الشرق اليوم- رصد فريق “الشرق اليوم” منذ شهرين من الآن، حالات تجارة وتهريب المخدرات في منطقة شرق المتوسط، ومن خلال النتائج التي خلصت إليها فإن تجارة المخدرات سجلت نشاطا ملحوظا على الحدود الأردنية السورية، والعراقية السورية، والحدود اللبنانية السورية.
وليس من الغريب أن تكون الأراضي السورية هي الرابط المشترك بين هذه الحدود، كون أن أخبار الضبط تشير إلى أنها المصدر الأبرز للمخدرات.
وبالإشارة إلى تقارير مديرية الأمن العام في الأردن، فقد تم ضبط 124 كغ حشيش، و900 ألف حبة كبتاغون، و8 آلاف حبة مخدرة، و4 كغ كريستال مخدر، و37 كغ ماريغوانا، و24 غراما من الكوكايين، و2 كغ حشيش صناعي، و2.4 كغ بودرة حشيش صناعي، منذ بداية العام وحتى نهاية شهر يونيو.
ورغم تشديد الإجراءات وتصعيد خطاب التحذير، إلا أن السلطات الأردنية تؤكد أن جماعات تهريب المخدرات عادة ما كانت تستخدم أراضيها كممر؛ لتهريب المخدرات إلى دول الجوار، ونوّهت أن 85% من المخدرات المضبوطة داخل الأراضي الأردنية معدة للتهريب إلى الخليج وخصوصا إلى السعودية.
ووفقا للسلطات الأردنية فإن الأراضي السورية تعد المصدر الأبرز لتهريب وتصنيع المخدرات وخاصة منذ اندلاع الحرب عام 2011، إلى جانب “حزب الله” في لبنان.
ومن جهتها أعلنت القوات العراقية في شهر يوليو الماضي أنها ضبطت منذ مطلع العام الحالي نحو 20 مليون حبة مخدرة من نوع كبتاغون، مشيرة إلى أن مصدرها كان الأراضي السورية.
وأشارت في الوقت نفسه أن العراق يواجه حربا من نوع آخر قد تكون أعقد من الحرب ضد الإرهاب، خلال تصديها لتهريب المخدرات وتجارتها.
تهريب منظم ومتطور للمخدرات
وبالإشارة إلى تصاعد نشاط محاولات تهريب المخدرات، فقد أفاد الجيش الأردني أن محاولات التهريب الأخيرة باتت منظمة، وأصبحت تستعين بالطائرات المسيرة كما أنها تحظى بحماية مجموعات مسلحة.
وعلى أثر ذلك، أعلنت عمّان أنّ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بحث مع الرئيس السوري بشّار الأسد، خلال زيارة إلى دمشق، في شهر يوليو، ملف تهريب المخدّرات.
والتقى الصفدي في دمشق نظيره السوري فيصل المقداد، واتفق الوزيران على تشكيلة اللجنة المشتركة لمكافحة تهريب المخدرات.
ولكن يبدو أن ما اتفق عليه لم يتم العمل به، ووفقا لبيانات الجيش الأردني، فإن قواتها تصدت لثلاث طائرات مسيرة حاولت اجتياز الحدود بطريقة غير شرعية من الأراضي السورية على الواجهة الشرقية، كانت تحمل مواد مخدرة، وكان ذلك حصيلة شهر أغسطس، في حين أنها تصدت في بداية شهر سبتمبر لطائرة مسيرة كانت تحاول تهريب مادة “الكرستال”.
تحذيرات رسمية
وشددت المملكة الأردنية خطابها وأطلقت تحذيرات لدمشق مفادها “إن لم تتصرفوا فسنحمي حدودنا”، فقد أعلنت قوات الجيش الأردني تغيير قواعد الاشتباك بالمنطقة الحدودية، وقد تتوسع دائرة الاشتباكات لتشمل أطرافا دولية وعابرة للإقليم.
وفي 8 مايو الماضي وقعت غارة جوية يُرجح أنها أردنية على قرية الشعاب جنوب شرقي محافظة السويداء، قتل فيها المدعو مرعي الرمثان، والذي يعد أحد أكبر تجار المخدرات في الجنوب السوري.
كما أن محافظة السويداء شهدت في 31 أغسطس، غارة جوية من قبل القوات المُسلحة الأردنية، استهدفت مزرعة تقع في قرية حدودية مع الأردن، ويشار إلى أن هذه المزرعة تستخدم كممر لتهريب المخدرات إلى الأردن.
ومن خلال المواجهات التي حدثت بين الجيش الأردني والمهربين على الحدود مع سوريا، ووفقا لما خلفته الاشتباكات فإن، الأردن يواجه حربا على الحدود، وهي حرب مخدرات، تشنها تنظيمات موالية لإيران حيث تتآمر بأجندات خارجية وتستهدف الأمن الوطني الأردني.