الشرق اليوم– إذا طلبت منك عزيزي القارئ أن تزرع لنا بعض الطماطم، وسألتك ماذا ستحتاج لزراعتها، ترى ماذا ستكون إجابتك؟ دعني أخمن، ستكون بعض البذور، وماء، وتربة، صحيح؟
حسناً ربما لن نحتاج التربة في مهمتنا تلك! ونعم يمكننا بدونها أن نزرع نباتات مثمرة وغنية بالمغذيات والعناصر المفيدة.
هذا هو ما سنتحدث عنه اليوم، الزراعة المائية، فما هي؟ وكيف يمكن للنباتات أن تنمو فيها وتزدهر؟
وما هي مزاياها وعيوبها نسبةً لطرق الزراعة التقليدية؟ دعنا نسير خطوة بخطوة معاً لنفهم أكثر.
ما هي الزراعة المائية؟
الزراعة المائية أو (Hydroponics) هي عبارة عن أحد تقنيات الزراعة التي يتم فيها الاعتماد على المحاليل الغنية بالعناصر والمعادن اللازمة لنمو النبات بدلاً من التربة، ففيه ستجد النبات مزروع في وعاء يحتوي على مياه لا تربة، قد تبدو في البداية طريقة غريبة للزراعة لكن المدهش أنها فعلاً ناجحة جداً، بل وتعطي نتائج أفضل من الطرق التقليدية!
لماذا يحتاج النبات للتربة في الأساس؟
لقد تعودنا على أن التربة هي أحد أساسيات الزراعة، فلم ذلك؟ لأنها تمثل مصدر مهم للمغذيات والمعادن للنبات، كما أنها تساعد على تبادل الغازات بين الجذور والهواء، بالإضافة لأنها تساعد النبات على امتصاص الماء. فإذا وفرنا كل تلك المميزات للنبات وأكثر لكن بدون وجود التربة فلم لا؟
كيف تتم الزراعة المائية؟
إليك كيف يتم الأمر ببساطة، يوضع النبات في وسط مائي له Ph متوازن ويحتوي على كمية العناصر اللازمة للنمو، والتي يمتصها الجذر بسهولة أكثر عن الطريقة التقليدية التي يحتاج فيها الجذر لبذل الكثير من الجهد من أجل امتصاص العناصر من التربة، حتى لو كانت غنية بها!
وبالتالي يحتاج النبات لكي ينمو بواسطة الزراعة المائية إلى بعض المتطلبات الرئيسية وهي:
مياه نقية.
أكسجين.
نظام دعم للجذور.
مغذيات.
مصدر للضوء.
مزايا الزراعة المائية:
استبدال التربة بالماء في الزراعة المائية ساعد على ظهور الكثير من المميزات التي يمكنها إحداث ثورة في عالم الزراعة، وتلك بعض منها:
يمكن إعادة استخدام المياه المستخدمة في الزراعة أكثر من مرة، وذلك يساعد على الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها.
بما أننا لا نستخدم التربة فنحن لا نحتاج للأسمدة ولا مبيدات الآفات إلا في أضيق الحدود.
يمكن التحكم في معدل النمو بما أننا نستطيع التحكم في كمية المغذيات والعناصر في المحلول الخاص بالنمو.
يمكن استغلال المساحات المحدودة في الزراعة المائية والتي سيكون صعب الزراعة بالطرق التقليدية بها.
سهولة حصاد الثمار ووفرتها.
تسهل الزراعة المائية المهمة على المزارعين فهي تمكنهم من زراعة الثمار في أي مكان وفي أي وقت من السنة، وهي النقطة التي كانت تتحكم في نوع المحاصيل عند زراعة النباتات في التربة العادية المعرضة للتغير بتغير المناخ على مدار السنة وظروف البيئة وغيرها.
تنمو النباتات بشكل أسرع لأنها تملك كل ما تحتاجه من عناصر غذائية.
لكن بالرغم من ذلك يوجد أيضاً بعض العيوب للزراعة المائية وهي:
أنها ما زالت طريقة جديدة ومختلفة عن الطرق التقليدية مما يجعلها تحتاج لقدر كاف من التدرب عليها تقنياً وكسب الخبرة.
تكلفتها تكون عالية بعض الشيء في بداية المشروع.
تحتاج لاستخدام محاليل معينة للنمو.
إعادة استخدام الماء بطريقة مستمره قد يعرضه للتلوث والتأثير على المحاصيل.
تحتاج للكثير من المتابعة والصيانة الدورية لأماكن ومعدات الزراعة.
أنواع الزراعة المائية:
يوجد حالياً عدة أنواع من الزراعة المائية ومنها:
نظام الفتيل (Wick System): وهو النظام الذي يتم فيه ضخ العناصر المغذية الذائبة في الماء في خزان، ثم تنتقل المياه لجذور النبات عبر فتيل بواسطة الخاصية الشعرية.
نظام المد والجزر (Ebb and Flow): وفيه يتم التحكم في كمية المحلول المغذي عن طريق مضحة مزودة بجهاز توقيت، حيث يتم غمر وعاء النمو بالمحلول وبعد مدة معينة يتم سحبه مجدداً وهكذا.
نظام الاستزراع المائي (Water Culture): وفيه يتم وضع النباتات في أوعية شبكية لتطفو فوق سطح وعاء آخر من المياه والعناصر الغذائية.
نظام التنقيط (Drip System): وفيه يتم ضخ المحلول المغذي عبر أنبوب ثم يتم إسقاطها على الجذور بواسطة خطوط التنقيط.
نظام الأغشية المغذية (nutrient film technique): وفيه يتم وضع النباتات في صينية نمو خاصة مصممة بحيث تكون مائلة بزاوية معينة وموضوعة أعلى خزان المحلول المغذي، بحيث تسمح بمرور خط رفيع من المحلول عبر جذور النبات عندما يتم ضخه من الخزان إلى صواني النمو.
ما هي أفضل أنواع النباتات التي يمكننا زراعتها مائياً؟
يمكن تقريباً زراعة كل أنواع النباتات بتلك التقنية، لكن ينصح الخبراء باختيار النباتات خفيفة الوزن والتي تنمو بصحة جيدة في وجود الرطوبة، كالخيار، والطماطم ،والفراولة، والفلفل، والخضروات الورقية كالخس، والسبانخ، والأعشاب.
المصدر: نقطة المجتمع العلمي العربي