بقلم: علي قاسم الكعبي – صوت العراق
الشرق اليوم- كانت العلاقات الامريكية مع بغداد تسير باتجاه جيد وكانت واشنطن لها علاقات حميمه مع بغداد، لكن حبل الوصل قد قطع بعد ثورة عبد الكريم قاسم 1958 اذ تغيرت بوصله العلاقات نحو الاتحاد السوفيتي وبدأت القطعية تدريجيا خاصة بعد الاعتراف بدوله إسرائيل حتى بلغت اوجها بعد غزو العراق للكويت وتحولت إلى عداوة رسميه ! وبعد التغيير بدء عهد جديد للعلاقات ببن الطرفين حيث قامت واشنطن بتسليم إدارة العراق الى طبقة سياسية تناغمت معها كثيرا في نقطة واحدة هي إزاحة نظام صدام حسين ولكن ماتخفية واشنطن كان أعظم فهي نالت مرادها بالوصول إلى أهم مناطق الطاقه في العالم.
وقد اوفت واشنطن بعهودها وجيشت الجيوش وحركت الاساطيل البرية والبحريه والجويه وتحقق لها النصر وأصبحت دوله محتله لكن الطبقة السياسية التي جاءت معها رفضت الوصف بأنها محتله ووصفتها بالصديقة او المحررة ورفضت مواجهتها بوصفها دوله محتله وقد تعرضت واشنطن لانتقادات دوليه لإعلانها احتلال العراق ومع هذا العهد الجديد برز دور جديد في فن العلاقات الدوليه بين الطرفين فأن واشنطن لم تتعامل مع العراق كدوله ذات سيادة وأخذت تمارس دورا مختلفا في وضع يدها على كل شي في العراق عسكريا سياسيا واقتصادية حتى ارسلت عدة رسائل بأنها لن تترك العراق كونها دفعت ثمنا باهضا في غروها للعراق فهي لم تأتي لترحل من منطقة” الطاقة العالميه” فليس من المنطق ان تمسح يدها بالحائط وترحل.
وفي تصريح للسفيرة الأمريكية ألينا رومانوسكي، إن الولايات المتحدة “لن ترحل عن المنطقة”،و أن العراق “يمثل أهمية استراتيجية كبيرة لدى واشنطن”، وأن “العراقيين لا يريدون دولة تسيطر عليها ميليشيات”!؟ ونقلت عن بايدن (نقطة فهي تعتبرها ذات أهمية استراتيجية، وتربطنا علاقات قديمة وطويلة في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم ).
كل هذة الأمور أحرجت الطبقة السياسية الحاكمة التي جاءت معهم فارادوا حفظ ماء الوجه ووقعوا اتفاقية لانسحاب القوات الأمريكية من العراق ولكن في الحقيقة أن الانسحاب من العراق ليس انسحابا كاملا على غرار السيناريو الأمريكي في أفغانستان بل هو مجرد حبر على ورق فالسفارة الامريكيه في بغداد أكبر السفارات في العالم ولا يزال هناك نحو أكثر 5000 جندي أمريكي في العراق،ووصفت صحيفة “نيويورك تايمز” اتفاق الانسحاب بكونه ليس سوى “مسرحية” وقالت في مقال اخر ان العلاقة العراقية الأميركية لا تحكمها مصالح بغداد وواشنطن بقدر ما تحكُمها مصالح طهران وواشنطن الا ان معظم السياسين يغالطون انفسهم ويخادعون ذاتهم ويدعون بانهم كالاله المفترض الطاعة والمسدد رائيهم ويتحدثون بحديث غير واقعي وخاصة في وصف علاقة واشنطن ببغداد فيصورونها وكانها تشبه علاقات الدول الكبار مع واشنطن متناسين بانهم فاقدين الأهلية وليس لديهم اي سلطة على بلادهم وهذا ليس من خيال الكاتب فهم يقولون ان أمريكا ترفض هذا وتفرض عقوبات على ذاك ولايروق لها هولاء وتمتعض كثيرا من هذا وذاك حتى ايقن الشعب بأننا لسنا دوله بمفهومها المعلوم فهي دوله صورية وهذا الأمر غير مخفي على حد فتخيل انك مسؤول على بيتك ولديك راتب وعمل ولكن ليس من حقك ان تضع راتبك في جيبك وتصرف حيثما تشاء وكان اموالك في القاصرين ولانعلم ان 20 عام لم تكفي لتخرج من رعاية القاصرين إلى البالغين وتلك حقيقة واضحة وضوح الشمس بأن العلاقة هي إجبارية اضطرارية وليست ضرورة مرحلية فحسب بل هو استعمار حديث او قل هو امرا لا مناص منه وان أردت الحقيقة فنحن نستحق ذلك ؟
فالعراق الثري ليس بلدا كسائر البلدان تقع علية عدة ضرائب يجب عليه ان يدفعها قبل ان يفكر بأن يكون بلدا حرا ذا سيادة على كامل ارضية اولا وعلى تنظيم داخله الممزق وما جلبته لنا واشنطن من ديمقراطية فهي منقوصة (وشاهدتم من فاز الاول في الانتخابات لم يستطيع أن يشكل حكومه) فأين وجه الديمقراطية إذن فهي ليست حقيقية مطقا بل هي تسطيح للعقول وانها كذبه ابتدعها لتتماشى مع عصر العولمه والنتائج ببن يدك فعادة الديمقراطية تنتج دوله قويه ونظاما سياسيا واقتصاديا وامنيا جيدا وتطلق يد الحكومة لاصلاحاتها وتطبق منهاجها وفق الجدول الزمني ولكن الذي حدث ان الحكومات مكبله ومغلوه ايديها فهي غير قادرة على فعل شي يذكر بحق عمليات الفساد الذي نخر جسدها وغير قادرة ان تنجح باي ملف اقتصادي هام وتحقق منجزا يذكر لأنها غير مبسوطة اليد على الجميع ! وما قضية الكهرباء والدولار الا أنموذجا.