الرئيسية / الرئيسية / تعرف إلى الدول الأكثر تهديدا بالكوارث في منطقة المتوسط..

تعرف إلى الدول الأكثر تهديدا بالكوارث في منطقة المتوسط..

بقلم: روعة قاسم

الشرق اليوم- شهدت منطقة البحر الأبيض المتوسط في السنوات الأخيرة كوارث عديدة تسبّبت في خسائر بشرية ومادية فادحة، وخلّفت آلاماً ومآسي بالجملة يصعب محو آثارها، رغم التضامن الدولي مع المنكوبين وضحايا هذه الكوارث الطبيعية. وقد رأى البعض في ما حصل أخيراً في كل من المغرب وليبيا، وفي اليونان بدرجة أقل، وقبل ذلك في كل من تركيا وسوريا، خير دليل على أنّ هناك متغيّرات جديدة تعرفها المنطقة وكوكب الأرض عموماً، ستكون لها تأثيرات أشدّ في السنوات المقبلة.

وبينما يتفق الخبراء على أن لا علاقة للتغيّرات المناخية العالمية بالزلازل التي حصلت أخيراً وفي أكثر من مكان، إلاّ أنّ الفيضانات والأعاصير المتوسطية سببها الرئيسي، وفق الخبراء، هو هذه التغيّرات التي تضرب كوكب الأرض. ووفق هؤلاء فإنّ الأمطار لم تعد تهطل بشكل منتظم في مواعيدها المحدّدة والمعروفة، بل أصبحت تتأخّر لفترات طويلة في كوكب يعيش احتباساً حرارياً، ثم تنهمر بغزارة لتتسبب في طوفان يجرف معه الأخضر واليابس ولا يبقي ولا يذر.

عواصف مدمّرة

وفي هذا الإطار، يرى الباحث التونسي عامر بحبة ، أنّ التغيّرات المناخية تشهد تسارعاً كبيراً خلال العشرية الأخيرة، وهو ما أثّر على حالة الطقس في المنطقة. وأبرز مثال على ذلك، وفق بحبة، هو ما وقع أخيراً في حوض البحر المتوسط، بخاصة العاصفة المتوسطية “دانيال” التي ضربت اليونان وليبيا، وخلّفت خسائر كبيرة بخاصة في ليبيا. فقد هطلت كميات كبيرة في اليونان تجاوزت الـ 1000 مليمتر في وقت قليل، بحسب الباحث التونسي، ثم اتجهت العاصفة إلى ليبيا وخلّفت دماراً في مدن ليبية عدة أبرزها درنة، التي فقدت أكثر من 11 الف ضحية والرقم مرشح للارتفاع، ربما سيصل الى 20 الف قتيل، لأنّ هناك الكثير من المفقودين

ويضيف بحبة: “إنّ العواصف المتوسطية هي من مظاهر تغيّر المناخ، وقد أصبحت أكثر تواتراً وأكثر حدّة وخسائر خلال سنوات 2018 و 2020 و 2021 و 2023، حيث شهدت مناطق متوسطية عدة عواصف شديدة وأعاصير. وفي الحقيقة هناك فرق بين الأعاصير المعروفة، المدارية والاستوائية، والتي تضرب عادة السواحل الأميركية وخليج المكسيك في المحيط الأطلسي او السواحل الآسيوية في المحيط الهندي والهادئ. والأعاصير التي يكون حجمها أقل وتأثيرها أقل، وهي العواصف المتوسطية. ولكن لاحظنا انّ العاصفة الأخيرة تسبّبت في خسائر كبيرة تجاوزت 5 مرات إعصار “كاترينا” في الولايات المتحدة المعروف، والذي وقع عام 2005 وخلّف 2000 قتيل، وفي ليبيا ربما الرقم يصل إلى 20 الف ضحية مع إعصار “دانيال” الأخير.

وأكثر المناطق المهدّدة بالظواهر الطبيعية نتيجة التغيّرات المناخية هي المناطق المتوسطية المعروفة بالأعاصير، مثل جنوب اليونان وخليج سرت الليبي، حين ضرب الإعصار المدن الليبية خلال الأيام الماضية. وكذلك جنوب فرنسا وتحديداً خليج ليون، وجنوب إيطاليا وهي أكثر المناطق المهدّدة بالأعاصير والعواصف المتوسطية نتيجة التغيّرات المناخية”.

الصفائح التكتونية

وعن إمكان وجود علاقة بين الزلازل والتغيّرات المناخية التي تعرفها المنطقة المتوسطية، اعتبر الباحث بحبة أنّه ليست هناك علاقة بين هذه الزلازل والمناخ وتغيّراته. فالعواصف والأعاصير والفيضانات هي برأيه، مخاطر متعلّقة بالماء والمناخ، بينما مخاطر الزلزال متعلّقة بالقشرة الأرضية وبتحرك الصفائح التكتونية التي تُكوّن القشرة الأرضية.

ومن المعلوم، بحسب الباحث التونسي، أنّ القشرة الأرضية عندما تتحرّك تبتعد عن بعضها او تقترب، ما يتسبّب في تشكّل التصدّعات، وهي مناطق ضعيفة تُسهل عملية خروج الطاقة المخزنة في باطن الأرض، وفي صعودها إلى سطح الأرض تهزّ الطبقات السطحية من القشرة الأرضية فيحدث الزلزال. ويعني ذلك، وفق بحبة أنّ الزلازل هي مخاطر متعلقة بالقشرة الأرضية ولا علاقة لها بالمناخ.

وحول إمكان حدوث زلازل أخرى أو ارتدادات في دول شمال إفريقيا مثل تونس والمغرب والجزائر، اعتبر بحبة أنّ هذه الدول معنية بالزلازل، وأكثر دولة مهدّدة هي الجزائر، ثم المغرب وبدرجة أقل تونس. والزلازل التي تُسجّل في الدول النامية تكون أكثر ضرراً من الزلازل التي تحصل في الدول المتقدّمة، حيث يكون عدد الضحايا قليلاً بسبب البنية التحتية الصلبة في الأبنية المقاومة للزلازل في اليابان.

ويضيف بحبة: “عموماً في حوض المتوسط أكثر الدول معنية هي الضفة الشمالية الشرقية، بخاصة الخط الرابط بين سوريا وتركيا وصولاً إلى اليونان وإيطاليا. ثم تأتي الجزائر والمغرب، وثم وبأقل حدّة تونس ومصر وفلسطين وليبيا، وهذه دول شهدت زلازل كانت أقل حدّة”.

شاهد أيضاً

ارتفاع تحويلات المغتربين الأردنيين بنسبة 3.2% في أول تسعة أشهر من العام الجاري

الشرق اليوم– أظهرت بيانات صادرة عن البنك المركزي الأردني، اليوم الأحد، أن تحويلات المغتربين الأردنيين …