الشرق اليوم– أعلن البيت الأبيض عن ما وصفها بـ “أهم إجراءات اتخذتها حكومة أمريكية لتعزيز مواصفات السلامة في حقل الذكاء الاصطناعي”.
وأصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مرسوما رئاسيا تنفيذيا يلزم مطوري الذكاء الاصطناعي بإطلاع الحكومة على نتائج إجراءات السلامة.
ويضع ذلك الحكومة الأمريكية في قلب النقاش العالمي الدائر بشأن كيفية تنظيم حقل الذكاء الإصطناعي.
غير أن هذا الموقف هو ما كانت الحكومة البريطانية تأمل في تسمح القمة التي تستضيفها هذا الأسبوع في تبنيه.
ويبدأ اجتماع القمة، الذي يستمر ليومين، في الفاتح من نوفمبر/ تشرين الثاني، في بليتشلي بارك. وتأتي القمة ردا على القلق المتزايد من أن يؤدي التطور المتسارع في أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى مشكلات، أمثال: تطوير أسلحة بايولوجية أكثر فتكا، وهجمات إلكترونية أكثر تطورا وقدرة على شل المؤسسات المستهدفة.
ووصف المستثمر في حقل التكنولوجيا والخبير في الذكاء الاصطناعي، غاري ماركوس، في تصريح لبي بي سي، الإعلان الأمريكي بأنه طموح في أهدافه.
وقال إن “المرسوم الرئاسي الذي أصدره بايدن يضع سقفا أوليا عاليا. وهو مرسوم واسع يركز على كل من المخاطر الحالية و البعيدة المدى، بصلاحيات تنفيذية – على الرغم من أنها ربما لا تكون كافية-“.
وأضاف “أما القمة البريطانية فيبدو أن تركيزها محصور في المخاطر على المدى البعيد، من دون تركيز كاف على ما يجري حاليا، ولم تتوضح بعد قوة الإجراءات التي ستتمخض عنها، ولا مدى السلطة (التنفيذية) التي ستمتلكها”.
ويقول الباحث في تشاتام هاوس (المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية)، أليكس كراسودومسكي، لبي بي سي إن المرسوم الرئاسي يبين أن الولايات المتحدة تعتبر نفسها رائدة في كيفية التعامل مع مثل هذه التهديدات.
وقال نائب مدير الديوان في البيت الأبيض، بروس ريد، في بيان إن الولايات المتحدة أصدرت “أقوى إجراءات تتخذها حكومة في العالم لضمان السلامة في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وتتضمن الإجراءات:
-وضع معايير جديدة للسلامة للذكاء الاصطناعي، تلزم الشركات بإطلاع الحكومة على نتائج تجريب إجراءات السلامة
-حماية خصوصية المستهلك، عن طريق وضع إرشادات تتبعها الوكالات لتقييم تقنيات الخصوصية المستعملة في الذكاء الاصطناعي
-المساعدة في وقف تمييز الخوارزميات (اللوغاريتمات)، وتحديد الممارسات المفضلة في استعمال الذكاء الاصناعي في النظام القضائي.
-وضع برنامج لتقييم المخاطر المحتملة في استعمال الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، وتوفير مصادر تضمن استخدام العاملين في قطاع التعليم للذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة.
-العمل مع الشركاء الدوليين على تطبيق معايير الذكاء الاصطناعي حول العالم
وتتخذ إدارة بايدن أيضا إجراءات لدعم وتعزيز القوى العاملة في الذكاء الاصطناعي. فقد أصبح الباب مفتوحا أمام أصحاب الخبرة في الذكاء الاصطناعي للالتحاق بالوظائف الحكومية في قطاع الذكاء الاصطناعي.
ويقول كراسودومسكي إن المرسوم “مهم فعلا”، ولكنه “لا ينسجم بالضرورة مع الأهداف التي وضعتها قمة بريطانيا”.
ويضيف “يشير المرسوم إلى قمة بريطانيا. ولكنه يشير إليها ضمن تعزيز ريادة الولايات المتحدة في الخارج. ويؤكد أن الولايات المتحدة هي الفاعل الأكبر في المجال رفقة الصين، وأن الشركات الأمريكية تحديدا هي التي تدفع التكنولوجيا إلى الأمام”.
ويشير كراسودومسكي: “من الصعب تنظيم قمة صغيرة عن التكنولوجيا المتطورة، ولكن أعتقد أنه من أجل أن يكون لهذه التكنولوجيا أثر عالمي لابد من جهد كبير وتواصل مع الكثير من الدول عبر العالم”.
وتحضر نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس رفقة كبار المسؤولين في شركات التكنولوجيا قمة بريطانيا هذا الأسبوع لمناقشة السلامة في الذكاء الاصطناعي، وهي القمة الأولى من نوعها في العالم.
وستركز القمة، التي يترأسها رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك، على العمل على المخاوف المتزايدة بشأن آفاق التطورات غير المحدودة لأنظمة للذكاء الاصطناعي. وتحضر القمة أيضا رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وتحرص بريطانيا على أن تكون فاعلا عالميا في مجال تخفيف المخاطر التي يمكن أن تسببها هذه التكنولوجيا القوية.
ولكن الاتحاد الأوروبي على وشك إصدار قانون للذكاء الاصطناعي. وسبق أن وضعت الصين قواعد صارمة لاستعمال الذكاء الاصطناعي، والان أصدرت الولايات المتحدة هذا المرسوم بشأن الذكاء الاصطناعي أيضا.
وفضلا عن ذلك فإن مجموعة الدول السبع، على وشك التوصل إلى اتفاق، حسب وكالة رويترز للأنباء، بشأن قواعد العمل المشتركة للشركات العاملة في تطوير الذكاء الاصطناعي.
كل تلك النشاطات تدفعنا للتساؤل بشأن ما بقي فعليا للمناقشة في قمة بليتشلي بارك.
المصدر: BBC