجد مصلحته في خطر…

ينطبق ما قلناه عن الدول العربية على كثير من الدول الإسلامية التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني…

لم يحصل حتى التهديد بذلك من قبل كل قادة الدول…

إذن هي قمة رفع العتب وتبرئة الذمة أمام شعوبها والعالم. …

حادي عشر: كان حضور رأس النظام السوري في القمة غريبا فيما طرحه ، فقد أعاد توعيتنا بالقضية الفلسطينية وأن المطلوب ان نعالج القضية الفلسطينية من جذورها… نعم وماذا عن الضحايا الذين يقتربون من الاثنا عشر ألف بعد أكثر من شهر على استباحة قطاع غزة. وماذا عن تدمير القطاع وتشريد أهله… ثم من المضحك المبكي انه لم يذكر الجولان السوري المحتل ولو من باب أن ارضنا المحتلة لن ننساها ولو أنه لا يعمل كنظام لتحريرها…

يعلم رأس النظام السوري انه اجرم بحق الشعب السوري أكثر بمئات المرات مما فعله الصهاينة بحق أهلنا في القطاع وفي فلسطين كلها. لذلك اعتمد على نظرية من كان بيته من زجاج فلا يرشق الآخرين بالحجارة…

ثاني عشر: كان حضور الرئيس الإيراني في المؤتمر مختلف، هذا الدعي أخذ من الوقت في التحدث حوالي النصف ساعة. وكل القادة الآخرين لم يتجاوزوا العشر دقائق بما فيهم محمود عباس الذي تكلم عشر دقائق وأعاد سرد واقع المواجع الفلسطينية في القطاع والضفة الغربية…

المهم تصرف الرئيس الإيراني وكأنه صاحب الدار. أنهى كلمته “القدس لنا”. من انت حتى تقول ذلك. وانت في حقيقة الأمر لست الا مدعيا لم تقم لا انت ولا جيشك ولا مقاومتك الممانعة في لبنان والعراق واليمن. حيث هم قوة احتلال في بلادنا. لم يقدموا الا الجعجعة والصوت العالي والتهديد والوعيد كما فعل نصر الله.

الناس يموتون والبلاد تدمر والشعب الفلسطيني في القطاع ينتقل إلى طور جديد في اللجوء ورئيس النظام الإيراني يهدد ويتوعد سأفعل وأفعل…

ماذا تنتظر تفضل افعل ما يحب عليك طالما ادعيت ان القدس لك وأنك لن تسكت…

نعم لقد فعلت ايران اسوأ ما يمكن ان يحصل في بلادنا منذ أربعة عقود.

احتلوا لبنان وحولوها إلى دولة فاشلة منكوبة بلقمة عيشها وواقعها المأساوي.

وكذلك أصبحوا الحكام الحقيقيين للعراق بالتوافق مع الامريكان.

وكذلك نكبوا اليمن بوجودهم وحروبهم العبثية مع السعودية.

احتلوا سوريا تحت راية النظام بالتعاون مع روسيا قبل ثورة السوريين عام ٢٠١١م وبعدها، وحولوا سوريا لدولة فاشلة كانوا قتلة مسؤولين مع النظام وروسيا ومليشياتهم عن مليون شهيد سوري ومثلهم مصابين ومعاقين ومعتقلين ومغيبين قسريا. دمروا نصف سوريا هجروا الملايين نصف شعبها. وحولوها إلى دولة فاشلة محتلة مقسمة. ومعهم المحتل الأمريكي يحمي الانفصاليين الأكراد حزب العمال الكردستاني و الـ ب ي د في شرقي سوريا…

الحديث يطول وحال قطاع غزة قبل القمة العربية الإسلامية تماما كحاله بعدها. القادة جميعهم ناموا راضين عن أعمالهم، ضميرهم مرتاح.

إن أهلنا في قطاع غزة يموتون بكل راحة فلقد اجتمع القادة للتداول في قضيتهم. يافرحتهم … رحمهم الله…

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …