الشرق اليوم– نددت الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) وعدد كبير من العواصم الغربية على رأسها الولايات المتحدة فضلاً عن الهند يوم أمس السبت بالهجوم الذي تنفذه حركة “حماس” في إسرائيل وتضمن إطلاق صواريخ وعمليات توغل، فيما دعت موسكو إلى “ضبط النفس” وطالبت أنقرة بـ”التصرف بعقلانية”.
في المقابل، أعلنت إيران والنظام السوري دعمهما للعملية، وهنأ “حزب الله” اللبناني وجماعة “الحوثيين” اليمنية “حماس” على العملية، ودعت الجامعة العربية وعدد من الدول العربية إلى “ضبط النفس”، مشددة على ضرورة تحريك عملية السلام.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على بذل جهود دبلوماسية في الشرق الأوسط من أجل منع توسع النزاع بين “حماس” وإسرائيل، مضيفاً في بيان أنه “لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين”.
من جهته، ندد موفد المنظمة الخاص إلى الشرق الأوسط تور وينسلاند “بشدة” بالعملية، داعياً إلى وقف “الهجمات” على الفور ومشيراً إلى أنه “على تواصل وثيق مع كل الأطراف” ليطلب منها بصورة خاصة “حماية المدنيين”.
تهديد للمجتمعات الحرة
وندد “الأطلسي” بالعملية وأعلن المتحدث باسمه ديلان وايت “ندين بشدة الهجمات التي نفذتها ’حماس‘ أمس السبت على إسرائيل شريكة الحلف الأطلسي”، محذراً من أن “الإرهاب تهديد جوهري للمجتمعات الحرة ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”.
وأعلن البيت الأبيض في بيان أن “الولايات المتحدة تدين من دون لبس هجمات ’حماس‘ غير المبررة على مدنيين إسرائيليين”. وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن “أية جهة أخرى معادية لإسرائيل من السعي إلى استغلال الوضع” بعد هجوم “حماس”.
وأكد بايدن الذي تواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الولايات المتحدة “مستعدة لتقديم كل المساعدة اللازمة لدعم حكومة إسرائيل وشعبها”، مضيفاً أنه “لا يوجد أي تبرير للإرهاب على الإطلاق ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها”.
من جانبه أعلن وزير الدفاع لويد أوستن أن “البنتاغون” يتعهد بـ”ضمان حصول إسرائيل على ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها وحماية المدنيين من العنف العشوائي والإرهاب”.
ودانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين “بلا لبس” عملية “حماس” التي وصفتها بأنها تمت إلى “الإرهاب بأبغض أشكاله”، مؤكدة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ورأت أن “هذا العنف ليس حلاً سياسياً ولا عملاً ينم عن شجاعة، هذا إرهاب محض. الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب إسرائيل”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل، “نتابع الأخبار الواردة من إسرائيل بقلق. وندين بشكل لا لبس فيه هجمات ’حماس‘”، مضيفاً أن “الاتحاد الأوروبي يعرب عن تضامنه مع إسرائيل في هذه الأوقات الصعبة”.
وتابع بعدما بثت “حماس” مقطع فيديو يظهر أسر ثلاثة رجال يرتدون ملابس مدنية قالت إنهم إسرائيليون بأيدي مقاتليها، أن “الأنباء عن احتجاز مدنيين كرهائن مروعة، فهذا يتعارض مع القانون الدولي ويجب إطلاق سراح الرهائن فوراً”.
وندد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بهذه “الهجمات العشوائية على إسرائيل وشعبها”، منتقداً “الترهيب والعنف ضد مدنيين أبرياء”.
وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن “تضامن” بلاده مع إسرائيل، مبدياً “صدمته العميقة إزاء الأنباء عن الهجمات الإرهابية هناك”.
التزاماً بأمن إسرائيل
كذلك استنكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “بشدة الهجمات الإرهابية التي تستهدف إسرائيل حالياً”، معرباً عبر منصة “إكس” عن “تضامني الكامل مع الضحايا وعائلاتهم وأقربائهم”.
واتصل ماكرون بنظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ونتنياهو، مؤكداً “تضامن بلاده مع إسرائيل والإسرائيليين وحقهم في الدفاع عن أنفسهم”.
ودانت وزارة الخارجية الفرنسية “بحزم شديد الهجمات الإرهابية الجارية ضد إسرائيل وشعبها”، مشددة على “رفضها المطلق للإرهاب وتمسكها بأمن إسرائيل”.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن “صدمته حيال الهجمات التي شنتها ’حماس‘ هذا الصباح على مدنين إسرائيليين”، مؤكداً “حق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها”.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن لندن تدين “من دون لبس هجمات ’حماس‘ المروعة على المدنيين الإسرائيليين”، قائلاً إن “المملكة المتحدة ستساند على الدوام حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
ونددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك “بشدة بالهجمات الإرهابية من غزة ضد إسرائيل”، وشددت على أن بلادها “تتضامن تماماً” مع إسرائيل، معتبرة أن “حماس” تسهم في تصعيد العنف.
وحذرت من أن الشرق الأوسط يواجه خطر “تصعيد إقليمي كبير” بعد الهجوم “الإرهابي” الذي نفذته حركة “حماس”، معربة عن خشيتها من انضمام جهات أخرى إلى الهجوم.
وأعلنت الحكومة الإيطالية أنها “تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” ضد “الهجوم الوحشي الجاري هناك”.
وأبدت إسبانيا “صدمتها” حيال “العنف الأعمى” ودان وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس “بشدة الهجمات الإرهابية الخطرة للغاية التي تنطلق من غزة ضد إسرائيل”.
وأجرى رئيس الوزراء الهولندي مارك روته مكالمة مع نتنياهو وبحث معه “هجوم ’حماس‘ غير المسبوق على إسرائيل”، مؤكداً أن “بلاده تدين من دون لبس هذا العنف الإرهابي وتدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
واستنكر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس “بشدة الهجمات المروعة”، مشدداً على أن أثينا “تقف إلى جانب الشعب الإسرائيلي وتدعم تماماً حقه في الدفاع عن نفسه”.
كما دان وزير الخارجية الألباني إيغلي حسني، “بشدة” العملية، مؤكداً أنهم “حازمون حيال الإرهاب”.
واستنكر وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو الهجمات “غير المقبولة” التي وصفها بأنها “أعمال عدوانية”.
ونددت الحكومة التشيكية بـ”الهجمات الإرهابية” على إسرائيل، وأكد رئيس الوزراء بيتر فيالا على منصة “إكس” أن بلاده “وقفت على الدوام وستقف إلى جانب إسرائيل”.
وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن كييف “تدين بحزم الهجمات الإرهابية الجارية في إسرائيل بما في ذلك إطلاق الصواريخ على السكان المدنيين في القدس وتل أبيب”، مؤكدة “دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشعبها”.
ودان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، “الهجمات الرهيبة ضد إسرائيل”، معتبراً أن العالم “يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أن يقطع الإسرائيليون والفلسطينيون معاً الطريق أمام العنف”.
دعوات ضبط النفس
في المقابل، دعت روسيا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى “ضبط النفس”، وقال موفد “الكرملين” إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، “إننا على اتصال مع الجميع، مع الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب”، مضيفاً بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء “إنترفاكس”، “بالطبع ندعو على الدوام إلى ضبط النفس”، ودعت وزارة الخارجية كذلك إلى “وقف إطلاق نار فوري” بين إسرائيل و”حماس”.
وحض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسرائيل والفلسطينيين على “التصرف بعقلانية”، داعياً إلى “الابتعاد من الأعمال الانفعالية التي تصعد التوتر”.
ودانت الحكومة البرازيلية “سلسلة القصف والهجمات ضد إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة”، داعية في بيان لوزارة الخارجية إلى “ضبط أقصى للنفس” بهدف تفادي “التصعيد”.
وأعلن يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، دعم إيران لعملية “حماس”، مؤكداً “ندعم عملية ’طوفان الأقصى‘ ونحن واثقون بأن جبهة المقاومة أيضاً تدعمها”.
وقال النظام السوري إنه يقف “إلى جانب الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة ضد الإرهاب”، معتبراً أن “هذا الإنجاز المشرف يثبت أن الطريق الوحيد لنيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو المقاومة بكل أشكالها”.
