الرئيسية / دراسات وتقارير / هل يضع استهداف “عين الأسد” العراق في عين عاصفة “حرب غزة”؟

هل يضع استهداف “عين الأسد” العراق في عين عاصفة “حرب غزة”؟

الشرق اليوم– مع احتدام المواجهات بين إسرائيل وحماس، المندلعة منذ نحو أسبوعين وارتفاع كلفتها الإنسانية، يتزايد القلق من اتساع رقعة الصراع لبلدان أخرى مثل لبنان وسوريا والعراق، وبما قد يقود لإشعال المنطقة برمتها.
وفي هذا السياق، قال مسؤولان أميركيان لرويترز إن الجيش الأميركي أحبط هجوما استهدف قواته في العراق في وقت مبكر من صباح الأربعاء، واعترض طائرتين مسيرتين قبل أن تصلا لهدفهما.

وأحجم المسؤولان، اللذان طلبا عدم ذكر اسميهما، عن الإفصاح عن الجهة التي يشتبه في تنفيذها الهجوم، وفقا لرويترز.
جاء ذلك في وقت رفعت فيه واشنطن مستوى التأهب تحسبا لهجمات من جماعات تدعمها إيران، في ظل تصاعد حاد في التوتر في المنطقة بسبب حرب إسرائيل مع حركة حماس.

وكان البيت الأبيض قال الاثنين الماضي، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا الجهود المبذولة لمنع توسع الصراع في غزة.

وأضاف أن الزعيمين ناقشا أيضا أهمية معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.

ويتخوف مراقبون من أن قوى إقليمية قد تعمل على “توريط” دول عربية منها العراق، في صراع دموي مع إسرائيل وحلفائها الغربيين، مطالبين بضرورة التحرك وفق الموقف العربي العام المشدد على رفض العنف والتصعيد والركون لخيار السلام والمفاوضات، وحل القضية الفلسطينية وفق مبادىء ومقررات الشرعية الدولية .
يقول الكاتب والمحلل السياسي علي البيدر، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :

  • ليس مستبعدا أن يتحول العراق مجددا ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية، على وقع هذا الهجوم بالمسيرات على القاعدة الأميركية بالأنبار، خاصة وأن المزاج العام في الشارع العراقي يميل للتضامن مع الفلسطينيين في ظل ما يرتكب من انتهاكات بحقهم .
  • وهذا ما يعطي دفعة للجماعات المسلحة في العراق لاستغلال ما يحصل، والقيام بعمليات استهداف لقواعد عسكرية وربما مقار دبلوماسية غربية في العراق، وهو ما يستوجب من المؤسسات الأمنية العراقية العمل على الحؤول دون ذلك وتعزيز حضورها، منعا لضرب حال الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
  • وما يزيد الوضع خطورة هو أن أطرافا إقليمية تسعى لتوسيع دائرة الصراع لاثبات وجودها وقوة نفوذها في المنطقة، وتوريط دول عربية عديدة كلبنان والعراق وحتى سوريا في حرب مدمرة .

بدوره يقول الكاتب والباحث السياسي جمال آريز، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية :

  • لا شك أن هكذا حوادث هي مؤشر مقلق وسلبي على أن العراق معرض للدخول في المعمعة الدموية المحتدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ما يهدد بتسعير الصراع وليس إخماده .
  • تحرك بعض الجهات المسلحة ضد المصالح الأميركية في العراق، والتي هي جزء من محاور خارجية، هو بصراحة رد فعل متهور ولا يخدم مصالح العراق، بل يعرضها للخطر ويسيء لسمعة البلاد ولاستقرارها الأمني والسياسي وعلاقاتها الدولية .
  • فالتضامن والتعاطف مع الفلسطينيين لا يكون عبر صب الزيت على النار، بل عبر العمل على تكثيف الجهود الدبلوماسية والوقف الفوري للعنف وتحييد المدنيين والدعوات لاقرار حلول سلمية وسياسية للصراع وللقضية الفلسطينية ككل، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة على قاعدة الدولتين، وهو ما يميز المواقف العربية المتسمة بالعقلانية والمسؤولية .

المصدر: سكاي نيوز

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …