بقلم: عبدالله العلمي- النهار العربي
الشرق اليوم– من أهم الإنجازات الأخيرة للعلاقات السعودية – الصينية، نجاح ملتقى الأعمال السعودي- الصيني، ولقاء وزير الشؤون البلدية السعودي في بكين مع عدد من رؤساء البنوك وقادة الشركات الصينية. هكذا بنت الرياض وبكين التعاون المشترك بينهما منذ مشروع الحزام الاقتصادي، ومبادرة طريق الحرير، وفي مجالات الطاقة الإنتاجية.
الإنجاز الأول نجاح ملتقى الأعمال السعودي- الصيني، في العاصمة الصينية بكين، بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. لا شك في أنّ البيئة النوعية الجاذبة من ضمن الأمثلة على الفرص الاستثمارية المتوفرة في المملكة.
الإنجاز الثاني، لقاء وزير الشؤون البلدية السعودي ماجد الحقيل، في بكين مع عدد من رؤساء البنوك الصينية، لبحث إمكان التعاون في برامج المملكة، لتوفير مخطّطات الإسكان والخطط الرئيسية لتقنيات البناء ومشاريع البنية التحتية. علينا اليوم تفعيل الاتفاقات مع الشركات الصينية المتميزة في مجالات تطوير المدن، والفرص والمزايا التي توفّرها السعودية لجذب أفضل الشركات الصينية للاستثمار في المملكة.
الإنجاز الثالث، لقاء وزير الشؤون البلدية السعودي مع عدد من قادة الشركات الصينية المتخصّصة، ومن ضمنها “سيتك غروب” و “سيتك للإنشاءات”. من أهم الخطط التي تمّت مناقشتها؛ إنشاء المجمّع الصناعي، واستغلال أعلى المعايير التقنية، وتشغيل المناطق الصناعية، وتحسين القدرة الإنتاجية. كذلك تمّت مناقشة سبل التعاون في مجالات التأمين والاستثمارات وتكنولوجيا المساكن الخضراء والمستدامة.
تنطوي العلاقات بين السعودية والصين على تاريخ حافل، وإمكانات واعدة كبيرة في المستقبل. من الأمثلة القائمة، مشروع شركة “ينبع أرامكو ساينبوك” للتكرير (ياسرف)، الذي يمثل صرحاً جديداً للشراكة بين المملكة والصين. كذلك فإنّ التعاون بين البلدين شجّع هيئة مدينة لوجيازوي المالية والتجارية في شنغهاي الصينية، لاختيار العاصمة السعودية الرياض، لتكون بوابة للوصول إلى أسواق الشرق الأوسط. لعليّ أضيف، أنّ تلك المنطقة ستصبح أيضاً مدخلًا ثرياً، يتيح التعرّف على القطاعات الصينية المتطورة، والاستفادة من إمكاناتها التجارية وكذلك من خبرتها في التقنيات الحديثة والنامية.
من هذا المنطلق، وقّعت المملكة 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع عدد من الشركات والبنوك الصينية الكبرى، من بينها 5 تفصيلية في مجال الإسكان بقيمة تجاوزت 5 مليارات ريال (1.33 مليار دولار). هكذا احتلت الصين مركز الشريك التجاري الأول الناجح للمملكة للأعوام الخمسة الماضية، ومن المؤكّد أنّ القادم مكسب أكثر.
قد يسأل أحد المهتمين، ما هي أسس نجاح العلاقات السعودية- الصينية؟ أقول بوضوح، إنّها الإتفاقات التجارية والاستثمارية والثقافية، والتقنية، ومشاريع توربينات الرياح، ومشاركة المملكة للصين في رحلة نادرة لاستكشاف الجانب غير المرئي للقمر، في إطار اهتمامها المتنامي في استكشاف الفضاء. كذلك اتجه باحثون صينييون إلى العمل والدراسة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية السعودية “كاوست”، لبناء نموذج حديث للذكاء الاصطناعي.
آخر الكلام … هذه ليست نهاية المطاف، فقد وقّعت المملكة اتفاقات تعاون استراتيجية مع المعاهد الأكاديمية والتجارية الرائدة في مدينة شينزين الصينية “وادي السيليكون الصيني”، إضافة إلى 35 مذكرة تفاهم مع شركات صينية، لتطوير تطبيقات الطاقة الشمسية والمتجددة، ولزيادة التعاون النووي بين البلدين، واستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.