الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
الشرق اليوم– يختلف البشر في طباعهم وتصرفاتهم عن بعضهم البعض، لكن قد تكون هناك بعض التصرفات النابعة من اضطراب معين في الشخصية، وقد لا يدرك صاحبها المشكلة وهو ما ينطبق على اضطراب الشخصية الفصامية.
مثلاً؛ هل سمعت من قبل عن اضطراب الشخصية الفصامية؟
ما هو اضطراب الشخصية الفصامية؟
لكي نفهم اضطراب الشخصية الفصامية يجب أن نفهم ماهية اضطرابات الشخصية أولاً. تلك الاضطرابات عبارة عن نمط طويل الأمد من السلوك والخبرات؛ كجزء من هذا النمط يواجه الفرد صعوبة في العمل أو يعاني من قدر كبير من الضيق.
ولكل اضطراب معين مجموعة من السمات والانماط السلوكية التي تحدد كل اضطراب. قد تظهر تلك الأنماط السلوكية في مراحل مبكرة من حياة الأفراد، عند البلوغ مثلاً، وقد تستمر معهم طوال حياتهم.
فمثلاً الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية هم أشخاص منعزلون يفضلون الابتعاد عن الآخرين ويشعرون بعدم الراحة في العلاقات. يُظهرون أحيانًا كلامًا أو سلوكًا غريبًا، ولديهم نمط محدود أو ثابت من المشاعر.
يقع اضطراب الشخصية الفُصامية في منتصف مجموعة من الاضطرابات الأخرى ذات الصلة؛ حيث اضطراب الشخصية الفُصامية في الطرف الأكثر اعتدالًا والأقل حدة، والفُصام في النهاية الأكثر خطورة. من المحتمل أن تكون هذه الاضطرابات مرتبطة بيولوجيًا. يعتقد العديد من علماء النفس أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات لديهم نقاط ضعف وراثية مماثلة، ولكن ليس هناك سبب واضح لماذا يُصاب البعض بشكل أكثر أو أقل حدة من المرض.
إذاً ما هي صفات الشخصية الفُصامية؟
يتضمن ذلك الاضطراب عادة خمس أو أكثر من الأعراض الآتية:
أن يكون الشخص وحيداً ليس لديه أصدقاء خارج نطاق عائلته.
قلق اجتماعي مفرط.
مشاعر مسطحة وردود عاطفية غير ملائمة للموقف.
تفسير الأحداث بشكل غير صحيح، مثل الاعتقاد بأن شيئاً غير مؤذٍ أو مضر له معنى يُقصد به إهانته شخصياً.
ارتداء الملابس بطرق غريبة.
تصورات غريبة وشكوك مستمرة حول ولاء من حولهم، قد يصل الأمر إلى تجارب جسدية غير عادية.
أسلوب كلام غريب وغير معتاد.
الايمان بالقوى الخاصة والخرافات والتخاطر العقلي.
أفكار غريبة الأطوار وجنون العظمة.
يعاني العديد من الأشخاص من صعوبات في الذاكرة والتعلم والانتباه. لا يعانون عادة من الأعراض الذهانية الأكثر شدة وإعاقة، مثل الأوهام والهلوسة التي تظهر في مرض انفصام الشخصية.
قد تظهر علامات وأعراض اضطراب الشخصية الفصامية ، مثل زيادة الاهتمام بالأنشطة الفردية، أو ارتفاع مستوى القلق الاجتماعي في سنوات المراهقة. قد يكون الطفل ضعيف الأداء في المدرسة أو يبدو اجتماعيًا غير منسجم مع أقرانه، مما قد يؤدي إلى تعرضه المستمر إلى المضايقة أو التنمر.
الفئة الأكثر تعرضاً للإصابة بهذا الاضطراب
يظهر اضطراب الشخصية الفصامية في كثير من الأحيان عند الرجال أكثر من النساء. أعراض الاكتئاب والقلق شائعة جدًا في هذا الاضطراب؛ حيث يعاني حوالي نصف الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من نوبة اكتئاب شديد في مرحلة ما من حياتهم. وقد يؤدي الإجهاد الشديد إلى تفاقم الاضطراب.
ما الفرق بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام؟
يمكن بسهولة الخلط بين اضطراب الشخصية الفُصامية وبين الفصام؛ وهو مرض عقلي حاد يفقد فيه الأشخاص الاتصال بالواقع تماماً فيما يعرف بالذهان.
قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الفصامية من نوبات ذهانية قصيرة مصحوبة بأوهام أو هلوسات، ولكن هذه النوبات ليست متكررة أو طويلة أو شديدة كما هو الحال في مرض انفصام الشخصية.
ومع ذلك، فإن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية يصابون أحيانًا بالفصام.
وفرق جوهري آخر هوأن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية عادة ما يكونون على دراية بالفرق بين أفكارهم المشوهة والواقع؛ بينما لا يمكن للمصابين بالفصام عمومًا أن ينفصلوا عن أوهامهم او يشعرون أن هناك مشكلة في أفكارهم.
كيف يمكن تشخيص وعلاج اضطراب الشخصية الفصامية؟
قد يحاول بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الفصامية الحصول على مساعدة طبيبهم النفسي بسبب أعراض أخرى كالقلق والاكتئاب.
ويعتمد التشخيص عادة على المرور بثلاث مراحل. أولاً، يقوم الطبيب النفسي باستبعاد أى مرض عضوى أو أثر جانبي لدواء معيم بعد إجراء مقابلة شاملة حول أعراض المريض.
ثانياً يسأل الطبيب عن التاريخ المرض الشخصي والعائلي بالتفصيل. ثالثاً، يستعين الطبيب بالأعراض المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
المصدر: نقطة المجتمع العلمي العربي
