الرئيسية / مقالات رأي / إسرائيل و”حماس” حرب وجودية للطرفين

إسرائيل و”حماس” حرب وجودية للطرفين

بقلم:علي حمادة- النهار العربي
الشرق اليوم– ليلة الجمعة- السبت انطلقت الحملة البرية الإسرائيلية عل قطاع غزة. وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت أطلق على الحملة انها المرحلة الثانية، وآخرون أطلقوا عليها تسمية التوغلات المحدودة. لكنها من الناحية العملية بداية الاجتياح البري لما يعادل نصف مساحة قطاع غزة، حتى وادي غزة الذي امر الجيش الإسرائيلي سكان القطاع الشمالي بالمغادرة الى المناطق الواقعة جنوبي الوادي.

طبعا خرج مئات الآلاف من سكان مدينة غزة والمحافظات الشمالية، لكن ما يقارب 70 إلى 100 ألف نسمة لا يزالون في القاطع الشمالي. وهذه معضلة كبيرة بالنسبة الى المعركة التي تتراءى لنا في الأفق.

كلما قيل عن تأجيل الحملة البرية لم يكن صحيحاً، فقط جرى تغيير المصطلح في سياق حرب العلاقات العامة التي يخوضها الإسرائيليون ومن خلفهم الاميركيون على الصعيد العالمي.

إذا نحن أمام حملة برية متدرجة وعلى مراحل كما أوضح وزير الدفاع الإسرائيلي في المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه الى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعضو مجلس الحرب بني غانتس ليلة السبت المنصرم. واللافت ان الأخير ربط خلال مداخلته بين الحرب الحالية وحرب 1948، وأطلق على الحرب الدائرة اليوم ضد حركة حماس تسمية “حرب الاستقلال ” الثانية. بمعنى انه اضفى على الحرب الراهنة صبغة وجودية وليس سياسية. وبالتالي فان الخطوات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية في هذه الحرب مرتبطة حسب هذه القراءة الطوفانية بمصير إسرائيل أكثر مما هي مرتبطة بمصالحها او تموضعاتها الإقليمية. من هنا وبالرغم من فداحة قضية الرهائن بحوزة حماس والفصائل في غزة بالنسبة الى إسرائيل، فإن قراءة الموقف لا تتعلق بالحسابات السياسية او الإنسانية الشعبية الفورية، بل بما انزلته عملية “طوفان الأقصى” من اضرار وجودية كيانية بإسرائيل لن تمحى آثارها لأجيال قادمة. ولذلك فإنها تحتاج الى الحملة البرية او سمها الاجتياح البري الذي تهدف من خلاله الى سحق حركة حماس في قطاع غزة.

لكن الحملة البرية ليست خطوة بسيطة من طرف واحد. فحركة حماس والفصائل في غزة قادرة على تحويل ارض المعركة الى ارض “ملحمية”. وبصرف النطر عن التفوق النوعي في السلاح والقدرات بين إسرائيل والفصائل في غزة يمكن ان تفشل الحملة البرية، وان تصاب تل ابيب بعطب اكبر بكثير من عطبها الحالي.
ان الحرب التي دخلت مرحلة الحملة البرية الإسرائيلية ضد غزة، تندرج في سياق حرب وجودية تخوضها إسرائيل. بالمقابل انها حرب وجودية بالنسبة الى حركة حماس والفصائل التي تعرف جيدا ان هدف الحرب هو سحق هذه القوى في قطاع غزة وانهاء سلطتها عليها الى الابد. وحماس تعرف جيداً ان الطرف الذي يقوم من خلال حربه بقتل آلاف من المواطنين يهدف في نهاية المطاف ان استطاع ان يقتلعها من غزة.

ما تقدم واقع يدركه الإيرانيون. وهم يحركون معظم وكلائهم في المنطقة من العراق الى سوريا لبنان واليمن لرفع كلفة الحرب إسرائيل على حماس. وإذا ما استثنينا “حزب الله” فإن تحريك الوكلاء الإقليميين لإيران لا يزن كثيراً في المعادلة. لكن ثمة سؤال: هل إيران مستعدة للمغامرة بـ “حزب الله” في حرب إذا ما اشتعلت قد تنتهي بتدمير جزء كبير من قدراته العسكرية معها لبنان المعتبر قاعدة متقدمة ومضمونة للمشروع الإيراني في الشرق الأوسط.
اما المسار الدبلوماسي فمن المستبعد ان تتضح معالمه قبل ان تحدد ارض المواجهة في غزة او ربما مع لبنان موازين القوة الجديدة.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …