الشرق اليوم- غيرت حرب 6 أكتوبر عام 1973 إسرائيل، والمنطقة، ومسار الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا، وتسببت في أزمة نفط عالمية.
وبمناسبة مرور 50 عاما على الحرب، فإن أصداءها ما تزال تتردد حتى اليوم، مسلطة الضوء على الهجوم “المفاجئ” الذي شنته كل من مصر وسوريا على إسرائيل، في مسعى من الصحيفة للوقوف على ما خلَّفته الحرب من إرث وتأثير على الجنود الإسرائيليين.
وقال رقيب إسرائيلي سابق في مفرزة دبابات اسمه نير عتير، كان متمركزا في الجولان عندما اندلعت الحرب: إنه كان يدرك أن الوضع على خط الهدنة المتفق عليه قبل 6 سنوات، مشوب بالتوتر، وأن الجيش السوري قد يهاجم.
وإن مصر وسوريا اللتين كان يحكمهما -على التوالي- الرئيسان أنور السادات وحافظ الأسد، قادتا تحالفا من الدول العربية في شن الهجوم المفاجئ، “في محاولة لإبطال الانتصارات الإسرائيلية في حرب الأيام الستة في يونيو 1967”.
وفي حرب 1967 تمكنت إسرائيل من مضاعفة مساحة الأراضي العربية التي تحتلها، كما أنها ولدت حالة من الغطرسة لدى جيش الاحتلال والإسرائيليين.
وقال دودي بانيث، وهو مظلي أكمل الخدمة العسكرية قبل بضعة أشهر من اندلاع تلك الحرب لكن تم استدعاؤه إلى جبهة سيناء وقتها، إن إسرائيل كانت في حالة من النشوة، قبل أن يستدرك بأن حرب عام 1973 مثلت “تهديدا وجوديا” لها.
وتم الإشارة إلى أن القوات الإسرائيلية لم تكن مستعدة للقتال في 6 أكتوبر عام 1973 على الإطلاق، وأنها كانت أقل عددا بكثير من الجيوش العربية، كما أن الهجوم المصري وصل إلى طريق مسدود بعد 3 أيام من القتال العنيف.
وعقب مفاوضات انتهت في عام 1979، توصل المصريون والإسرائيليون في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام هو الأول من نوعه بين العرب وإسرائيل، والذي أسفر عن “مغادرة” الإسرائيليين لشبه جزيرة سيناء.
ومن تداعيات تلك الحرب أنها أحدثت صدمة في إسرائيل واستقالت على إثرها حكومة رئيسة الوزراء غولدا مائير. وشرع خليفتها إسحق رابين في عملية سلام مع الفلسطينيين بعد أن “استوعب الدرس الواقعي وهو أن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد على التفوق العسكري وحده”.
وما أشبه الليلة بالبارحة، برأي المحامية والعضوة السابقة في وفد التفاوض الفلسطيني ديانا بوطو، التي تعتقد أن مفهوم ضمان الأمن الإسرائيلي قد تغير بعد 1973، “ولا تزال هناك أوجه تشابه مع الوضع الحالي”.
وتعتبر مرتفعات الجولان أرضا سورية عربية، برغم أنها أضحت اليوم “مزيجا غريبا” من النصب التذكارية للحرب، ومواقع الجيش السوري المهجورة، والمعابد والقلاع القديمة، والمزارع العضوية وبساتين العنب.
وفي الختام تعد الحركة الاحتجاجية الشعبية -التي تضم عشرات الآلاف من قدامى المحاربين وجنود الاحتياط- ضد التعديلات على النظام القضائي في إسرائيل والتي سنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ” أكبر تهديد لمستقبل إسرائيل”.
ترجمة: الجزيرة