بقلم: عز الدين أبو عيشة – اندبندنت
الشرق اليوم- في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري كشف الجيش الإسرائيلي عن مقتل تسعة جنود من كتيبة غولاني أثناء توغلهم في قطاع غزة بواسطة ناقلة الجند “نامر”، بعد إصابة مدرعتهم بصاروخ مضاد للدبابات.
وفي إحاطة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أشار إلى أن المقذوف الذي تسبب في تدمير أحدث الآليات العسكرية المصفحة والتي صممت خصيصاً للحروب مع غزة، كان من نوع “ياسين 105” وهو سلاح صنع وطور في غزة.
خارق للدروع
من جهة حركة “حماس”، فهي الأخرى أكدت هذه المعلومة، ونشر جناحها العسكري “كتائب القسام” لقطات مصورة ترصد تدمير مقاتليها دبابات ومدرعات إسرائيلية باستخدام قذائف “ياسين 105” الخارقة للدروع.
وفي كل يوم يمر على العملية البرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة تعلن “حماس” في سلسلة بيانات أنها تدمر آليات عسكرية إسرائيلية متوغلة في ثلاثة محاور داخل القطاع، بواسطة قذائف “ياسين 105”. وقد اعترف هاغاري أن القتال شرس ويخوضون معركة ضارية للغاية.
وتعد قذائف “ياسين 105” سلاحاً أصله روسي لكن عناصر “حماس” أضافوا عليه تعديلات وطوروه في غزة وباتوا يصنعونه محلياً، وهو مقذوف صنع لتدمير العربات والمدرعات العسكرية.
مراحل التطوير
ومقذوف “ياسين 105” هو أحد أشكال قذائف “آر بي جي” المحمولة على الكتف، وشكل مطور من قذائف “تاندوم 85” التي استخدمتها “حماس” لأول مرة في القتال العسكري على غزة عام 2008.
وفي عام 2017 طورت أحدث نسخة محلية من قذيفة “تاندوم 85” وسمتها “ياسين 105”. ويقول القيادي في كتائب “القسام” رائد سعد إن التعديل الأخير على هذا السلاح غير معالمه وجعله فلسطينياً ومحلي الصنع، مشيراً إلى أن هذه التحسينات جعلت دقته وفعاليته أكبر، وبناء على التجارب فإنه أثبت فعاليته ضد المدرعات وألحق خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي.
أدخلت “حماس” قذيفتها الجديدة للخدمة في هذه الحرب، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ تم إسقاطها في بداية المعركة على دبابة من الجو بواسطة طائرة مسيرة، ولاحقاً بات السلاح يستخدم محمولاً على الكتف.
وبحسب القيادي الحمساوي سعد فإن هذا النوع من القذائف تم تصنيعه محلياً، و”ياسين 105″ له رؤوس حربية ترادفية هدفها زيادة قدرة القذيفة على تدمير المركبات المدرعة حتى تلك التي تمتلك دروعاً تفاعلية، كما أنه مزود بمواد شديدة الانفجار ويمثل أكبر تهديد للدبابات والمدرعات بجميع أنواعها، ويمكن استخدامه ضد التحصينات الخرسانية.
له رأسان
تتكون قذيفة “ياسين 105” من رأس تدميري مزدوج، وبه حشوتان، الأولى تخرق الجسم الخارجي للآلية العسكرية الفولاذية، والثانية تنفجر بداخلها ويطلق من مسافة أقصرها 100 متر، وأطولها 500 متر، لكن المدى المؤثر في حدود 150 متراً، وذلك وفقاً لحديث أستاذ العلوم العسكرية إسلام شهوان.
يقول شهوان إن “لهذه القذيفة قوة تدميرية عالية، وتستطيع أن تخترق الحديد الصلب بسمك 60 سنتيمتراً، على رغم أن وزنها خمسة كيلوغرامات، ويكون هذا السلاح أكثر تأثيراً كلما كانت المسافة التي تفصله عن الهدف أقرب”.
ويضيف “التقنيات الجديدة التي أدخلتها حماس على هذه القذائف جعلتها أكثر دقة ونجاعة، إذ صار بإمكان قذيفة تكلف ثلاثة آلاف دولار أن تدمر دبابة بقيمة ثلاثة ملايين دولار، لذلك أعتقد أن (ياسين 105) سلاح استراتيجي وبالإمكان استعماله في حرب المدن”.
إسرائيل دمرت المخازن
وبحسب ما أعلن عنه طرفا القتال، فإن “ياسين 105” دمر أفضل المدرعات الإسرائيلية “نامر”، التي أدخلها الجيش الخدمة في يوليو (تموز) الماضي. وقال عنها إنها ذات تصميم يتجنب العيوب، وهي مقاومة لاختراق الصواريخ المضادة للدبابات، وبها نظام دفاع نشط لاعتراض قذائف “آر بي جي” ومدفع رشاش ومدفع هاون ميكانيكي، وأنها بكلفة ثلاثة ملايين دولار.
وبحسب الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي فإن ناقلة الجند “نامر” صنعت خصيصاً للقتال في غزة، من أجل تفادي أخطاء العمليات العسكرية السابقة.
ويقول المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري إن المعركة في غزة غير تقليدية وصعبة، وإنهم تمكنوا من تدمير مخازن قذائف حماس الجديدة، كما أغلقوا فتحات أغلب السراديب “التحت أرضية” في شمال غزة، وسيطروا على مصنع تستخدمه الحركة لتجهيز مسيرات.