الشرق اليوم- يعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التسليم المرتقب لذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى كييف، ذريعة موسكو كانت تتطلع إليها، بعد أن كانت تتهم أوكرانيا ومؤيديها بالاحتفاظ ببرامج غير قانونية، كيميائية أو حتى نووية.
ويأتي ذلك بعد أن أكد الجيش البريطاني تسليم قذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا في مارس الماضي.
وقالت أنابيل غولدي نائبة وزير الدفاع وقتها “هذه الذخائر فعالة للغاية في تدمير الدبابات الحديثة والمدرعات”. ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “إذا حدث هذا فستضطر روسيا إلى الرد” وعلق وزير خارجيته سيرغي لافروف “هذه خطوة تقود إلى مزيد من التصعيد الخطير”.
وأبدت المتحدثة باسم الوزارة قلقها من مخاطر التلوث البيئي وانتشار السرطان بأوكرانيا جراء استخدام الأسلحة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب.
مخاوف ونقص الأدلة
إن حقيقة قذائف اليورانيوم المنضب تختلف عن الأوهام التي يصنعها الخيال، موضحة أنها تصنع من بقايا عملية تخصيب اليورانيوم، وهي ذات كثافة عالية تزيد على كثافة الرصاص، ولها قدرات خارقة للدروع، وقد استخدمت في حربي الخليج وكذلك صربيا وكوسوفو، إلا أنها اتهمت بأنها أصل أمراض جدت في تلك المناطق، وأثار استخدامها مخاوف من المخاطر المرتبطة بالتعرض لليورانيوم المنبعث منها.
وإذا كانت بعض الدراسات ترى أنه لا يوجد دليل يثبت ضررها، فإن نتائج تلك الدراسات لا تزال موضع خلاف، كما يوضح تقرير نشرته عام 2010 اللجنة العلمية المعنية بالمخاطر الصحية والبيئية، وهي المسؤولة عن تقديم المشورة للمفوضية الأوروبية. إذ خلصت في نهايته إلى أن هناك خطرا صحيا محدودا، ولكنها أوصت بإبعاد مناطق القتال ومعالجة الجثث المتضررة من هذه الذخائر وجعل “الوصول إليها مستحيلا”.
ودرس التقرير مخاطر تفتت اليورانيوم، موضحا أن “القذائف الخارقة للدروع تنتج غبار اليورانيوم وشظايا المعدن عندما تصيب هدفها، ويحترق الغبار مشكّلا أكسيد اليورانيوم الذي يترسب داخل المركبة المستهدفة.
ولا ينتشر الغبار المتصاعد عادة على مسافة طويلة نظرا لكثافة اليورانيوم. وعندما ترتطم الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب بالأرض تخترقها، ويتأكسد اليورانيوم هناك ويذوب على مدى عدة سنوات أو عقود ويختفي بمرور الوقت، وبقاياه قليلة الإشعاع، ولكنه مع ذلك خطير إذا تم تناوله أو استنشاقه، على حد قولها.
إن الذخيرة التي تحتوي على اليورانيوم المنضب ليست محظورة بموجب الاتفاقيات الدولية، وأنها أسلحة تقليدية لا تستدعي رد فعل نوويا، ولا يمكن استخدامها لصنع قنابل “قذرة”، وإن سمعة اليورانيوم المنضب مع ذلك تكفي لإثارة المخاوف والتكهنات، و”إذا كانت موسكو قلقة بشأن دباباتها والجنود الذين يستخدمونها، فعليها ببساطة إعادتها إلى روسيا” كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ساخرا.