الرئيسية / مقالات رأي / البعد العسكري للحرب في إسرائيل وغزة

البعد العسكري للحرب في إسرائيل وغزة

بقلم: بلال صعب- النهار العربي
الشرق اليوم– من هذه اللحظة فصاعداً، لم يعد مهماً ما يحدث في ساحة المعركة الإسرائيلية الفلسطينية. ويمكن إعلان فوز حماس بالفعل. انتصرت حماس لأنها تسببت بصدمة دراماتيكية وغير مسبوقة لنظام الأمن القومي الإسرائيلي. لقد وجهت ضربة قاصمة للردع الإسرائيلي، وكشفت عن الثغرات الهائلة في الاستخبارات الإسرائيلية، والتي لم يتوقع أحد حدوثها. هذان الفشلان الهائلان، ليس فقط لناحية الأفراد والمعدات والتحليل، ولكن أيضاً في الخيال والاستعداد – سوف يناقشان لعقود من الزمن من المتخصصين والمحللين الإسرائيليين على حد سواء.

وستكون أالأسئلة التي يتعين على الإسرائيليين الإجابة عليها عديدة، بما فيها كيف غابت إسرائيل عن هذا؟ ماذا حدث لأنظمة اتصالاتها وأنظمة الذكاء البشري؟ لماذا لم يكن هناك رد فوري من قوات الرد السريع؟ لماذا لم تعمل أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلية بشكل أكثر فعالية؟

وهذا أسوأ من المفاجأة الاستراتيجية التي حدثت في حرب أكتوبر عام 1973. وعدا عن حصول إيران على سلاح نووي، يشكل ما حصل أسوأ كابوس لإسرائيل، حيث يتجول مسلحون فلسطينيون في البلدات والقرى الإسرائيلية، ويقتلون الجنود والمدنيين، ويأخذون العديد منهم كرهائن إلى غزة.

لا شك في أن تكتيكات التضليل التي استخدمتها حماس، بما فيها إطلاق وابل من الصواريخ والقذائف، فضلاً عن هجمات الطائرات بدون طيار ضد مواقع المراقبة على طول الحدود، والتي أعقبها توغل من الجو والبر والبحر، كانت مذهلة، وخصوصاً لأن إسرائيل لم تكن مستعدة. وعلى الرغم من أن حماس تبدو وتعمل وتتسلح مثل وحدة جيش تقليدي، إلا أنها لم تسع إلى تحقيق أهداف عسكرية، وإنما أرادت قلب الوضع الراهن، لذا لجأت إلى Blitzkrieg (وهو تعبير ألماني من الحرب العالمية الثانية يعني حرباً خاطفة) واستخدمت أدوات الحرب الحديثة. ثم قامت بتصوير كل ذلك حتى يتمكن العالم كله من رؤيته.

وللمرة الأولى منذ عام 1948، تفقد إسرائيل السيطرة على أجزاء من أراضيها (بشكل مؤقت). ولا شك أن التوغل البري غير المسبوق والقصف المكثف بالصواريخ والقذائف على تل أبيب وغيرها من المراكز الحضرية جعل منه الهجوم الأكثر دموية على إسرائيل منذ عقود.

وردت إسرائيل بالقوة، فقتلت مئات الفلسطينيين. من المرجح حدوث توغل بري واسع النطاق في غزة، على الرغم من أنه سيكون تحديًا كبيراً هذه المرة نظرًا لأن حماس تحتجز عشرات الرهائن في غزة، ولأن القتال مستمر داخل إسرائيل. لدى حماس ورقة مساومة ضخمة وسوف تستغلها.

وفي النهاية، فإن النتيجة لن تكون مختلفة كثيراً عن الأحداث الماضية: سوف يموت مدنيون ابرياء من الجانبين، وكذلك فكرة السلام. بدا التطبيع السعودي الإسرائيلي وشيكًا للحظة، ولكن بعد ذلك، وبفضل إيران وحليفتها الفلسطينية، التي لا تفوت أي فرصة لإفسادها، عادت الفوضى والكآبة إلى المنطقة مرة أخرى.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …