الشرق اليوم– مع الثورة التكنولوجية وكثرة المؤثرات الخارجية أصبح النوم سلعة غالية الثمن، فهل يمكن شراء النوم؟!.
يرتبط الميلاتونين بأنماط النوم كما يرتبط ارتباطاً وثيقًا بساعة أجسامنا البيولوجية فكيف يحدث ذلك؟ وهل يوجد على هيئة مكمل غذائي يمكن شراؤه؟! هذا ما سنتعرف عنه في مقالنا اليوم؛ فتابع معنا…
ما هو الميلاتونين؟
يطلق عليه (Melatonin) اسم هرمون النوم وهو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ؛ فهو يلعب دورًا فعالًا في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في جسم الإنسان.
يحفز الظلام إفراز الميلاتونين، إذ يبدأ إفرازه في الجسم نحو الساعة التاسعة مساءً ويبلغ ذروته بين الساعة الثانية والرابعة صباحًا، كما ينخفض إنتاجه مع التقدم في العمر.
لذا يقلل الضوء من إنتاج الهرمون ويشير إلى استيقظ الجسم؛ إذ يعاني بعض الأشخاص الذين لديهم صعوبة في النوم من انخفاض مستويات هذا الهرمون.
أهمية الميلاتونين
يلعب نقصه في الدم دورًا في اضطرابات النوم المتعلقة بإيقاع الساعة البيولوجية، وهي مجموعة من اضطرابات النوم تشترك جميعها في نفس السمة وهي اضطراب توقيت النوم.
يعد النوم حالة ينخفض فيها الوعي بالمؤثرات البيئية، ويلعب دورًا مهماً في العديد من وظائف الدماغ وكيفية تواصل الخلايا العصبية مع بعضها؛ لذا يمكن أن تتسبب اضطرابات النوم في قلة النوم والتقليل من جودته؛ مما قد يسهم في تفاقم بعض الحالات الصحية، ومنها:
ارتفاع ضغط الدم.
متلازمة التمثيل الغذائي.
مقاومة الأنسولين.
السمنة.
زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان البروستاتا.
زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ما هو مكمل الميلاتونين؟
يتوافر الميلاتونين في صورة مكملات غذائية، على هيئة أقراص أو كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، فهو يحاكي تأثير النوم عند تناوله؛ إذ تغفو خلال 30 دقيقة منذ تناوله.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بمكملات منذ فترة طويلة؛ لتساعد على علاج بعض اضطرابات النوم التي تسببها اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أو مشاكل النوم الناتجة عن العمل بنظام النوبتجيات.
لكن تحذر الإرشادات الحديثة أيضًا من تناولها للأرق أو غيره من المواقف التي يصعب فيها النوم أو الاستمرار في النوم؛ لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناوله.
فوائد الميلاتونين الصحية
يؤدي الميلاتونين العديد من الوظائف الأخرى في الجسم إلى جانب تحسين أنماط النوم والاستيقاظ، ومنها:
التقليل من أعراض الاكتئاب الموسمي
يرتبط الاكتئاب الموسمي بالتغيرات في الفصول ويحدث كل عام في نفس الوقت تقريبًا، وتظهر الأعراض عادةً في نهاية الخريف إلى بداية الشتاء.
تشير بعض الدراسات أن هذا النوع من الاكتئاب قد يكون مرتبطًا بالتغيرات في إيقاع الساعة البيولوجية بسبب تغيرات الضوء الموسمية، ولأنه يلعب دورًا في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية؛ لذا تستخدم الجرعات منخفضة التركيز في تقليل أعراض الاكتئاب الموسمي.
زيادة مستويات هرمون النمو البشري
يعد هرمون النمو البشري (HGH) من الهرمونات الحيوية للنمو وتجديد الخلايا؛ إذ ترتبط المستويات المرتفعة من هذا الهرمون بزيادة قوة وكتلة العضلات؛ حيث أشارت بعض الأبحاث أن تناول مكملات الميلاتونين قد تزيد من مستويات هرمون النمو لدى الرجال.
تعزيز صحة العين
يساعد الميلاتونين في منع تلف الخلايا والحفاظ على صحة العين؛ لاحتوائه على خصائص مضادة للأكسدة، وتشير الأبحاث أن الميلاتونين قد يكون مفيدًا في علاج حالات مثل، الجلوكوما والضمور البقعي المرتبط بالعمر، والحفاظ على وضوح الرؤية.
علاج ارتجاع المريء
أشارت إحدى الدراسات أن تناول مكمل الميلاتونين مع عقار أوميبرازول يمنع إفراز أحماض المعدة، إضافة إلى تقليل إفراز أكسيد النيتريك وهو مركب يعمل على ارتخاء العضلة العاصرة للمريء؛ مما يسمح لحمض المعدة بدخول المريء.
الآثار الجانبية لتناول مكمل الميلاتونين
يتميز الميلاتونين بشكل عام بأنه آمن للاستخدام قصير المدى للبالغين، ولكن لم تتوافر معلومات كافية بشأن السلامة للاستخدام طويل المدى.
ومن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا:
الغثيان.
الدوخة.
الصداع.
النعاس.
لكن هناك بعض المخاوف للأشخاص الذين يعانون من حالات معينة، مثل: حالات الصرع والخرف أو الذين يتناولون بعض الأدوية؛ إذ يمكن أن يتفاعل الميلاتونين مع بعض الأدوية، مثل الأدوية التي تمنع تخثر الدم؛ لذا يجب مراجعة الطبيب قبل تناول مكملات الميلاتونين.
وفي الختام، ينبغي عليك عزيزي القارئ للحصول على نوم هادئ اتباع بعض النصائح، مثل: الاستيقاظ من النوم مبكرًا كل يوم في الموعد نفسه، والتعرض لأشعة الشمس صباحًا مدة لا تقل عن خمسة عشرة دقيقة، وممارسة التمارين الرياضية يوميًا، وتناول الطعام الصحي، وتجنب تناول الكافيين في الليل، ونتمنى لك نومًا هادئًا.
المصدر: نقطة المجتمع العربي