بقلم: حسن مدن- الخليج
الشرق اليوم– تفتتح اليوم في جنوب إفريقيا، قمة مجموعة «بريكس»، بحضور قادة الدول الأعضاء فيها: الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، فيما سيمثل روسيا وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أما رئيسها فلاديمير بوتين، فسيشارك في القمة عبر «الفيديو كونفرنس». وتهدف «بريكس» التي تأسست عام 2006، في قمة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية، إلى زيادة العلاقات الاقتصادية فيما بينها بالعملات المحلية، ما يقلل الاعتماد على الدولار.
ويقول الخبراء إن «بريكس» باتت منافساً جدياً لمجموعة الدول السبع التي تضمّ بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة، ويتوقع هؤلاء الخبراء أنه بحلول عام 2028 لن تتجاوز حصة مجموعة السبع 27.8 في المئة فقط من الاقتصاد العالمي، فيما ستشكل بريكس 35 في المئة، وتمثل الدول الأعضاء في البريكس، حالياً، أكثر من 40 في المئة من سكان العالم وحوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتسجل معدلات نمو عالية، خاصة في قطاعات الزراعة والتعدين وغيرها. من المتوقع أن تناقش القمة طلبات دول أخرى بالانضمام إلى المجموعة، يقال إن عددها قارب العشرين دولة وربما أكثر، ويأتي اهتمام الدول بالانضمام إلى الكتلة في وقت يسبب الدولار المزيد من المتاعب للحكومات في العديد من أنحاء العالم، فيما العالم يواجه أزمة طاقة متنامية بسبب العقوبات التي تستهدف أسواق الطاقة الروسية بسبب حرب أوكرانيا، وتعدّ الإمارات والسعودية ومصر والجزائر، أقرب الدول العربية إلى الانضمام إلى المجموعة، بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية لهذه الدول، وحجم اقتصادها، ومساحتها الجغرافية، وكتلتها السكانية، وثرواتها في مجالي الطاقة والمعادن، وسوقها الاستهلاكية الواسعة، وهو ما أكد عليه الرئيس البرازيلي، وكذلك وزير الخارجية الروسي الذي قال إن انضمام السعودية والإمارات والجزائر ومصر إلى بريكس، سيثري المجموعة بما لهذه الدول من إرث حضاري عربي وإسلامي.
رغم ذلك لا تخلو «بريكس» من جوانب من التناقض وتنافس المصالح، خاصة بين الصين والهند، رغم أن ما يجمع بينهما من مصالح مشتركة أكثر مما يفرق، ومع إدراك الهند للمنافع الاقتصادية والجيوسياسية العائدة عليها من عضويتها في المجموعة، فإنها لا ترغب، بالمقابل، أن تتحول «بريكس» إلى مجموعة معارضة للغرب علانية، كما أنها تخشى من أن انضمام أعضاء جدد إلى المجموعة قد يعزز التأثير الصيني فيها، وحسب صحيفة غربية فإن الصين ستدعو زملاءها في «بريكس» خلال القمة الحالية لتحويل المنظمة إلى منافس جيوسياسي كامل لمجموعة السبع، ناسبة إلى سياسي صيني قوله: «إذا قمنا بتوسيع دول بريكس لتكون مسؤولة عن حصة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مثل مجموعة السبع، فإن صوتنا المشترك في العالم سيصبح أقوى».