الشرق اليوم- تشكل الانتخابات التي تجري اليوم في سلوفاكيا، حالة من القلق والترقب في الدول الأوروبية والولايات المتحدة في حال تم انتخاب الزعيم المعارض روبرت فيكو رئيساً للحكومة لمدة أربع سنوات مقبلة، لأن فوزه قد يؤدي إلى مزيد من الشقاق داخل حلف الأطلسي بشأن الحرب في أوكرانيا، كما يهدد بانقسامات جديدة داخل الاتحاد الأوروبي.
تشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن فيكو زعيم “حزب الاتجاه – الديمقراطية الاجتماعية” (سميير) الذي يحظى بتأييد أغلب السلوفاكيين، سوف يقلب “ظهر المجن” لأوكرانيا وحلف الأطلسي، بعد أن كانت سلوفاكيا من أكبر مؤيدي أوكرانيا، وقامت بتزويدها بكميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك أنظمة صواريخ “إس 300″، ومركبات قتال برمائية، ونحو 13 مقاتلة من طراز “ميغ 29″، كما تعهدت مؤخراً بتسليم كييف 30 دبابة من طراز “تي 72″، إضافة إلى أن سلوفاكيا تحتضن منذ فبراير/ شباط الماضي، أنظمة دفاع جوي ألمانية من طراز “مانتيس”؛ بحجة حماية الحدود الشرقية المتاخمة لأوكرانيا بطول نحو 100 كيلومتر، وقامت باحتضان عشرات آلاف الأوكرانيين الذي فروا من بلادهم، بسبب الحرب.
لكن لماذا القلق الأطلسي – الأمريكي من فوز فيكو؟ لأن هناك خشية حقيقية من أن يتكرر مشهد المواجهة الحالية مع سلوفاكيا على غرار المجر بقيادة فيكتور أوربان، بما يؤثر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وفي مستوى التحالف الأطلسي بمواجهة روسيا، خصوصاً أن مواقف فيكو تتعارض كلياً مع العداء الغربي لروسيا؛ إذ دعا أكثر من مرة الحكومة السلوفاكية إلى وقف دعم أوكرانيا، كما أنه يعارض انضمامها إلى حلف الأطلسي، وقد ألقى باللوم على “الأوكرانيين النازيين والفاشيين” الذي استفزوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، و”دفعوه إلى شن الحرب”، واتهم فيكو شركات الأسلحة بأنها “المستفيدة الوحيدة من الحرب”، واعتبر أن تسليم طائرات “ميغ 29” يعد “انتهاكاً للدستور”، كذلك يرفض دعوة أمين عام حلف الأطلسي ينس ستولنتبرغ زيادة الاستثمار الدفاعي ل2% من الناتج المحلي الإجمالي. وتعهد في حال وصوله إلى السلطة، بعدم إرسال أي دفعة إضافية من الأسلحة إلى كييف.
المحلل السياسي غريغوري مسيسينيكوف رئيس معهد الشؤون العامة؛ وهو مركز بحثي، يرى أن فيكو المتعاطف مع الكرملين يقدم دعمه لموسكو على أنه “مبادرة سلام”، ويضيف “أنه مع حلفائه يحاججون بأنه لا يجب إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، لأن ذلك سوف يطيل أمد الحرب”.
لكل ذلك، فإن فوز هذا الزعيم السلوفاكي المعارض الذي سبق أن تولى رئاسة الحكومة خلال عقدين على فترتين، الأولى بين 2006 و2010، والثانية بين 2012 و2018، سوف يشكل فوزه تحدياً جديداً للتحالف الغربي، وهذا مردٌ للاتهامات الموجهة إلى الدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة بأنها تتدخل في الانتخابات السلوفاكية، لمنع وصول فيكو إلى السلطة مجدداً.
وكان رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين اتهم واشنطن بالتدخل في الشؤون السياسية لسلوفاكيا، وقال: “إن وزارة الخارجية الأمريكية أرسلت تعليماتها إلى الأوروبيين للعمل مع الدوائر السياسية والتجارية المحلية، لضمان نتائج التصويت التي يطالب بها الأمريكيون”.
المصدر: الخليج