الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
الشرق اليوم- وسط غموض تام وتساؤلات مشككة، حول مقتل قائد مجموعة فاغنر فغيني بريغوجين، في حادث تحطم طائرة شمال موسكو، صرّحت وزارة الدفاع البريطانية، أنه ليس هناك دليل قاطع حتى الآن على أن بريغوجين كان على متن الطائرة التي تحطمت.
وتتصاعد التكهنات حول الرواية المرجحة لأسباب تحطم الطائرة، والجهة التي كانت وراء الحادث، ومن كان موجود الطائرة وهل بريغوجين من بين ركابها؟
من كان في الطائرة؟
أعلنت السلطات الروسية أنّ الطائرة تحطّمت بمنطقة تفير خلال رحلة داخلية بين موسكو وسان بطرسبورغ، مؤكّدة مقتل كلّ من كان على متنها، وذكرت هيئة الطيران المدني الروسية، أن الطائرة كان على متنها عشرة أشخاص بينهم ثلاثة من أفراد الطاقم.
وبعد تحطم الطائرة وتصاعد التساؤلات حول من فيها وما هي الأسباب، فتحت السلطات الروسية تحقيقا بشأن انتهاك قواعد الملاحة الجوية وحضر عناصر من لجنة التحقيق التي تتولى البحث في الجرائم الخطرة، إلى مكان التحطم بعد أقل من 24 ساعة على وقوع الحادث.
وقالت وزارة خدمات الطوارئ الروسية إنها عثرت على 8 جثث في موقع سقوط الطائرة. وأشارت إلى أن عمليات البحث والإنقاذ في موقع السقوط مستمرة.
وأكدت وسائل إعلام روسية وعالمية أن الطائرة كان تقل كبار قادة فاغنر، أبرزهم الذراع اليمنى لبريغوجين دميتري أوتكين، والذي يعتقد أنه عمل سابقا في صفوف جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، كما كان أوتكين “المسؤول عن القيادة والتشكيل القتالي لفاغنر”.
كما كانت تقل الطائرة فاليري تشيكالوف، أحد مديري شركة “كونكورد” التي أسسها بريغوجين، وعمل معه منذ مطلع القرن الحالي، وهو أشرف على مشاريعه المدنية في العالم مثل “التنقيب الجيولوجي، إنتاج النفط، أو الزراعة”.
الرد على المشككين حول مقتل زعيم فاغنر
بعد تحطم الطائرة خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن صمته وأكد مقتل قائد مجموعة فاغنر بريغوجين، في حادث تحطم طائرته، وتعهد بإجراء تحقيقات حتى النهاية، كما أنه قدم تعازيه إلى أقارب ضحايا تحطم الطائرة التابعة لمجموعة فاغنر.
في حين قال مسؤول بالإدارة الموالية لروسيا في مقاطعة زاباروجيا الأوكرانية: إن أحد “قادة فاغنر” تعرف على جثتي بريغوجين ونائبه أوتكين.
وكتبت قناة “غراي زون” الموالية لفاغنر على تليغرام بعد حادثة تحطم الطائرة مباشرة: “رئيس مجموعة فاغنر، بطل من روسيا، وطني حقيقي لوطنه الأم، يفغيني فيكتوروفيتش بريغوجين قُتل نتيجة أفعال خونة لروسيا”.
كما قال مصدر سياسي في فاغنر: إنه من المفترض أن يكون يفغيني بريغوجين في الطائرة، مضيفا أنه لم يتم التعرف على جثة بريغوجين لكن تم العثور على هاتفه.
وفيما أكدت مصادر رسمية روسية -بينها هيئة الطيران المدني- أن بريغوجين من بين الأشخاص العشرة الذين كانوا على متن الطائرة ولم ينج منهم أحد، لم يصدر بعد أي بيان من الكرملين أو وزارة الدفاع.
وأكد محققون روس أن الفحص الجيني لقتلى حادث تحطم الطائرة الخاصة أثبت هوية الضحايا ومن بينهم زعيم مرتزقة فاجنر يفغيني بريغوجين، ويرى خبراء أن مقتل زعيم فاجنر يعزز من قبضة الرئيس بوتين على السلطة ويقمع أي معارضة له.
الحادث عرضيا أم عملا انتقاميا؟
بعد تعزية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأقارب ضحايا تحطم الطائرة التابعة لمجموعة فاغنر، وصف بوتين قائد فاغنر بأنه رجل ارتكب “أخطاء” جسيمة لكنه “حقّق نتائج”.
وبعد حادثة التحطم ورغم التحقيقات السارية إلا أن السلطات الروسية لم تقدّم رواية مرجحة لأسباب التحطم، ما ترك الباب مفتوحا أمام سيل من التكهنات والأسئلة بشأنه.
وكرست تقارير غربية فكرة أن بوتين “لا يسامح الخونة”، وتم ربطها بحادث تحطم طائرة بريغوجين، الذي قاد تمردا فاشلا ضد الكرملين في يونيو الماضي.
وأشارت وسائل الإعلام الروسية، أن السلطات الأمنية تحقق في فرضية وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة الخاصة.
ووفقا لتقرير شبكة “سكاي نيوز” فإن الطائرة المنكوبة خضعت لعمليات صيانة على مدى 10 أيام سبقت رحلتها الأخيرة.
ولم تستبعد بعض المصادر فرضية زرع المتفجرات على متن الطائرة في موقف الإصلاح، فإن المعلومات الأولية أشارت إلى أن انفجارا وقع في إحدى العجلات في الهواء، مما أسفر عن سقوط أحد أجنحة الطائرة.
فيديو يوثق انفجار الجناح الأيمن في الطائرة
من سيخلف بريغوجين لقيادة “فاغنر”؟
تكاثفت آراء الخبراء بأن بوتين سيلجأ اختيار شخصية موالية للكرملين على رأس مجموعة فاغنر خلفا لقائدها بريغوجين،
ويشار إلى أن القيادة الروسية ستبحث عن بديل موثوق فيه ويلتزم بالخطوط الحمراء حتى لا تتكرر قصة تمرد بريغوجين،
ويذكر أن أندريه تروشيف طرح اسمه ليكون خلفا لبريغوجين، فهو أحد القادة العسكريين الذين يخدمون في الجيش النظامي ولديه علاقة وطيدة بالكرملين، وهو أحد أبرز مؤسسي فاغنر.
وحسب صحيفة كوميرسانت الروسية، فإن بوتين كان قد اقترح تروشيف قائدا جديدا لفاغنر، خلال اجتماع مع قادة هذه المجموعة بعد أيام من انتهاء تمرد بريغوجين في يونيو الماضي.
توقعات حول مستقبل فاغنر:
أثار مقتل بريغوجين جدلاً بالنظر إلى الأنشطة التي كان يرعاها في أكثر من منطقة في العالم، ما يطرح تساؤلات عن مستقبل “فاغنر” لا سيما في ظل الخطوات التي يقودها الكرملين لإعادة هيكلتها. فقد أشارت بعض التصريحات العسكرية بأن القيادة الروسية أمرت قوات “فاغنر بالانسحاب من أماكن تمركزها.
في حين ذكر عضو سابق في البرلمان الروسي أن “فاغنر” ستختفي .
وبعض التوقعات ترى أن فاغنر ستبقى ولكن بتشكيلات جديدة، أي أن يتم تعيين قائد جديد، يتفق مع القيادات الروسية، وترى بعض الآراء أنه لا يوجد مصلحة بإنهاء هذه المجموعة.