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى “وقف العمليات العسكرية في غزة بشكل فوري”، مذكراً بأن “استمرار إسرائيل في تطبيق سياسات عنيفة ومتطرفة يعد بمثابة قنبلة موقوتة تحرم المنطقة من أية فرص جادة للاستقرار على المدى المنظور”، وفق ما جاء في بيان أصدره المتحدث باسمه. وأضاف المتحدث أن “الأمين العام لديه قناعة كاملة بمسؤولية المجتمع الدولي عن الوضع الحالي في ظل غياب أي رد فعل حقيقي على سياسات اليمين الإسرائيلي المستفزة ضد المقدسات الإسلامية والمضادة لحل الدولتين”.
ودعت الرياض إلى “وقف فوري للعنف بين الجانبين وحماية المدنيين وضبط النفس”، مطالبة المجتمع الدولي بـ”تفعيل عملية سلمية تفضي إلى حل الدولتين” وترسي السلام في المنطقة.
كما دعت مصر الطرفين إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تعريض المدنيين لمزيد من الأخطار”، محذرة من “أخطار وخيمة للتصعيد”.
وأعربت الكويت عن “قلقها البالغ”، مشيرة في بيان صادر عن وزارة الخارجية إلى أن التصعيد “جاء نتيجة استمرار الانتهاكات والاعتداءات السافرة التي ارتكبتها السلطات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق”.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى “الاضطلاع بمسؤولياته وإيقاف العنف وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الشقيق وإنهاء ممارسات تل أبيب الاستفزازية”.
وطالبت عمان الطرفين بـ “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضرورة حماية المدنيين”، مطالبة المجتمع الدولي بـ”التدخل الفوري لوقف التصعيد”.
وأعربت دولة قطر عن “قلقها البالغ” إزاء التطورات الخطرة، داعية جميع الأطراف إلى “وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، وحملت “إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني”.
وشددت وزارة الخارجية على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإلزام إسرائيل وقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي”.
وأعربت دولة الإمارات عن “قلقها الشديد” مشددة على “ضرورة وقف التصعيد”، ودعت إلى “إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي – الإسرائيلي”.
ودعا الأردن إلى “وقف التصعيد الخطر” و”ضبط النفس”، محذراً من خطورة “تفجر الأوضاع بشكل أكبر” ومشدداً على أن “إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين هو السبيل الوحيد لوقف التدهور وتحقيق الأمن للجميع”.
واعتبر العراق أن الهجوم الفلسطيني “هو نتيجة طبيعية للقمع الممنهج”، ودعت بغداد الجامعة العربية إلى “الانعقاد بصورة عاجلة لبحث تطورات الأوضاع الخطرة في الأراضي الفلسطينية”.
وأعرب المغرب عن “قلقه العميق” إزاء “تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة”، مؤكداً “إدانة استهداف المدنيين من أية جهة كانت”.
مباركات “الحوثي” و”حزب الله“
من ناحية ثانية، أعلنت الجزائر أنها تتابع “بقلق شديد الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة”، مضيفة أنها تجدد “الطلب بالتدخل الفوري للمجموعة الدولية من خلال الهيئات الدولية المعنية لحماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة والإجرام”.
واعتبرت موريتانيا أن التصعيد بين إسرائيل وغزة “نتيجة حتمية لما تمارسه السلطات الإسرائيلية من استفزازات مستمرة وانتهاكات منتظمة لحقوق الشعب الفلسطيني”.
وبارك المكتب السياسي للمتمردين الحوثيين في اليمن “العملية البطولية ’طوفان الأقصى‘”، مؤكداً في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن “العملية كشفت عن ضعف وهشاشة وعجز إسرائيل، وأظهرت للعالم مدى قوة وفاعلية المقاومة في فلسطين وقدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي واقتحام المستوطنات وقتل الإسرائيليين وأسر جنودهم”.
كما بارك “حزب الله” اللبناني ما سماه “العملية البطولية الواسعة النطاق”، ودعا العرب والمسلمين إلى “إعلان التأييد والدعم للشعب الفلسطيني وحركات المقاومة”.
وأكد أنه يتابع “بقلق بالغ التطورات الميدانية والتصعيد الإسرائيلي الخطر في الأرض الفلسطينية، ويدين العدوان العسكري الإسرائيلي الذي أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني”.
واعتبر أن “استمرار عدم التزام إسرائيل قرارات الشرعية الدولية وتصعيد وتيرة اعتداءاتها وجرائمها اليومية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحرمانه من حقوقه المشروعة، هما السبب الرئيس في عدم الاستقرار”.