الرئيسية / مقالات رأي / معضلة اللاجئين السوريين في لبنان

معضلة اللاجئين السوريين في لبنان

الشرق اليوم- بعد أن كان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب قد اعتذر سابقاً عن ترؤس وفد لبناني لزيارة سوريا، عاد ووافق مؤخراً، ووصل إلى العاصمة السورية دمشق، أمس، على رأس وفد سياسي وأمني، والتقى نظيره السوري فيصل المقداد.

هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة حالة حرب في فلسطين ترخي بذيولها على لبنان، مع مخاوف بأن تتمدد إلى لبنان بكل ما يحمله ذلك من مخاطر على أمن المنطقة برمتها. ومع أن هذه القضية سوف تكون على جدول أعمال المباحثات بين وزيري الخارجية، إلا أن الملف المهم الآخر في المباحثات سيكون قضية النازحين السوريين في لبنان الذين يزيد عددهم على المليوني نازح، وباتوا يشكلون عبئاً على لبنان الذي يرزح تحت أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية طاحنة بات عاجزاً عن إيجاد حلول لها، جراء استقطابات داخلية وخارجية حادة بين مختلف المكونات السياسية اللبنانية.

يؤكد المسؤولون اللبنانيون أن لبنان لم يعد بمقدوره تحمل هذا العدد من النازحين الذين باتوا يشكلون أزمة داخلية، تضاف إلى أزمات لبنان، وأن الإجراءات المتخذة في منع دخولهم إلى لبنان تبدو قاصرة وغير فعالة، مع المخاوف أن يتحول ذلك إلى أمر واقع يفرض على لبنان مع ما يؤدي إليه من تغيير ديمغرافي، بسبب مواقف الدول الغربية التي تعارض هذه العودة.

لقد جرت محاولات إعادة بضعة آلاف من هؤلاء في السابق، لكن مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في سوريا، جراء الحصار الذي تفرضه الدول الغربية على سوريا، تنفيذاً ل “قانون قيصر” الأمريكي، فقد دخل إلى لبنان آلاف النازحين الآخرين عبر الطرق غير الشرعية، إلا أن العبء بات ثقيلاً، الأمر الذي يحاول لبنان بالطرق الدبلوماسية التوصل إلى حلٍ ما لهذه المعضلة، خصوصاً أن الدول الغربية ترفض إعادة هؤلاء إلى سوريا، بحجة الأوضاع الأمنية، والمخاوف من تعرضهم للملاحقة، وتشترط هذه الدول عدم تقديم الدعم الذي تقدمه لهم في حال عودتهم، ما يصعّب من إيجاد حل مقبول، خصوصاً أن لبنان يرى أن الموقف الغربي يصب في خانة توطين هؤلاء، ويعتبر ذلك “مؤامرة” تستهدف وحدته وتركيبته السكانية.

يقول لبنان إنه لم يعد بمقدوره تحمل عبء وجود النازحين السوريين، وهو غير قادر على إعادتهم، ولن يلجأ إلى استخدام الأساليب غير الإنسانية ضدهم، لأنهم سوف يفقدون الدعم المالي الغربي، حيث يحصل كل نازح على 24 يورو شهرياً، إضافة إلى أكثر من 150 يورو شهرياً للمازوت في فصل الشتاء، ويقول لبنان إن أعباء النزوح السوري تكلف الدولة 3 مليارات دولار سنوياً.

الجانب السوري تعهد بإعادة النازحين إلى مناطقهم، لكن هؤلاء ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية في بلادهم، سوف يفقدون الدعم الدولي، وبالتالي يفضلون البقاء في لبنان، وهو ما يرفضه، ويحاول البحث عن حل ممكن. وزيارة وزير الخارجية اللبناني إلى دمشق تأتي في هذا الإطار.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …