الشرق اليوم– أدخلت حركة حماس في حربها الحالية المستمرة منذ نحو شهر مع إسرائيل أسلحة جديدة، لم تكن قد أعلنت عنها من قبل، ومن بين هذه الأسلحة “الطوربيد العاصف”، و”قنابل العمل الفدائي”.
وعلى حسابها بتطبيق “تلغرام”، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد حية للحظة لإنزال الطوربيد إلى المياه لتنفيذ، وقالت إن “جرى إطلاقه تجاه عدد من الأهداف البحرية المعادية”.
كما أعلنت استخدام عبوات “العمل الفدائي”، وذلك في أول تصريح رسمي عن امتلاك القسام مثل تلك العبوات الناسفة.
ما هو “الطوربيد العاصف”؟
وفق تقارير عسكرية، فإنه عبارة عن صاروخ يعمل تحت الماء ذاتي الدفع، ويتم إطلاقه إما من غواصة أو سفينة أو حتى من فوق الماء، وهو مصمم للانفجار عند ملامسة أسطح السفن أو الغواصات أو حتى بمجرد الاقتراب منها، لكن سرعته أقل بكثير من سرعة الصاروخ، إذ إنه يحمل رأسا ثقيلا من المتفجرات.
موجّه ومحلي الصنع، ويمكن إطلاقه إما من الغواصات أو السفن أو الجو، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية.
أطلقته الحركة بواسطة عناصر بشرية من مسافة قريبة من الشاطئ.
يُستخدم لإحداث انفجار في المياه، وحال انفجاره على مسافة قريبة من الهدف، فإن اهتزازات المياه تُلحق أضرارا كبيرة بالهدف.
يتحرك بسرعة كبيرة تحت الماء قد تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة بسبب محركه النفاث.
يعمل تحت أي ظروف مناخية، سواء في ظل العواصف أو ارتفاع أمواج البحر.
يصعُب اكتشافه قبل وصوله إلى المركبة المراد تدميرها.
ما هي مواصفات “الطوربيد العاصف”؟
“الطوربيد العاصف” يعد أحد أهم الأسلحة البحرية التي تمتلكها القسام، ويشكل خطرا حقيقيا على السفن الإسرائيلية، وقد يؤدي إلى إحداث خسائر بشرية ومادية كبيرة.
يصل إلى مدى يقدر بنحو 20 كيلومترا.
سرعته تصل إلى 40 عقدة، مما يسمح له بضرب الأهداف بسرعة.
يتمتع بدقة عالية في الإصابة.
يعتمد على نظام توجيه نشط يعمل بالأشعة تحت الحمراء، فيضرب أهدافه في ظل ظروف الضباب أو التلوث البحري.
يستطيع ضرب سفن البحرية الإسرائيلية، بما في ذلك سفن الحاويات والسفن الحربية، أو تعطيل حركة الملاحة البحرية الإسرائيلية، أو مهاجمة الأهداف البحرية الساحلية.
ماذا عن عبوات “العمل الفدائي”؟
خلال خطابه، أشار الناطق العسكري باسم كتائب القسام، “أبو عبيدة”، إلى أن تلك العبوات استخدمت خلال المعارك الحالية، من خلال وضعها من قبل أحد المقاتلين على آليات الجيش الإسرائيلي من المسافة صفر، ثم تفجيرها.
تلك العبوات عبارة عن نوع من العبوات الناسفة التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية في عملياتها ضد إسرائيل، وهي تتميز بأنها صغيرة الحجم وسهلة الحمل والتركيب، مما يجعلها سلاحا فعالا في العمليات التي تتطلب عنصر المفاجأة والسرعة.
عادة ما يستغل هذا النوع من العبوات أكثر أماكن الدبابة ضعفا، بهدف تفجيرها.
هذه العبوات تحتاج إلى تضحية كبيرة، لأن عملية التفجير تحتاج إلى الاقتراب من الآلية لمسافة قريبة جدا، وفق وسائل إعلام فلسطينية.
عبارة عن عبوة متفجرة تحدِث الانفجار، وجهاز تفجير يتسبّب في انفجار تلك العبوة.
تعمل عن طريق زرع العبوة في هدف معين، مثل مركبة عسكرية أو موقع عسكري، ثم يتم تفجيرها عن بُعد أو عن طريق الاقتراب منها.
يتم خلالها استهداف المركبات العسكرية الإسرائيلية أو مواقع عسكرية أو جنود الجيش الإسرائيلي.
“تطور نوعي”
يقول الخبير العسكري الروسي، فلاديمير إيغور، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “الطوربيد العاصف” يمثل تطورا نوعيا في القدرات البحرية لكتائب القّسام.
ويضيف أن الطوربيد يمنح عناصر حماس القدرة على ضرب أهداف بحرية بعيدة المدى بشكل دقيق، مما يشكل تهديدا حقيقيا للسفن الإسرائيلية.
لكنه استدرك: “لا شك أن الأسلحة الإسرائيلية أكثر تطورا وضخامة من أسلحة حماس، إلا أن الحركة تعرف جيدا الأرض وطبيعتها ودهاليزها، مما يجعل أسلحة حماس ورقة رابحة في المواجهة”.
ويتابع: “الطوربيد العاصف يتميز بدقة عالية في الإصابة، حيث يعتمد على نظام توجيه نشط يعمل بالأشعة تحت الحمراء، مما يجعله قادرا على ضرب الهدف بدقة عالية حتى في ظل ظروف الضباب أو التلوث البحري، كما يشكل تهديدا حقيقيا للسفن الإسرائيلية”.
أما عن عبوات “العمل الفدائي”، يقول إيغور إنها تمثل تحولا كبيرا في مسار المواجهة، وتم استخدامها في مخيم جنين ومدينة نابلس بالضفة الغربية، عن طريق زراعتها في الأرض أو تفجيرها عند مرور آلية الجيش الإسرائيلي.
وتتميز هذه العبوات، وفق الخبير الروسي، بصغر حجمها وسهولة حملها وتركيبها وتكلفتها الرخيصة.
لكن يمكن أن تكون خطيرة على المقاتل نفسه، إن لم يتم زرعها بشكل صحيح، فضلا عن أنه تم استخدامها في معركة “سيف القدس”، كما تسميها حماس أو “حارس الأسوار” كما تسميها إسرائيل في مايو 2021، ضد المركبات العسكرية والمواقع العسكرية الإسرائيلية.
المصدر: سكاي نيوز